فاينينشال تايمز : ألمانيا تقلب الطاولة على اللاجئين بوضع مزيد من العقبات

الحكومة في ألمانيا طوت السجاد الأحمر واستبدلته بمسار مليء بالعقبات، وبات مصير جملة من اللاجئين يرمز إلى النهج الجديد الأكثر صرامة.

غلام حسين رضائي، مثال ذلك، فقد كان في طريقه تماماً ليُصبح إعلانا حيا لنجاح ألمانيا في دمج اللاجئين. هذا الأب الأفغاني لثلاثة كان نجم التقرير الإخباري الألماني الأخير عن المهاجرين الذين يستقرّون ويجدون فرص عمل.

على مدى الأشهر الأربعة الماضية، كان يعمل في أوبيتز هولزباو، شركة البناء في نيوروبين، شمال شرق برلين.

إلا أنه في أيلول (سبتمبر) الماضي، تم إخباره أنه رُفض طلبه للجوء. رضائي، وزوجته موجان وثلاثة أطفال صغار يواجهون الترحيل. قال الرجل البالغ من العمر 32 عاماً “أنا خائف حقاً. الوضع في أفغانستان خطير جداً”.

تمت الإشادة بقرار المستشارة أنجيلا ميركل لفتح حدود ألمانيا العام الماضي أمام تدفق اللاجئين إلى أوروبا بأنه عمل ضخم من الشجاعة الأخلاقية، حيث منح الوعد بالأمان والأمل ببداية جديدة، لكن خلف الكواليس، تجري إعادة النظر في ثقافة الترحيب في ألمانيا بشكل كبير.

جزئياً، تمثل تغييرات السياسة استجابة لصعود حزب البديل لألمانيا، الحزب اليميني الذي يُنظم حملات من أجل فرض قيود صارمة على الهجرة، ونتيجة زيادة القلق العام بشأن الأمن في أعقاب الهجومين الإرهابيين في بافاريا الصيف الماضي اللذين نفّذهما لاجئون.

كان الأفغان من بين أكبر الضحايا. العام الماضي، تم منح 77.6 في المائة منهم صفة اللاجئ: هذا العام انخفض ذلك إلى 52.4 في المائة. تم إعلام نحو 12539 لاجئا أفغانيا أن عليهم مغادرة ألمانيا، وهم يشكلون نسبة صغيرة من الأفغان البالغ عددهم 247 ألفا الذين يعيشون هنا.

بين كانون الثاني (يناير) الماضي وأيلول (سبتمبر) الماضي، لم يكن هناك سوى 27 شخصا فقط من طالبي اللجوء المرفوضين تم ترحيلهم فعلاً إلى أفغانستان، لكن العام الماضي انخفض هذا العدد إلى تسعة فحسب.

هذه السياسة أثبتت أنها مُثيرة للجدل، ولا سيما في ضوء العنف الذي لا يزال منتشراً في أفغانستان. العام الماضي، فقد لقي 3545 مدنيا مصرعهم هناك، وهذا العام استمرت الوفيات. قالت أولا يلبكه من حزب المعارضة، ليفت “عمليات الترحيل إلى أفغانستان تتم إلى بلد منهار تُمزقه الحرب الأهلية”، والذين يعادون يواجهون “خطرا عاليا بالموت”.

حتى السوريين لم تعد لهم ضمانة أن الأمور ستكون سهلة أمامهم. العام الماضي، تم منحهم جميعا صفة اللاجئ بموجب اتفاقية جنيف لعام 1951. هذه الأيام، يحصل معظمهم على “حماية ثانوية”، التي تمنحهم حق الحصول على إقامة لمدة عام وتمنعهم من جلب أفراد عائلتهم إلى ألمانيا لمدة عامين.

وفقاً لإحصائيات من وكالة الهجرة الفيدرالية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي تم منح 35 في المائة من جميع طالبي اللجوء حماية ثانوية، أكثر بكثير من النسبة البالغة 25 في المائة الذين تم منحهم صفة لاجئ.

نحو 23 في المائة رفضت طلباتهم مباشرة. قال جونتر بوركهاردت، رئيس مجموعة الضغط للاجئين برو-أسيل “معدل الاعتراف (للاجئين) انهار تماماً، على الرغم من أن الوضع في بلدان المنشأ لم يتغير”.

وكالة الهجرة رفضت ادعاء مجموعة برو-أسيل أنها تلّقت تعليمات من الحكومة لرفض مزيد من طلبات اللجوء من الأفغان.

يؤكد مختصون أنه على الرغم من تشديد القوانين، إلا أن ألمانيا تبقى واحدة من البلدان الأكثر ترحيباً في أوروبا باللاجئين. من المهاجرين البالغ عددهم 1.26 مليون الذين قدّموا طلبات لجوء في الاتحاد الأوروبي العام الماضي، الرقم الأكبر حتى الآن – 441800 لاجئ، أي 35 في المائة – سجّلوا في ألمانيا.

والذين يتعثّرون في أول عقبة يستطيعون الاستئناف من خلال المحاكم. من بين نحو 113500 شخص حصلوا على حماية ثانوية بين كانون الثاني (يناير) الماضي وتشرين الأول (أكتوبر) هذا العام، نحو 32500 لاجئ، معظمهم من السوريين، قدّموا طلبات استئناف. في 76 في المائة من القضايا التي حُكم فيها، فاز المستأنفون وحصلوا على وضع اللاجئ الكامل، وذلك وفقاً لوكالة الهجرة.

غادر رضائي منزله في مدينة هرات في غرب أفغانستان في عام 2014. قبل ذلك بوقت قصير، أُصيب بطلق ناري في ساقه أثناء هجوم حركة طالبان على إحدى الحافلات. الجماعة المُسلّحة أيضاً اختطفت ابنه وقطعت ذراعه اليمنى، على الرغم من أنه تم دفع الفدية.

رضائي أمضى ثمانية أشهر في إيران ومن ثم بدأ رحلة عبر تركيا والبلقان إلى ألمانيا. في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2015، بعد شهرين من وصوله هنا، قدّم رضائي طلبا للحصول على اللجوء.

في رسالة بتاريخ 15 أيلول (سبتمبر) الماضي، اطّلعت عليها صحيفة فاينانشيال تايمز، رفضت وكالة الهجرة طلبه. تقول الرسالة “إن رضائي وعائلته ليسوا لاجئين لأنه ليس لديهم خوف مُبرر من الاضطهاد على أساس العِرق أو الدين أو المعتقد السياسي”.

الخطر على حياته في أفغانستان كان في الحد الأدنى: احتمال وقوعه ضحية للعنف هناك كان بنسبة 0.074 في المائة، كما قالت الوكالة، مُضيفةً أن بلدته “هادئة نسبياً”. وقالت أيضا إن رضائي “رجل سليم صحياً” قادر على إعالة عائلته من خلال عمله كنجار، ويملك منزلا خاصا به ويستطيع الاعتماد على الدعم من الأقارب في وطنه.

رضائي قدّم استئنافا وينوي البقاء في أوبيتز هولزباو في هذه الأثناء. وقال “أرجو إذا واصلت العمل، ألا يقدموا على ترحيلي”.

رئيسه، مارتن أوبيتز، يرجو أيضاً أن الأمور ستتطور بشكل جيد للأفغاني، قائلاً “نحن بحاجة إلى العاملين هنا. في المستقبل، سيكون لدينا عدد أقل بكثير من العاملين من سكان منطقتنا. وفيما يتعلّق بي، يستطيع رضائي البقاء”.

جاي تشازان – فاينينشال تايمز (ترجمة : الاقتصادية)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

4 Comments

  1. اليمين المعادي للاجئين يحقق انتصاره عن طريق التضييق عليهم واليسار والوسط المتسامح معهم وربما يمين الوسط يريد رأب الصدع عن طريق التضييق عليهم ايضا
    وانا لا الوم ايا من الطرفين فلهما حساباتهما ولهما اهدافهما وتطلعاتهما السياسية ولكن اللوم كل اللوم يقع على القتلة المجرمين من الحكام ومن اللاجئين الذين كان افضل لهم البقاء على ارضهم ومواجهة هولاء الحكام ومنع المستوطنين الذين ياتون تحت المسميات المختلفة للحلول محلهم

    1. هادا الحكي بتحكيه لو كان بقاء اللاجئ وموتو تحت القصف بجيب نتيجة.. انت متخيل رئيس يضرب كيميائي على بعد 20 كم من العاصمة ولا كلب يفتح تمو؟ ولا حدا بقول شي غير مسرحية امريكية اسوا من مسرحيات طلائع البعث تبع الاطفال وتهديد مضحك بالهجوم على سوريا؟! لا تنظر من اوروبا.. انزل على حمص يلي انمحت من الخريطة وورجيني شلون تصريحاتك بتصير.. من الغباء انك تقاوم عدوك وهو اقوى بمراحل منك لانو موتك عندو بكلف كبسة زر لصاروخ او دفشة رجل لبرميل من طيارة… روح قوي حالك بقيادة موحدة مبدايا وسلاح مفتوح ونوعي مو شوية خردة بالقطارة عم يشحدوها الثوار وبعدين فكر بالمقاومة.. مو توقف عاري الصدر وتقول انا بدي قاوم مستني البرميل بصدرك!! وازا كتير حارق قلبك وضع البلد اترك اوروبا وانزل على حلب قاتل والك مني لابتوب هدية تحاكينا منو بس يصحلك!! لسا كل واحد فيكن قاعد باوروبا او امريكا و بتختو دفيان وبدو يبيض علينا مراجل!! انزل حبيبي قاتل ورحينا عضلاتك!!

    2. كلامك في البداية جيد ولكن في الاخير للأسف تلوم اللاجئين .. لايوجد شخص يحب أن يهجر بلده وأرضه ولكن أحيانا تكون الظروف أقوى من الانسان … لكل منا حكاية ومعاناة طويلة ولكن الظروف كانت أقوى وأجبرتنا على مغادرة ديارنا لأننا لم نعد نملك شيئا حتى ثمن طعامنا … الكلام والتنظير سهل .. ولكن كن على ثقة بأننا لم نختر مغادرة بلادنا بمحض إرادتنا .. أرجو أن تتفهم ذلك

    3. ليليليلييييش…. اخيرا منتحل لاسمي يعلق بذكاء …. بمنتهى الذكاء.. حتى احسن مني ولو…وبالفصحى كمان… كتيرهيك.. تحياتي من القلب!!!