ألمانيا تحاصر ” التشدد ” بأسلوب تدريجي

تعتزم الحكومة الألمانية فرض حظر على ارتداء النقاب للموظفات في الدولة، وذلك في سياق إجراءاتها لمواجهة التشدد.

وذكرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية الجمعة استنادا إلى مسودة لوزارة الداخلية الألمانية “التواصل المفتوح سمة التعايش المشترك في مجتمع ديمقراطي حر… فمن يخفي وجهه فإنه يقوض فرص التعارف وتقدير الذات بشدة”.

وجاء في المسودة أن النقاب الذي ترتديه البعض من النساء المسلمات يصعب عملية اندماجهن في المجتمع، ويزدري النساء، ويتعارض مع المساواة.

وتنص المسودة على إلزام النساء المنتقبات بالكشف عن وجوههن عند طلب التحقق من هوياتهن خلال التدقيق في جوازات السفر أو المحاكمات أو الإدلاء بالأصوات في الانتخابات على سبيل المثال.

وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية إن المسودة لا تزال في مرحلة التصويت، مضيفة أن الوزارة لن تعلق على مضمون المسودة إلى حين إتمام إجراءات الموافقة عليها داخليا.

ويأتي هذا المشروع في سياق سعي ألمانيا إلى الحد من مظاهر التشدد في البلاد على ضوء دعوات متزايدة لإجراءات أكثر حزما تجاه أنشطة المتشددين، وهي الأنشطة التي سهلت لداعش مهمة الاستقطاب.

وتجنب المشروع حظر النقاب بصفة أوسع حتى لا تكون ردة الفعل ضده قوية.

وكان عدد من وزراء داخلية المحليين المنتمين إلى التحالف المسيحي، الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل، طالبوا بحظر شامل للنقاب في ألمانيا، ما أثار موجة من النقاشات المحتدمة.

وإثر ذلك تبنى وزراء الداخلية الذين ينتمون إلى التحالف المسيحي دعوة إلى حظر جزئي لارتداء النقاب في الوظائف العامة أو دور الحضانة أو المدارس أو الجامعات أو خلال التدقيق في جوازات السفر أو المظاهرات أو خلال التواجد في قاعات المحاكم.

ولم تقف الخلافات في ألمانيا بشأن المسلمين عند الاحتجاج على الرموز الإسلامية، لتمتد إلى الشكوك في دور المساجد والرابطات والجمعيات التي يلتقي فيها المسلمون.

واعتقلت ألمانيا عددا من اللاجئين ممن ظهرت شكوك حول علاقتهم بداعش الذي يبدو أنه نجح في الزج بالبعض من عناصره بين اللاجئين الذين توجهوا إلى أوروبا. لكن مراقبين يقولون إن المخاوف الألمانية لا تقف عند اللاجئين، وإن هناك حذرا من جمعيات مرتبطة بنشطاء متشددين مقيمين في ألمانيا. (العرب اللندنية)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها