الحشرات طعام المستقبل .. فهل تحبها مشوية أم مقلية ؟

غنية بالبروتين وقليلة الدهون وصديقة للبيئة، ولكن هل تستطيع النفس البشرية أن تتقبل تناول الحشرات كمكون أساسي على مائدة الطعام؟

رغم أن الخبر قد يبدو مقززا، لكن شعوب 70 دولة في أنحاء العالم يأكلون الحشرات منذ عصور. قد تتخيل صوت قرقشتها تحت أسنانك أو أسنان غيرك، لكن شركة بريطانية جديدة تدعى “Eat Grub” قررت ترجمة الخيال إلى واقع عبر تقديم قائمة طعام من المخلوقات الطائرة والزاحفة.

افتتحت الشركة منصة لتقديم الحشرات ضمن فعاليات أسبوع لندن التكنولوجي ، وقدمت كانابيه الدود وبوظة الحشرات وشوكولاتة البراوني المصنوعة من طحين الصراصير، ووصفات أخرى بطلتها الحشرات. وأوضح المنظمون لصحيفة محلية أنهم قدموا مقهى الحشرات أعلاه في محاولة لإقناع المستهلكين والتجار بالتغلب على انزعاجهم من عالم الحشرات، ذلك عبر تقديمها كطبق أكل يؤمن مصدرا هاما من البروتين والمغذيات.

وبحسب ما اوردت صحيفة إيلاف ، اعتمد القيمون هذه المبررات لتسهيل الأمر على الجميع:

تعويض المواشي والمحاصيل

في كل سنة يرتفع عدد البشر 70 مليون نسمة، وإذا استمر الأمر على هذا النحو فمن المتوقع أن يصبح عدد البشر 9 مليارات نسمة بحلول العام 2050، ما يعني مضاعفة كمية الطعام التي يتم إنتاجها لإطعام كل هذه الأفواه.

ولكن تم استغلال نحو 70% من الاراضي الزراعية والماشية، كما تم استهلاك المحيطات والبحار من كثرة صيد الأسماك، ناهيك عن الاحتباس الحراري الذي يهدد المحاصيل والبيئة.

هذه المعطيات أجبرت الخبراء على إيجاد حلول بديلة للحوم لتخفيف الضغط عن أسواق المواشي والحيوانات الداجنة، التي قد لا تكفي الأجيال القادمة.

ولان الحشرات أقل ضررا بالبيئة وتستهلك مياهًا أقل، شكلت بديلا ذكيا وأكثر صديقا للبيئة من البقر على سبيل المثال.
فهي قد تعيش على المخلفات العضوية، بمعنى لن يضطر المزارعون لزراعة أراضٍ بأكلمها لتأمين الحبوب اللازمة لإطعام الماشية، إلى جانب تخفيف استهلاك المياه ومصادر الطاقة.

منجم بروتين

كما وجد العلماء أن البقرة تستهلك طعاما أكثر بـ 12.5 مرة وماء أكثر بـ 35 مرة من الصراصير، التي ستعطي في نهاية المطاف نفس كمية البروتينات! واستنتجوا أن تربية الحشرات أوفر بكثير من تربية المواشي والدواجن.

ويتوقع الخبراء ان يشكل بروتين الصراصير الموجة القادمة لمدمني التمارين الرياضة وتربية العضلات. وتشكل الحشرات القابلة للأكل سوقا بقيمة 20 مليون دولار في أميركا وحدها. ويمكن استخلاص 12.9 غراما من البروتين من صرصار وزنه 100 غرام مقارنة بـ 7 غرامات من البروتين في البيضة الواحدة. ويشكل البروتين 60 إلى 70% من تكوين الحشرات، مع أقل نسبة من النشويات والدهون.

ويقود “The Edible Bug Shop” مساعي التحول إلى الحشرات، عبر طحن الصراصير طحناً ناعما لتتم إضافتها إلى العصائر والكوكتيلات التي يتناولها الرياضيون قبل وبعد التمارين.

وتنتج شركة Eat Grub في الوقت الحالي عدة منتجات من الحشرات كلوح الصراصير بالشوكولاتة وأخرى منكهة بالفلفل الحار، ناهيك عن الصراصير المجففة والمنكهة بالليمون والتي تتم إضافتها بطريقة مموهة في الصلصات.

مواجهة الأزمة المالية

يقف العالم على عتبة مرحلة اقتصادية ترتفع فيها أسعار اللحوم، لذا يرى مناصرو الحشرات أنها ستؤمن بديلا زهيدا وصحيا يوفر المال على المنتجين والمستهلكين. وكان تقرير صادر عن الأمم المتحدة أيّد أن الخشرات ستؤمن البروتين الناقص في حميات البشر، الذين يتضاعف عددهم عاما تلو الآخر.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها