بدلاً من الالتحاق بالمدارس .. أطفال لاجئون في سوق العمل السوداء الألمانية

بدلاً من الالتحاق بالمدرسة التي تعد إلزامية في ألمانيا، تقوم بعض أسر اللاجئين في برلين بإرسال أبنائهم للعمل، لتزويد الأسرة بالمال. محمد (اسم مستعار) طفل سوري يبلغ من العمر 14 ربيعا، يعيش منذ الصيف الماضي في العاصمة الألمانية برلين مع أمه وأخيه الذي يصغره سنا.

على عكس أنداده في المدينة، لا يذهب الطفل السوري ذو الشعر الأسود القاتم إلى المدرسة، بل يذهب للعمل في إحدى قاعات الحلاقة العربية.. «أذهب كل صباح إلى قاعة حلاقة للرجال للعمل هناك مقابل الحصول على المال، فنحن هنا في حاجة ماسة إلى المال». هكذا قال لنا الطفل السوري بدون ورع حول مهنته الجديدة في ألمانيا. ثم مضى قائلا: «لقد سبق لي أن عملت في معمل الخياطة لمدة ثلاث سنوات في مدينة اسطنبول قبل قدومنا إلى ألمانيا. أريد العمل. لقد تعودت على الحصول على المال، فنحن عائلة فقيرة».

كان الطفل الأبيض البشرة بهي الطلعة يتخاطب معنا وكأنك تتحدث لرجل في عقده الثالث، وكانت المكنسة لا تفارق يده. يسرع بتنظيف المكان كلما تساقط شعر الزبون على البلاط، ثم يلقي بنظراته البريئة نحونا مواصلا حديثه: «رب العمل هنا رجل طيب يكرمني بعطائه الوفير من مال ولباس، كما أنه يساعدنا في ترجمة المراسلات الرسمية. كثيرا ما رافق والدتي إلى الدوائر الرسمية للترجمة».

فجأة يقف الطفل عن الحديث ليدخل غرفة مجاورة، وبعد فترة وجيزة يعود إلى قاعة الحلاقة بطبق عليه كؤوس الشاي ليوزعها على الزبائن والبسمة لا تفارق محياه، فيشرع مجددا في كنس كل ما تساقط من الشعر على أرضية القاعة، ثم يقف هنيهة عن التنظيف ليتحدث عن تجاربه المهنية.

سليم (اسم مستعار) هو الآخر حديث العهد في ألمانيا، يعيش مثل محمد في مأوى جماعي في الشق الشرقي من المدينة. وعلى غرار محمد الأمي فإن سليم هو الآخر لا يعرف القراءة ولا الكتابة. وكما قال لنا، فقد حبذ العمل في مطعم عربي، لأنه أثناء إقامته في تركيا اشتغل في المطاعم التركية التي لم تكن خالية من سوء المعاملة من قبل صاحب المحل، ثم يضيف في هذا الشأن: «منذ انطلاق الثورة السورية لم أزر المدرسة».

وتابع: وحينما قررنا الهروب من هول ضراوة المعارك في منطقة دير الزور، قرر والدي الهرب إلى تركيا. وحتى يتسنى لنا عيش حياة كريمة، ليست كحياة المخيمات، تعين علي على غرار والدي وأخي الأكبر العمل». العمل بالنسبة لهذا الطفل أمر عادي وضروري حسب رأيه، وحلمه كما يقول: «لا أريد الجلوس في قاعات المدرسة وإضاعة الوقت في اللهو مع الأطفال، عائلتي تريد فتح كشك لبيع المأكولات الشامية السريعة، ولذا نعمل كلنا من أجل توفير المال». (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

5 Comments

  1. نرجو طرد اي لاجئ يشغل ابنه خلافا للقانون

  2. على مين بتتضحكوا يا زلمة (نحن بحاجة ماسة الى المال ) هل انت تعيش في دولة عربية حتى تنسى نفسك وتخدع العالم بهذه الكلمات ؟؟؟اذا كان عمره اقل من 18 سنة فله راتب ولاخيه ايضا واذا كانت الام بدون عمل فلها مساعدات شهرية بالإضافة إلى دفع ايجار البيت .اذا كان بالفعل يعمل فليس لعدم كفاية المال بل لجني مزيد من المال

  3. الشي الثاني ممنوع منعا باتا في المانيا ان يشتغل قاصر حتى لو كان بالاسود لا يشتغل قاصر ابدا وليس له حرية بالذهاب او لا الى المدرسة فهو مجبور بالذهاب الى المدرسة وفي حاله عدم ذهابه ياتون الشرطة الى منزله بالاضافة الى غرامة مالية واذا استمر بعدم الذهاب فسوف ياخذوه من والديه بسبب اهمالهم له

    1. كلامك صحيح مية بالمية… والولد مو مطول بصالون الحلاقة.. حيجوا يقصوا ايدين يلي شغلو وبجوز ياخدو من ابوه.. سؤال بس.. ليش بتحب اردوغان حتى مفتخر ومسمي حالك هالاسم؟

    2. تماما..
      للأسف كاتب المادة الصحفية ما ناقش هالفكرة..
      بس فعلا غريب انو يرضى حدا يشغلو اصلا..لانو بالنهاية البوليس رح يلاقي هالقاصر ..وبالتالي رح يعرفو وين كان يشتغل..
      ساعتها بتوقع الألمان يعدمو صاحل المحل رميا بمقصات الحلاقة!