باحثون يكشفون الفوائد الصحية الخفية للضوء الاصطناعي

تحذر دراسات من ان التعرض فترات طويلة للضوء الاصطناعي يزيد خطر الاصابة بالبدانة ومرض السكري ومشاكل في القلب وارتفاع ضغط الدم والكآبة. وأسوأ الأسباب المسؤولة عن هذه الأمراض هو الضوء الأزرق الذي ينبعث في الليل من الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الالكترونية.

ولكن الضوء الاصطناعي ليس كله ضرر بل يمكن ان يقدم فوائد صحية ايضاً.  ويقول البروفيسور جورج برينارد من كلية جيفرسون الطبية في الولايات المتحدة “ان العامل الأساسي هو كيف نستخدم الإنارة ولأي غرض نستخدمها ومتى نستخدمها”.

أدناه بعض الطرق التي يؤثر بها الضوء في صحتنا وفق ما اوردتها صحيفة إيلاف :

الضوء الأزرق منشطاً

هناك تطبيقات تحجب الضوء الأزرق من الأجهزة التي نستخدمها لتفادي ضرره.  ولكن الدكتور نيل ستانلي الخبير بشؤون النوم يقول ان الضوء الأزرق ليس كل القصة.  والمهم هو ألا نستخدم الهاتف الذكي أو الكومبيوتر اللوحي قبل النوم.  ويعني حجب اللون الأزرق زيادة سطوع الشاشة لنرى ما نفعل ، الأمر الذي يزيدنا يقظة.   ويؤكد الدكتور ستانلي اننا قبل النوم يجب ألا نعرّض أعيننا الى ما يزيد على ضوء المصباح الاعتيادي ، على ان يكون خافتاً قدر الامكان.

ولكن الضوء الأزرق قد يكون مفيدا في الوقت المناسب من اليوم وتشير دراسات الى انه يمكن ان يكون منبهاً أقوى من القهوة.  وفي الحالات المثلى نحتاج الى التعرض للضوء الأزرق في الصباح حين يكون ضوء النهار أفضل مصدر للضوء  ، وللضوء الأصفر أو الأحمر في المساء ، بحسب البروفيسور ريتشارد ستيفنز عضو الجمعية الطبية الأميركية.   ويقترح ان أفضل شيء هو فتح الستائر لدخول ضوء النهار وبخلافه فان وهج الهاتف الذكي سيزيد تيقظنا.

الخيار الآخر هو تكنولوجيا ينبعث منها ضوء ازرق اقوى من ضوء الهاتف الذكي.

تأثير المصابيح التي تستهلك قليلا من الطاقة

قد تكون هذه المصابيح مفيدة بيئياً لقلة ما تستهلكه من الطاقة ولكن الضوء الأزرق الذي ينبعث منها اكثر مما ينبعث من المصابيح التقليدية القديمة.  وهناك آراء تذهب الى ان هذه المصابيح الحديثة لا تعكر علينا نومنا فحسب بل قد يكون لها تأثير  مباشر على صحتنا ايضا.

ويحذر بعض الخبراء من ان الكمية الكبيرة من الضوء الأزرق التي تنبعث من هذه المصابيح التي تقتصد في استهلاك الطاقة يمكن ان تحدث تلفاً في العين لا سيما الشبكية التي تتحسس الضوء في مؤخرة العين.

ولكن الآراء منقسمة حول تأثير هذه المصابيح على صحة العين.  ويقول باحثون آخرون انهم لم يجدوا ما يدعو الى القلق على الصحة العامة بسبب الضوء المنبعث من المصابيح الموفرة للطاقة والكومبيوترات واللوحيات والهواتف الذكية التي درسوا تأثيرها.

وماذا عن مصابيح الشوارع؟

الضوء الأزرق في البيت ليس وحده الذي يقلق بعض الخبراء.  فان مصابيح الشارع ذات الصمام الثنائي الباعث للضوء تستهلك قدرا أقل من الطاقة ولها حياة أطول.  ولكن المشكلة في وهجها الساطع.  وخلصت دراسة نُشرت عام 2014 الى ان هذه المصابيح مصمَّمة بحيث تنبعث منها الكمية نفسها من الضوء التي تنبعث من المصابيح التقليدية في مساحة أصغر ، الأمر الذي يزيد وهجها المزعج.

