عمال المستقبل قد يكونون هياكل خارجية روبوتية لتدريب الذكاء الاصطناعي

لا يعتبر تطور أساليب التصنيع باستخدام الروبوتات أمراً جديداً. فقد كانت الأذرع الروبوتية كافية لتلبية الطلب على العمال في المصانع، كما أن بعض الشركات بدأت ببناء مصانع روبوتية بالكامل.

وترغب شركة كيندريد سيستيمز – وهي شركة ناشئة سرية أسسها جوردي روز، المسؤول التقني الرئيسي والمؤسس المشارك لشركة الحوسبة الكمومية دي ويف – بأن تنتقل إلى مستوى أعلى، وذلك بصنع روبوتات تتعلم من العمال البشريين، بهدف الحلول محلهم لاحقاً.

ولم يسرب المسؤولون في كيندريد الكثير من التفاصيل، ولكن طلب براءة الاختراع الذي تقدمت به الشركة، يحوي لمحة عن خططها، والتي تقوم على صنع هياكل خارجية روبوتية تزود مجموعة من الحساسات بالمعلومات. ومن ثم ستُستخدم هذه المعلومات لتعليم روبوتات في أماكن أخرى كيفية تقليد حركات الشخص الذي يرتدي الهيكل الخارجي، وذلك حتى يصل إلى مرحلة يصبح فيها قادراً على الحلول محل هذا الشخص بشكل كامل.

و ذُكرت في طلب براءة الاختراع تطبيقات أخرى للفكرة في مجالات غير التصنيع، مثل الأعمال المنزلية أو حتى الترفيه. في المحصلة، يمكن لهذا النظام أن يحرك روبوتاً يصب القهوة، أو فرقة راقصة روبوتية تتعلم من مصمم رقص بشري. وإن لم تكفِ التفاصيل الواردة في طلب براءة الاختراع لإشباع فضولك، فإليك الأخبار السارة: سيتحدث كل من روز والمسؤولة التقنية الرئيسية سوزان جيلدرت في مؤتمر تعليم الآلة وسوق الذكاء الذي ينظمه مختبر التجديد الدائم للمنتجات في تورونتو هذا الشهر.

وعلى الرغم من أن المشاريع المماثلة لمشروع كيندريد تثير مخاوف العمال في جميع أنحاء العالم، وذلك نظراً لخطر فقدان وظائفهم، إلا أن الكثيرين يقولون إن هذه المشاريع قد تمنح العمال فرصة للانتقال إلى وظائف أهم وأكثر معنى.

يشير مارتن فيلدشتاين – أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد – في مقالة للمنتدى الاقتصادي العالمي، إلى أن التاريخ يبرهن على أن الإبداعات التقنية لا تعني البطالة، ويقول: “لا يعتبر التغير التقني السريع أمراً حديث العهد، وقد شهدنا الكثير من التغيرات التقنية التي أدت لحلول الآلات والحواسيب محل البشر لسنوات عديدة. وعلى الرغم من التقلبات في دورة الأعمال، إلا أن الاقتصاد الأميركي يعود دائماً إلى حالة التوظيف الكامل.”

ويتوقع البروفسور فيلدشتاين أن قوة العمل الروبوتية المقبلة ستكون مفيدة جزئياً للعمال الأميركيين، الذين يعملون حالياً بنسبة 30% أكثر من العمال الألمان. وبتقليل ساعات العمل للجميع، يمكن لآلات مثل مشروع كيندريد أن تحسن من نوعية الحياة. يمكننا أن نعلم الآلات كيف تقوم بأعمالنا، ومن ثم نسترخي نحن، فيما تؤدي الآلات مهامنا بنفس جودة أدائنا، وربما أفضل.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها