تعرف على قصة انحدار موظف بنك بريطاني ثري للقتل و التعذيب الجنسي

بعدما أعلنت المحكمة الصينية في هونغ كونغ أنها وجدت الموظف المصرفي البريطاني السابق، روريك جوتينغ، مذنباً في جريمة قتل امرأتين إندونيسيتين في 2014 صدمت هونغ كونغ، نعرض عليكم تفاصيل القضية من وثائق المحكمة والأدلة والشهادات الممنوحة للجنة التحكيم منذ بدء المحاكمة في 24 أكتوبر/ تشرين الأول.

كانت حياة روريك جوتينغ تبدو كاملة، إذ كان شاباً بريطانياً ذكياً في مقتبل العمر يعمل في بنك مصرفي، ويجني نصف مليون دولار سنوياً، ويعيش في مدينة هونغ كونغ الصينية. بالمقابل، كان وزنه زائداً ولطالما كان في حالة من السكر الدائم وفساد متزايد.

وفي ليلة في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2014، عاد جوتينغ إلى منزله برفقة امرأة إندونيسية تبلغ من العمر 23 عاماً، تعرّف عليها على الانترنت.

وبعد ثمانية أيام، عُثر عليها ميتة في شقته، وجسدها محشور في حقيبة سفر في الشرفة، وكان هناك أيضاً امرأة إندونيسية أخرى نُحر عنقها ملقاة على الأرض التي غطاها الدم والكوكايين وأدوات التعذيب.

وبعد عامين، يواجه جوتينغ، البالغ من العمر الآن 31 عاما، محاكمة في المحكمة العليا في هونغ كونغ، اتُهم فيها بجريمتي قتل جريمة منع الدفن الشرعي.

وقال في إحدى التسجيلات المصورة على هاتفه خلال ذلك الأسبوع الصادم: “هذه هي الهلوسات النرجسية لروريك جوتينغ، من بنك أمريكا، ميريل لينش، الذي سيصبح حديثا عاطلاً عن العمل، والآن مغتصب وقاتل.”

اتفق الجانبان على الحقائق الرئيسية في هذه القضية، ولكن جوتينغ يزعم بأنه غير مذنب في جريمة القتل، مدعيا تقلص المسؤولية، وقائلا إنه لم يكن بكامل قواه العقلية. واعترف أنه مذنب في تهمة القتل غير العمد، ولكن النيابة العامة رفضت قبول ذلك.

ويستند سرد الأحداث التالي على وثائق المحكمة والأدلة والشهادات الممنوحة للجنة التحكيم منذ بدء المحاكمة في 24 أكتوبر/ تشرين الأول:

قال ريتشارد لاثام، الطبيب النفسي القضائي في محاكمة جوتينغ، إنه “يكاد يتفاخر بما فعله.”

في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2014، عاش جوتينغ في شقة أنيقة باهظة الثمن في قلب “وان تشاي” بهونغ كونغ، وهي منطقة تجارية وسكنية مزدحمة، تحوي منطقة الضوء الأحمر في المدينة.

مثل أغلب الشقق في هونغ كونغ، كانت صغيرة، مجرد غرفة نوم واحدة وحمام وغرفة معيشة مع مطبخ مفتوح، ولكن الإيجار لم يكن رخيصاً، إذ بلغ أكثر من 20 ألف دولار هونغ كونغ، أو ما يعادل 2.58 ألف دولار أمريكي في الشهر.

وكانت الشقة أيضا في حالة من الفوضى الدائمة، وبحلول عام 2014، أخبر جوتينغ الأطباء النفسيين في السجن، أنه كان يشرب ما يصل إلى زجاجتين كاملتين من المشروبات الكحولية في كل يوم، بالإضافة إلى عدة علب من مشروب الطاقة “ريد بول.”

وقال جوتينغ للخبراء النفسيين إنه كان يستخدم الكوكايين بانتظام، بمعدل ما يصل إلى 10 غراما في فترة 24 ساعة، وينفق مبالغ كبيرة من المال على بائعات الهوى، وخاصة اللواتي كن “مطيعات”.

شخص الطبيب النفسي لاثام جوتينغ بأنه يعاني من مرض “اضطراب الشخصية النرجسية”، ما يعني أنه لا يشعر بالتعاطف مثل الناس العاديين، وقرر الطبيب أن جوتينغ كان يتطور ليصبح سادياً جنسياً.

لم تُرِد سومراتي نينغيش، المعروفة باسم أليس، الذهاب إلى بيت جوتينغ عندما اتصل بها في 25 أكتوبر/ تشرين الأول.

وكانا قد ماراسا الجنس مقابل المال من قبل، بعد أن اكتشفها جوتينغ على قائمة بموقع “كريغزليست” على الانترنت. وفي ذلك الوقت، قال جوتينغ للشرطة إنه كان عنيفاً معها، إذ أرغمها على البقاء على الأرض واستخدم “ألعاباً جنسية” معها.

وعندما شعرت بعدم الارتياح وطلبت المغادرة مبكراً حتى إن كان ذلك يعني عدم حصولها على أجرها بالكامل، ووافق على ذلك. وقال جوتينغ للشرطة: “كانت تلك المرة الأولى التي أستمتع بها عبر إيذاء شخص آخر.”

وفي عام 2014، بعد عودة قصيرة إلى إندونيسيا، عادت نينغيش إلى هونغ كونغ بتأشيرة سياحية. واتصل بها جوتينغ في 25 أكتوبر/ تشرين الأول، ولكنها كانت مترددة لرؤيته مجددا بعد لقائهما الأخير العنيف، إلا أنه عرض عليها 10 آلاف دولار هونغ كونغ أو ما يعادل 1.29 ألف دولار أمريكي.

ووفق ما اوردت شبكة سي ان ان ، لم يتمكن جوتينغ في اللقاء الثاني من “الانتصاب الذكري” بعد أن استهلك، ولذلك غير خطته، وقال إنه بدأ يلعب معها وإنه أصبح عنيفاً وتغير الوضع من التراضي إلى غير التوافقي،” وعندئذ استخدم جوتينغ حبلا بنفسجياً لتكبيل نينغيش وأرسل صورها إلى تاجر المخدرات الذي يحصل منه على الكوكايين.

وخلال ثلاثة أيام، بدرجة متصاعدة من القسوة، عذّب جوتينغ أسرته وأخبرها أنه سيقتلها إن لم تتعاون معه. وصوّرها بهاتفه بينما أذلها جنسياُ، وكانت مقاطع الفيديو صادمة للغاية، لدرجة أن القاضي منع عرض بعضها في المعرض العام للمحاكمة.

ويقول جوتينغ في الفيديو: “هل تريدينني أن أضربك؟ إذا قلت نعم، سأضربك مرة واحدة. إن قلت لا، سأضربك مرتين.” وفي مرات أخرى، بنتقل من سؤالها ما إذا كانت تحبه إلى الإثناء عليها لكونها “فتاة مطيعة”، إلى تهديدها بعنف أقسى في مرات أخرى.

وفي الفحص بعد الوفاة، يقول الطبيب الشرعي إن هناك علامات بأنه وضع كماشات على ثدييها وجلدها مراراً وتكراراَ بحزام.

وفي الساعات الأولى من صباح 27 أكتوبر/ تشرين الأول، شق نحر جوتينغ عنقها، وقال في وقت لاحق للشرطة إنه قد فكر في السماح لها بالذهاب، خلال لحظاته الأكثر وعياً، ولكنه في النهاية قتلها في الحمام، ويديها مقيدة وراء ظهرها.

وبعد أقل من خمس دقائق من قتله نينغيش، صوّر جوتينغ نفسه وهو ثائر ودون قميص، ينقل الهاتف ما بين وجهه إلى جسدها بلا حراك على أرضية الحمام. وقال جوتينغ إنه لم يخطط لقتلها، وفكر بالقفز من الشرفة، في تلك اللحظة.

لكنه لم يكن يستطع أن ينكر أنه تمتع بالتعذيب والشعور بالسيطرة الكاملة: “كانت ملكيتي ووُجدت هناك لإرضائي،” حسبما قال في إحدى مقاطع الفيديو التي صوّرها بهاتفه، معلقا: “بصراحة، أنا مدمن.”

خلال الأيام الثلاثة المقبلة، قال إنه تناول المزيد من الكوكايين، من باب مجاملة تاجر المخدرات الذي يتعامل معه، والذي قام بزيارات منتظمة إلى شقته.

وفي بعض الفيديوهات الأخرى يسرد جوتينغ تفاصيل خططه لمزيد من التعذيب والاغتصاب، وفي حالات أخرى يتحدث عن كيف أنه سيذهب للسجن مدى الحياة: “لا أعتقد أنه يجب أن أشاهد أفلامي.. أنا قبيح وسمين الآن، كنت في يوم ما حسن المظهر ولكن الآن (أنا) فاشل مُدمر تماما.”

وفي 31 أكتوبر/ تشرين الأول، خطط جوتينغ بأنه سيترك الجثة في شقته، ويُوصد الأبواب، ثم يعود إلى بريطانيا. وكان سيودع والديه قبل الذهاب إلى مركز الشرطة لتسليم نفسه. ولكنه قال إنه لم يحجز التذاكر، وعوضاً عن ذلك خرج لشراء أدوات التعذيب لاستخدامها مع ضحيته الثانية.

وكانت محطته الأولى هي متجر جنس، ثم في الطريق إلى البيت، قال إنه توقف في متجر للمعدات اليدوية. وعندما عاد إلى منزله سجّل مقع فيديو آخر يعرض فيه ما اشتراه. وكانت ضحيته الثانية، سينينغ موجياسي، المعروفة باسم جيسي، والبالغة من العمر 26 عاماً، والتي كانت تعمل نادلة في إحدى الحانات في هونغ كونغ.

عرض جوتينغ عليها 20 ألف دولار هونغ كونغ أو ما يعادل 2.58 ألف دولار أمريكي، لتبقى معه خلال عطلة نهاية الأسبوع. وبعدما دخلت موجياسي الشقة لأول مرة علّقت حول الفوضى ليقول مازحاً إن عليها أن تبقى لتصبح خادمته.

خلعت موجياسي ملابسها وجلست على الأريكة عندما رأت الكمامة التي تُوضع في الأفواه، وعندها هرعت تصرخ من مكانها مصدومة، ليُخرج جوتينغ سكيناً من تحت وسادة الأريكة ويضع حده على رقبتها مهدداً إياها بأنها إن لم تصمت سيقتلها. ولكنها تجاهلته وظلت تصرخ طلباً للمساعدة، فقتلها.

امرأة ملقاة على الأرض في غرفة معيشته، وأخرى تتحلل في حقيبة سفر على الشرفة. شقته يغطي أرضيتها الدم والكوكايين وأدوات التعذيب.

ذهب جوتينغ إلى الشرفة حيث اعتقد أن الناس كانت تنظر إلى وجهه، وكان على يقين بأنهم استدعوا الشرطة.

وفي وقت مبكر من الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، اتصل جوتينغ بالشرطة، وسلّم هاتفه.

وقال جوتينغ خلال اتصاله بالشرطة: “اسمي روريك جوتينغ، وأنا جالس في شقتي في وان تشاي. أحاول تسليم نفسي، ولا أعرف إذا كان ذلك للشرطة أو الجيش أو القوات الخاصة حولي، وأنا لا أعرف حقا ماذا يريدون مني أن أفعل.”

ولم يكن لمستجيب الطوارئ على الهاتف أي فكرة عما كان جوتينغ يحدث، فلم تكن هناك شرطة في شقة جوتينغ. لقد تخيل وجودهم، واستدعى هو رجال الشرطة عبر تلك المكالمة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها