لماذا يعجز الإنسان عن الحركة عند حدوث الحرائق ؟
يطفو على السطح مع كل مأساة تنتج عن حرائق المنازل والتي كانت آخرها حادثة وفاة رئيسة مجلس سيدات أعمال الشارقة مديرة القافلة الوردية، أميرة بن كرم وشقيقتها ووالدتهما، بعد اندلاع النيران بمقر سكنهن، سؤال ملح يتمثل في سبب عدم قدرة الشخص على المقاومة والنجاة عند وقوع مثل تلك الحرائق المنزلية.
استشاري الأمراض التنفسية الدكتور خالد عبدالله المصري أوضح عبر 24، أن “الحرائق عند اندلاعها تسبّب نقصاً حاداً في الأكسجين وخروج غازات سامة (أول أكسيد الكربون والسيانيد)، مما يجعل الإنسان عرضه للإختناق والدخول في حالة غيبوبة وفقدان للوعي، وبذلك لا يستطيع مقاومة الحريق، الأمر الذي يؤدي إلى وفاته وبالذات خلال نومه، دونما تمكنه من مقاومة ذلك”.
وذكر د.المصري أن “نقص الأكسجين وعدم مقدرة الجسم الحصول على الإمداد العادي منه أو عدم قدرة الأنسجة على استخدام الأكسجين يساهم في الإغماء وفقدان الوعي، وبذلك تشل حركة الشخص الذي يتعرض لمثل هذه الحالات خلال الحرائق، وهو ما يفسر بقاء المتوفي على هيئته خلال النوم وعدم تمكنه من الحركة ومغادرة المكان”.
ولفت د. المصري وفق ما اوردت شبكة ” 24 ” الإماراتية ، إلى أن “فترة دخول الشخص في غيبوبة تعتمد على سرعة فقد الأكسجين من المكان، وكذلك سرعة انتشار الغازات السامة، وذلك بالاعتماد على طبيعة الأثاث داخل المنازل، فالمواد الإسفنجية أكثر خطراً ومساهمة في خفض نسبة الأكسجين وانتشار الغازات السامة”، لافتاً إلى أن “حالات الوفاة في مثل هذه الوضعيات تتم خلال دقائق معدودة، وبذلك يكون الموت أسرع”.
وحول الإجراءات التي يجب اتباعها لإنقاذ حياة شخص تعرض للإغماء أوالإعياء نتيجة نقص الأكسجين واستنشاقه الغازات السامة الناتجة عن الحرائق، قبل وصول فرق الاسعاف والدفاع المدني، أكد د. المصري ضرورة “القيام بنقله إلى مكان مفتوح وتعريضه لهواء نقي، والعمل على إجراء جلسات تنفس صناعي له لحين تحسن حالته الصحية”.
وفيما يتعلق بآلية التعامل مع انتشار الدخان خلال الحرائق، لفت إلى “ضرورة الخروج فوراً من المنزل زحفاً على اليدين والركبتين كون كثافة الدخان أقل من الهواء لذلك تراه يرتفع إلى أعلى، وفي حال كان الجميع في الدور العلوي والحريق في الدوري الأرضي فالأفضل اللجوء للسطح والبقاء فيه حتى إخماد الحريق”.[ads3]