دراسة : التجارب السلبية للأطفال تجعلهم أكثر عرضة للأمراض المزمنة

أفاد بحث جديد بأن الأطفال الذين يتعرضون للانتهاكات والعنف الأسري وغيرها من الضغوط يكونون أكثر عرضة بشكل كبير للإصابة بمشاكل صحية على المدى الطويل.

وبحثت الدراسة التي أجرتها هيئة الصحة العامة في ويلز التجارب غير المواتية لمرحلة الطفولة التي تُعرف اختصارا (ACEs) ومن بينها انفصال الأبوين ، وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين مروا بأربع تجارب سلبية أو أكثر، وهؤلاء يمثلون نحو 14 في المئة، تتزايد احتمالات إصابتهم بمرض في الرئة أو القلب في مرحلة تالية من حياتهم.

وقال خبير بارز في شؤون الصحة إنه بدلا من “إصلاح حالة البالغين المحبطين” وإنه هناك حاجة للتركيز على “بناء أطفال أكثر قوة” ، وتُنشر هذه النتائج تزامنا مع مؤتمر دولي كبير للصحة العامة تستضيفه هيئة الصحة العامة في ويلز في مدينة كارديف.

ووفق ما اوردت هيئة الإذاعة البريطانية ، أجرت هيئة الصحة العامة في ويلز دراسات سابقة تتعلق بمرحلة الطفولة، وجرى خلالها التأكيد على أهمية توفير أفضل بداية للأطفال في الأيام الأولى من حياتهم.

لكن الدراسة الأخيرة ركزت على التأثير طويل الأجل للتجارب السيئة في السنوات الأولى الحاسمة من حياة الأطفال وتأثير الأمراض المزمنة وتزايد الضغط على الخدمات الأساسية المباشرة التي ستقدم مستقبلا.

وقال البروفيسور مارك بيليز، مدير قسم السياسة والأبحاث في هيئة الصحة العامة في ويلز، إن “أغلبنا قد تعرض لهذه الصدمة العرضية في مرحلة الطفولة وبعدها نهدأ ويواسينا آباؤنا وتنمو أجسامنا بهذا المستوى الأقل من التوتر والأكثر ارتياحا.”

وأضاف: “لكن حينما تتعرض باستمرار لتجارب طفولة غير مواتية، فإن جسمك ينمو بمستوى توتر أعلى، ويكون عرضة لمزيد من المخاطر. وهذا يعني أن جسمك أثناء النمو يكون عرضة في أغلب الأحيان للإصابة أو الأذى بطريقة ما، ويضعف جسمك بشكل أسرع (ويعاني من المرض).”

وتابع البروفيسور بيليز: “إنك قد تعاني أيضا من التوتر ومن مشاكل في الصحة النفسية وتكون أكثر عرضة لتناول الكحول والعقاقير المخدرة، وهو ما يزيد من مخاطر تدهور حالتك الصحية في مرحلة لاحقة من الحياة، وكل هذا يرجع إلى إصابة الشخص بحالة صحية سيئة في مرحلة سابقة”.

وأشار أحد البحوث إلى أن تأثيرات هذه التجارب السلبية للأطفال قد تنتقل من جيل إلى الجيل التالي.

وقال خبير الجينات الدكتور توم كونر، مستشار هيئة الصحة العامة في ويلز وكبير المحاضرين في جامعة كارديف، “إننا كأشخاص نكون تقريبا سيمفونية من الجينات تنتقل من شخص لآخر في أزمنة مختلفة.”

وأضاف: ” علم التخلق (الذي يبحث في التغييرات التي تطرأ على الجينات) يتحكم بالفعل في التعبير عن الجينات، ولذا فإن أشياء مثل التدخين وتناول المشروبات الكحولية يمكن أن يؤثر فعلا على عملية التعبير عن الجينات، وهو ما قد ينتقل إلى أطفالنا.”

وتشير الدراسة إلى أن الأطفال الذين تعرضوا لأحداث سلبية لأربع مرات، يكونون أكثر عرضة بواقع 15 مرة لارتكاب أعمال العنف، وتتزايد احتمال أن يصبحوا ضحية بواقع 14 مرة.

وقال الون ميشيل، مفوض الشرطة والجريمة في جنوب ويلز ، إن الشرطة على دراية أكثر بتأثير المشاكل الأسرية على الأطفال، مشيرا إلى أن التحسن في هذا المجال قد يتحقق فقط من خلال تعاون أفضل بين جميع الهيئات في ويلز.

وأوضح أن “هناك نزعة لمحاولة التعامل مع هذه الأشياء (المشكلات الناجمة عن تجارب الطفولة السلبية) من خلال الإحالات الطبية وتمرير الأبحاث من هيئة إلى أخرى، لكنك لا تتأكد مطلقا من مصير هذه الإجراءات ونتائجها.”

وأكد أن هناك “شعورا عاما في ويلز بأنه يجب علينا التعاون عن قرب وعدم الانفصال، وأنه من المهم عدم السماح بوجود هذه الفجوات (في تعامل الهيئات بشكل منفصل مع هذه المشكلات) وألا نسمح للأشخاص بأن يكونوا ضحية لهذه الفجوات، بل يجب علينا العمل معا من أجل نهج مشترك.”

وأكدت حكومة ويلز أن الأدلة على التأثير السلبي للتجارب غير المواتية للأطفال هي أدلة دامغة، وأنها “تعمل بلا هوادة” لمنع التأثير طويل المدى أو الحد منه على الأطفال الذين مروا بهذه التجارب.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها