BBC : لاعب كرة قدم سوري يبني حياة و مسيرة جديدة كلاجئ في إنكلترا ( فيديو )
الرماد والركام هو كل تبقى لحارس المرمى فهد صالح بعد أن دمرت الحرب الحياة بمعناها الحقيقي في سوريا، وفق ما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية.
يقول صالح الذي دمر منزله في حمص بالقصف، لبي بي سي، عبر مترجم: “فقدان المنزل أفضل من فقدان حياتك، لقد كان هذا هو الوقت لإنقاذ العائلة.”
وأضاف: “عدت لأرى ما حدث، لاشاهد إذا كان بإمكاني أن أنقذ بعض الأشياء، لكن كل شيء احترق. لقد كانت هناك غرفة للضيوف بكل ما فيها من تذكارات وميداليات وجوائز، وكلها اختفت، كل شيء اختفى.”
وتابع: “المنزل الذي تعمل بجد من أجل أن تملكه، المنزل والحياة التي تؤسسها، في لحظة اختفى كل شيء.”
كان صالح (31 عاما) يلعب لنادي الكرامة، وفاز معهم بالعديد من بطولات الدوري والكأس المحلية، وشارك أيضا في دوري أبطال آسيا للأندية وكأس الاتحاد الآسيوي.
أما الآن يجلس صالح في الغرفة الرئيسية لمنزل متواضع في منطقة “مانزفيلد” مع زوجته تحرير العقلة وطفليه نور خمس سنوات وعمر ثلاث سنوات، ويتحدث كيف يريد أن يعيد بناء حياته ومسيرته كلاعب كرة في انجلترا.
يقول صالح، الذي يأمل في مواصلة اللعب في انجلترا: “كان لدى الشغف بلعب كرة القدم منذ أن كنت صغيرا، وسأعمل لكي أصبح أفضل مدرب حارس مرمى في العالم”.
ويضيف: “هذا حلمي، وقد أدركت أنه لن يمكنني تحقيقه في بلدي دون دعم المجتمع ودفعي إلى المكان الذي يمكنني أن أقدم فيه أفضل ما لدي.”
استقر صالح وأسرته في بلدة “نوتينغهام شير” وفقا لبرنامج تابع للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول عام 2015، بعد أربع سنوات من فراره من سوريا إلى الإمارات وبعدها إلى الأردن بفضل نشاطه في كرة القدم.
يبكي صالح وزوجته وهما يتحدثان عن مصير اثنين من الزملاء السابقين في فريق صالح وهما أحمد سويدان وجهاد قصاب، والأخير كان قائد منتخب سوريا في الماضي وأفادت تقارير بأنه توفي جراء التعذيب في أحد سجون النظام في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويقول صالح: “هؤلاء هم الأشخاص الذين لعبت معهم منذ الطفولة، وتجمعني معهم الكثير من الذكريات. هؤلاء الأشخاص هم مصدر المتعة للجماهير.”
تلقى صالح دعوة للعب في الإمارات وأخيرا أتيحت له ولأسرته فرصة للهرب، وغادروا جميعا سوريا واضطر لمغادرة النادي الذي التحق به وترك دراسته وهو في سن الـ13 عاما.
وقال: “لم تكن لدي مشاكل، لقد كنت لاعبا رياضيا، لم يعد لي مكان هناك على الإطلاق.”
وأضاف: “بعد أن غادرت (سوريا)، اتصل بي النادي لأعود، لم أشعر بالراحة بسبب المخاطر. لم أكن مرتاحا بسبب الاضطرابات ولدي أسرة لأفكر فيها أيضا.”
وتابع: “لقد كان صعبا علي الرفض، لكن الحياة أهم من اللعب، وهذا ما كان يجب عليه أن أختاره لأسرتي.”
وبعد فترة عمل وجيزة في الإمارات، حول صالح اهتمامه إلى التدريب بعد انضمامه لنادي الأصالة الأردني وظل معهم لمدة عامين وساعدهم على الترقي للدوري الممتاز عام 2015.
ويعترف صالح بأنه وعائلته كانوا “محظوظين” لتلقيهم دعوة الأمم المتحدة للانتقال إلى منطقة “إيست ميدلاندز” بجانب ثلاث عائلات أخرى من سوريا حيث يخاطر مئات الآلاف بحياتهم في مساعيهم لطلب اللجوء من خلال رحلات القوارب المحفوفة بالمخاطر ومن ثم الانطلاق في رحلات شاقة سيرا على الأقدام للوصول إلى بر الأمان.
ويقول صالح: “لأنني كنت أعمل مدربا في الأردن فإنني لم اضطر لاتخاذ مثل هذا القرار الصعب للمغادرة مثلهم”، في إشارة إلى أبناء وطنه الموجودين داخل سوريا.