ويقول البروفيسور ستيفينز ان الضوء الأزرق المنبعث من مصابيح الشوارع ذات الصمامات الثنائية الباعثة للضوء يمكن بمرور الوقت ان يؤثر على خلايا شبكية العين ويتلف النظر.  وهو يلاحظ ان الحاجة الى الاقتصاد في استهلاك الطاقة ضروري ولكن تقليل الخطر على صحة البشر بسبب الانارة السيئة لا يقل ضرورة.

الضوء الساطع يؤثر على الخصوبة

توصلت دراسة جديدة الى ان كثرة الضوء الاصطناعي اياً يكن نوعه يمكن ان تسبب ضمور العضلات وهشاشة العظام.  واكتشفت دراسة أخيرة في هولندا ان تعريض فئران الى ضوء ساطع لمدة 24 اسبوعاً متواصلة تسبب في شيخوختها المبكرة ، بما في ذلك هشاشة العظام وضعف العضلات والالتهاب.

وقالت الباحثة يوهانا ماير التي شاركت في الدراسة ان البشر الذين يعيشون في مدن يغمرها الضوء الاصطناعي يمكن ان يواجهوا مخاطر صحية مماثلة.  وأظهرت دراسة أخرى ان الضوء الساطع يضعف الخصوبة أيضا بسبب ما يحدثه من اضطراب في الساعة البيولوجية إذا استمر التعرض له فترة طويلة.  لذا تستطيع المرأة التي تلاقي صعوبة في الحمل ان تجرب استخدام اضواء خافتة في المساء وتناول وجباتها في أوقات منتظمة لضمان النوم المنتظم ، كما يقول الباحثون.

ولكن الضوء إذا أُحسن استخدامه يمكن ان يحسن أداء الرجل في الفراش ، بحسب دراسة ايطالية أخيرة اكتشفت ان الضوء الساطع يرفع مستوى التستوستيرون.  واستوحت الدراسة نتائج بحث سابق اظهر ان الرغبة الجنسية عند الرجل تتقلب مع الفصول وانها تنخفض في اشهر الشتاء المظلمة.

هل تساعد صناديق الضوء ضد الخرف؟

من المعروف ان صناديق الضوء تُستخدم لعلاج الاضطراب العاطفي الموسمي. ولكن دراسات متزايدة تبين ان العلاج بالضوء يمكن ان يساعد المصابين بالكآبة طيلة اشهر السنة.

وتذهب احدى النظريات الى ان الضوء يؤثر ، مثل العقاقير المضادة للكآبة ،  على هرمونات مهمة في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين.

من جهة اخرى وجد علماء هولنديون ان العلاج بالضوء الساطع يمكن ان يساعد على تخفيض الهياج الذي الذي ينتاب المصابين بمرض الزهايمر في الليل.  والمعروف ان الهياج والهلوسة والسلوك العدواني هما من الآثار الجانبية لهذا المرض.

وأظهرت دراسات متعددة ان صناديق الضوء تساعد في تخفيف الأعراض لدى المصابين بمرض باركنسون ، بما في ذلك الكآبة واضطراب النوم ، وعند البعض الارتعاش.

الانارة الجيدة تعجل الشفاء

أظهرت دراسة انه كما امضى المرضى وقتاً أطول في ضوء النهار أو الضوء الاصطناعي الذي يحاكي ضوء النهار تحسن مزاجهم وشعورهم بالراحة وانماط نومهم وتركيزهم وتيقظهم وشفاؤهم.

واكتشفت دراسة ان الانارة الشبيهة بضوء النهار يمكن ان تقلل فترة رقود المريض في المستشفى وكمية الأدوية التي يحتاجها وشعوره بالكآبة.  ولكن الكثير من المرضى يجدون ان الانارة في المستشفيات شديدة السطوع.

استخدام المصابيح قليلة الضوء الأزرق

أصبح من السهل شراء مصابيح موفرة للطاقة وتبعث القليل من الضوء الأزرق.   وتقاس حرارة الضوء بوحدة الكلفن وهي كثيرا ما تُكتب على العلبة.  والمعروف ان حرارة الضوء البرتقالي الغامق منخفضة بعدد وحدات الكلفن.  وعلى سبيل المثال ان الشمعة نحو 1500 كلفن.  ويكون ضوء النهار الذي يحوي كمية اكبر من الضوء الأزرق ، أكثر من 5000 كلفن في أغلب الأحيان.

ويُنصح باستخدام مصباح موفر للطاقة بقوة 2700 كلفن.  وفي المطبخ أو الحمام تُستخدم المصابيح التي تُعرف باسم “الأبيض الطبيعي”
( 3000 كلفن).[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها