فاينينشال تايمز : إنتشار العنصرية يُعرّض اقتصاد شرقي ألمانيا للخطر

تيجو توندي أولاوومي، مهندس من غرب إفريقيا ويعيش في شرقي ألمانيا، وقد فعل كل ما في وسعه لإنشاء حياة في مدينة درسدن – فقد تعلم الألمانية، وأنهى درجة الماجستير، وحصل على وظيفة في إحدى شركات التكنولوجيا الفائقة، وكان يعلم السالسا في وقت فراغه.

إلا أنه، بعد خمسة أعوام من انتقاله إلى هناك، فإن ارتفاع العنصرية في مكان ولادة حركة بيجيدا المناهضة للهجرة يدفعه إلى الانتقال إلى الولايات المتحدة. يقول أولاوومي البالغ من العمر 33 عاما، “وصلت الأمور حدا لا يطاق. الناس يرفضون تماما الجلوس بجانبي في الحافلة … عندما أمشي في الشارع، يضعون أيديهم على جيوبهم … كما لو كنت لصا. أنا لست لصا”.

قراره يسلط الضوء على المخاوف من أن البيئة السياسية المتغيرة في ساكسونيا يمكن أن تردع العاملين والشركات الأجنبية من القدوم إلى مركز التكنولوجيا الفائقة، ما يعرض في للخطر في نهاية المطاف الانتعاش الاقتصادي الهش في شرق ألمانيا الشيوعية السابقة.

الشك المتأصل في الأجانب الذي كان في الماضي سائدا في ألمانيا الشرقية انحسر في الأعوام الأخيرة مع نمو الاقتصاد. لكن، مع التدفق الداخل لأكثر من مليون لاجئ مسلم في الأساس إلى ألمانيا في العام الماضي، عاد بمنتهى القوة.

وفي حين أن الجريمة المناهضة للهجرة والدعم لحزب البديل لألمانيا الشعبوي اليميني ارتفع في أنحاء البلاد كافة، إلا أن هاتين الظاهرتين تسجلان أعلى مستوى في الشرق، على الرغم من أن أعداد المهاجرين هي أقل بكثير هناك مما هي في الغرب.

الانتخابات الإقليمية هذا العام أكدت ساكسونيا كمعقل لحزب البديل لألمانيا، ومنذ إنشائها قبل عامين، تنظم حركة بيجيدا مظاهرات مناهضة للهجرة في درسدن. يقول أولاوومي: “ربما أصبح الناس أكثر ثقة بحركة بيجيدا. أصبحوا أكثر جرأة. أنا لم أتعرض لهجوم جسدي، لكنني سمعت عن أشخاص تعرضوا للهجوم”.

وتقول الشركات إن تأثير بيجيدا بدأ يؤثر على فرص العمل والتوظيف.

الأعمال بالنسبة لمجموعة “ساكسونيا منفتحة الذهن”، مجموعة الضغط، تقول: “سمعة وصورة ساكسونيا تعاني الاعتداءات والمظاهرات المعادية للأجانب”. دوريس جلايكه، ممثلة الحكومة لألمانيا الشرقية، قالت في تقرير سنوي الشهر الماضي: “التطرف اليميني بجميع أشكاله يمثل تهديدا خطيرا جدا”.

الحكومة تشعر بالقلق ليس فقط بشأن أمن شرق ألمانيا، لكن بشأن اقتصادها أيضا. بعد النمو السريع في التسعينيات، اللحاق الذي طال انتظاره مع الغرب توقف: في العام الماضي، نمت المنطقة بنسبة 1.9 في المائة فقط، بالكاد تتقدم على الغرب بنسبة 1.7 في المائة. باستثناء برلين، حيث النمو قوي، فشرق ألمانيا نما بنسبة 1.5 في المائة فقط.

كما أن المظاهرات المناهضة للهجرة تردع السياح الألمان. عدد ليالي المبيت انخفض في العام الماضي بنسبة 3 في المائة إلى 4.3 مليون، أول انخفاض منذ ستة أعوام، وتراجع بنسبة أخرى تبلغ 0.2 في المائة في النصف الأول من عام 2016.

تقول الشركات إنها لم تشهد حتى الآن أي تغيير في قرارات الاستثمار، لكن تأثير حركة بيجيدا يبدأ بالتأثير على فرص العمل والتوظيف. يقول رينت جروب، رئيس معهد هالي للبحوث الاقتصادية: “من المرجح للغاية أن المشاعر المناهضة للهجرة لها آثار خطيرة على جذب الأجانب إلى المنطقة. ليست هناك إحصائيات بعد لكن هناك أدلة تتناقلها ألسنة الناس”.

المخاوف حادة بشكل خاص في قطاع التكنولوجيا الفائقة البارز في درسدن. نحو 40 ألف شخص يعملون في مجال الإلكترونيات الدقيقة في المدينة، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من نصف مليون. هناك الكثير من وظائف التكنولوجيا الفائقة في مجالات علوم الحياة والهندسة البيولوجية والمواد. قطاعات مثل هذه تعتمد بشكل خاص على العاملين الأجانب وتخاطر بخسارة الموظفين المؤهلين.

في حالة أولاوومي، قررت شركة جلوبال فاوندريز، شركة إنتاج الرقائق المملوكة لأبوظبي، أن تنقله إلى أعمال الشركة في الولايات المتحدة، لكن هناك أصحاب عمل آخرين يخسرون العاملين المهرة. جيرد جونثر، العضو المتدرب في شركة نوفاليد، التي توظف 140 شخصا يصنعون مكونات شاشات العرض، يقول إنه هذا العام خسر مهندسا سويسريا لأن زوجته الأمريكية السوداء شعرت “بعدم راحة” في درسدن.

حالات المغادرة التي من هذا القبيل معزولة جدا، حتى الآن، وأصحاب العمل الذين اتصلت بهم صحيفة “فاينانشيال تايمز” لم يذكروا أي حالة من حالات الموظفين المحتملين الذين يرفضون الانتقال إلى درسدن بسبب كراهية الأجانب.

يقول جونثر: “شهدنا في الأشهر الـ 18 الماضية أن هناك بعض التردد بين الناس”. راينهارد باتز، رئيس فرع شرق ألمانيا لجمعية أدوات الآلات في ألمانيا، VDMA، يقول إنه يشعر بالقلق من أن “المتخصصين المطلوبين جدا لن يأتوا إلينا في المقام الأول، كما أن المتخصصين الموجودين هنا بالأصل يغادرون الآن”.

هناك مشاعر مماثلة تدور في الجامعة التقنية المرموقة في درسدن، وهي صاحب عمل كبير في حد ذاتها ومصدر لعمليات فصل الشركات في مجال التكنولوجيا الفائقة. هاينز رايخمان، مدير عيادة الأمراض العصبية في كلية الطب، يقول إن الموظفين الأجانب لم يبلغوا عن أي “مواقف صعبة”، لكن شخصين من الأشخاص الذين “لديهم زوجات من أصحاب البشرة الداكنة” قالوا إنهم “لا يشعرون بالراحة بعد الآن” وهم يفكرون في المغادرة إذا عرضت فرص عمل جيدة عليهم.

وهو يدعو السلطات لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد حركة بيجيدا. “أهل منطقة ساكسونيا منفتحون وودودون، لكن هذه الأقلية الكريهة تتصدر عناوين الصحف”. (aleqt)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

3 Comments

  1. الالمان صاروا فهمانين خطر العنصرية وبيغيدا والبديل عليهن والضرر الرهيب عالاقتصاد بحال حكموا البلد وحبيبات قلبي المغتربين السوريين عم يدعوا ربهن يحكموا المانيا!! لا تعليق!!

    1. نفس الشي حكيتو عن بريطانيا بعد البريكسيت وأمريكا بعد انتخاب ترامب .. وهي اقتصاد بريطانيا عم يرجع يتوازن بعد ما حاولو البنوك وجماعة غولدبيرغ وغولدشتاين يدمرو الاقتصاد البريطاني انتقاماً لخروج بريطانيا عن طوعهم .. لسه فرنسا وألمانيا رح يحكمهم اليمين المتطرف وحتشوف الصحوة الأوروبية عنجد .. الكل بيعرف مين بدو يفوت لاجئين على أوروبا وأمريكا وليش عم يستقبلوهم بالملايين انكشفت لعبتكم ..

    2. انت ما قريت المقال!؟ ليش بحس ببعض الاحيان انكن ما بتعرفوا عربي.. حبيبي انت من كرهك للاجئين ما عادفرقت بين اللاجئ والمهاجر الخبرة!! اقرا المقال منيح وشوف اديش عدد الخبرات الاجنبية بشركات المانيا. المشكلة انو الاحزاب العنصرية ما بتفرق يا شاطر!! كلو اسمو اجنبي!! وهاد هو مقتل هي الدول وسر قوة امريكا يلي ازا بتفتش بتلاقي في علماء عرب عندهن بناسا ارقى مؤسسة حكومية بوقت المانيا مثلا العربي حلمو يقبلوا بشي حزب!! اوروبا حاليا عم تعاني من الشيخوخة ونقص المواليد في اختصاصات متل الطب شوي كمان بينعدموا فيها الالمان نظرا لصعوبتها وطول مدة الدراسة.. ازا ما جابوا اجانب واعتمدوا على ابن البلد حتكون كارثة!! المشكلة انك عم تحكي من نظرة عنصرية.. عادي خيو صرلي على هالصفحة زمان وشفت من نمرتك كتيير! روح نام حبيبي واترك المخططين الاقتصاديين يلي بخافوا على دولهم يخططوا.. عم تحكي على بريطانيا!؟ روح افتح صفحة طلبة.الدكتوراة باي جامعة بدك ببريطانيا وشوف ازا مو نصهن اجانب بين عرب وهنود افارقة!! بريطانيا اكتر دولة باورربا بتعتمد عالاجانب واقل دولة عنصرية وهادا سر نجاحها وتفوقها على المانيا بكتير من الاختصاصات العلمية!! انت فك المخ السوري من راسك بتبلش تفهم شو قصدي