وأضاف: “من الصعب عليهم اتخاذ هذا القرار، لأنهم لايمتلكون شيئا يبقون لأجله، إنهم يخاطرون لأنه ليس لديهم خيار آخر.”
في صباح يوم بارد ورطب في انجلترا، يجلس صالح على أريكة وهو يقلب مجموعة من الصور، صور احتفالات النصر مع فريقه السابق وأخرى وهو مدرب ولاعب في فريق الكرامة، ويشاهد أبرز المحطات في حياته الكروية على موقع يوتيوب.
يتوقف صالح عند مشاهدة مبارة نهائي كأس سوريا عام 2010 ضد فريق النواعير (الفيديو) والتي أنقذ فيها ركلتي ترجيح ليضمن لفريقه النصر.
ويقول: “هذه هي الذكريات التي أعتز بها.”
وفي غرفة تزينت فيها الحوائط بمجموعة من الأوراق كتبت عليها كلمات بالانجليزي ومقابلها بالعربية، يقول صالح إنه عاقد العزم على أن يحقق أفضل فائدة من حياته الجديدة في “مانزفيلد”.
ويقول صالح بسعادة بالغة إنه تعلم 100 كلمة جديدة خلال الأسبوعين الماضيين، وبدأ في تكرار نطقها بدقة كلمة تلو الأخرى.
في المقابل يشاهد نجلا صالح الصغيران لقطات مصورة لنغمات الروضة في انجلترا ويرددون أغاني الأطفال مثل “توينكل توينكل”، وفي الوقت نفسه يساعدان والدهما على اكتساب معرفة باللغة من خلال الإشارة إلى رسم بالأرقام لاختبار معرفتهم بها.
ويقول صالح: “العامل الرئيسي وراء قدومنا إلى هذا البلد هو أولادي، أريد أن يكون لديهم مكان آمن للتعلم والنجاح، وأن يصبحوا شيئا ويكون لهم مستقبل. لقد جئنا إلى هنا لنضيف لهذا المجتمع ولا نكون عبئا، وهذا ما نكافح من أجله.”
قبل إبلاغه بأنه سيجري نقله إلى إنجلترا، كل ما كان يعرفه صالح عن هذا البلد هو كرة القدم.
النادي المفضل لصالح هو تشيلسي، وهو أيضا معجب بمدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا.
حصل صالح على المؤهلات من الفيفا في حراسة المرمى، وحصل أيضا على رخصة التدريب “ج” من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قبل أن يغادر الأردن.
وعلاوة على تلقي صالح وعائلته دروسا أسبوعية في الإنجليزية، فقد التحق أيضا بدورة في تعلم القيادة في كلية “فيجن ويست نوتينغهام شير”.
وتقول راشيل إيفانز، معلمة صالح في الكلية، إنه يعمل بجد للتعامل مع حاجز اللغة، وملء قاموسه الشخصي بالعبارات الرئيسية والجمل السهلة.
وأضافت: “ويضع خط على كلمات كثيرة لا يعرفها، وأي كلمة رئيسية لا يعرفها يضع تحتها خطا.”
وتابعت: “عندما أراه يتنقل في دهاليز الكلية وهو يتعلم كلمات جديدة من الكتاب الذي يكتب فيه كل شيء، فإن ذلك يمثل مصدر إلهام (للآخرين). إنه (صالح) مصدر إلهام لغيره من الطلاب من خلال الالتزام الذي يظهره.”
وتابعت: “انه لا يتوقف أبدا، عندما يدخل إلى الكلية يقرأ بالفعل مذكراته، يريد دائما التعلم، وطرح الأسئلة، والتحدث إلى المدرسين الآخرين.”
وأردفت: “إنه (شخص) مشجع بالفعل” وهو “يحفزني للمجيء للعمل”.
ويشارك صالح في تدريب فريق الكلية كمدرب حراس مرمى، وكعضو في الأكاديميات المعنية بأنشطة التطوع والقيادة.
ويقول إنه “على الرغم من أن كل شيء صعب لأن لغتي الإنجليزية ليست جيدة، فإنني أبذل كل جهدي.
وأضاف: “أنني من الشخصيات المثابرة وقوية الإرادة، وسأواصل السعي لتحقيق ما أريده، وسأواصل المشوار ولن استسلم بسهولة”. (BBC)
[ads3]
بالتوفيق يا أخ صالح….وان شاء الله تحقق انت وعائلتك ماتصبو اليه لأنك باختصار تستحق الأفضل فأنت انسان طيب ومتفائل
على وين الدرب مودينا وعلى اي شط مرسينا
الله يوفقك وينتقم من اللي دمر سوريا وشرد أهلها