منتجعات فضائية جديدة على بعد سنوات ضوئية من الأرض
تم الإعلان عن توفر مساحات جديدة كبيرة من العقارات الكونية، التي يمكن أن تكون موطناً للحياة ، وقد تمتاز تلك العقارات الجديدة بإطلالة على مناظر رائعة ، وإذ تطفو هذه العقارات ذاتياً في مجـرة درب التبانة، فربما يبـلغ عددها بليوناً من القزميات الباردة البنية اللون، وهي كائنات تبلغ في ضخامتها عدة مرات مثل كوكب المشتري، ولكنها ليست كبيرة بما فيه الكفاية لتضيء كنجم.
وذكرت دراسة جديدة أن طبقات الغلاف الجوي العليا لتلك “العقارات الكونية” تتشابه من حيث درجات الحرارة والضغط مع نظيرتها الموجودة على سطح الأرض، ويمكن لها أن تكون حاضنة للميكروبات التي تنزلق على قمم تياراتها الهوائية الحارة.
وتوسع هذه الفكرة لمفهوم المنطقة القابلة للسكن، لتشمل عدداً هائلاً من سكان العوالم التي سبق أن مرت دون أن تكون مجالاً للبحث. ويقول العالم في مجال الكواكب في جامعة أدنبرة بالمملكة المتحدة، جاك ييتس، إن “الإنسان لا يحتاج بالضرورة إلى أن يكون له كوكب أرضي مع سطح”.
يشار إلى أن الحياة في الغلاف الجوي ليست مقصورة على الطيور، إذ إنه على مدى عقود طويلة، كان علماء الأحياء على دراية بالميكروبات التي تنجرف عالياً مع الرياح الطافية فوق سطح الأرض. وفي عام 1976، تصور “كارل ساغان” نوعاً من النظام البيئي الذي يمكنه أن يتطور، بفعل ضوء الشمس، في الطبقات العليا لأجواء كوكب المشتري. ويمكن أن تكون هناك سماء من العوالق: وهي كائنات دقيقة أطلق عليها ساغان اسم “الغاطسات” ويمكن أن تكون هناك كائنات أخرى تشبه البالونات، وتسمى “العائمات”. كما يمكن لهذه الكائنات أن ترتفع وتنخفض في الغلاف الجوي باستخدام ضغط أجســامها. ومنذ تلك السنوات، درس علماء الفلك أيضاً احتمالات وجود الميكروبات في ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي فوق سطح كوكب الزهرة الذي يوصف بالكوكب “غير المضياف”.
ووفق ما اوردت قناة العربية ، قام ييتس، قائد الدراسة، وزملاؤه، بتطبيق نفس التفكير على نوع من العالم لم يتسن لساغان معرفة شيء عنه. فقد اكتشفوا في عام 2011 بعض القزميات البنية الباردة التي تتميز بأسطح لها على وجه التقريب نفس درجة حرارة الغرفة أو أقل، وقد تكون طبقاتها السفلية مريحة. وفي آذار/مارس 2013، اكتشف علماء الفلك النجم “وايز” على ارتفاع يتراوح بين 0855 -0714، وهو نجم قزمي بني اللون يقع على بعد لا يزيد عن سبعة سنوات ضوئية، ويبدو أنه يتميز بسحب حاملة للماء في غلافه الجوي.
وبادر بيتس وزملاؤه بإجراء تحديث لحسابات ساغان وتحديد الأحجام والكثافات واستراتيجيات حياة الميكروبات التي قد تتمكن من البقاء عالياً في المنطقة الصالحة للسكن من غلاف جوي هائل يتكون في الغالب من غاز الهيدروجين. وفي الحقيقة، فإن الأمر يحتمل شيئين: إما أن تغطس إلى منخفضات عميقة للغاية، حيث يمكن لك أن تحترق أو تنسحق، أو تطفو إلى ارتفاعات شاهقة فتكون عرضة للتجمد.
وفي مثل هذا العالم، فإن الغاطسات الصغيرة مثل الميكروبات في الغلاف الجوي للأرض، لديها فرصة أفضل من عائمات ساغان. وسيورد الباحثون تقريراً في العدد القادم من “ذا أستروفيزيكال جورنال”. لكن الكثير يعتمد على الطقس: إذ إن موجات الرياح المتقلبة تكون قوية على القزميات البنية العائمة الحرة، وهو ما يبدو أن يكون صحيحاً في مجموعات من الكواكب الغازية العملاقة، مثل المشتري وزحل. كذلك يمكن مخلوقات أشد انتقاء مكانة.
وفي حال عدم وجود ضوء الشمس، فيمكن أن تتغذى على المواد الغذائية الكيميائية. وتكشف ملاحظة أجواء القزميات البنية الباردة أن معظم مكونات الحياة الأرضية تعتمد على الكربون والهيدروجين والنيتروجين والأكسجين، حتى وإن كان يستبعد وجود الفوسفور.
وحتى الآن مجرد ما تم اكتشافه هو بضع عشرات من القزميات البنية الباردة بينما الإحصائيات تفيد بوجود نحو 10 منها على بعد 30 سنة ضوئية من الأرض.
ويجب أن تكون تلك القزميات أهدافاً حان وقت اكتشافها بمعرفة التليسكوب الفضائي جيمس ويب (JWST) الذي سيتم إطلاقه العام 2018. وهذا التلسكوب حساس للأشعة تحت الحمراء، حيثما تكون القزميات البنية اللون أكثر تألقاً. كما سيكون مطلوباً من ذلك الميكروسكوب الكشف عن الطقس وتكوينات الغلاف الجوي. وتقول “جاكي فاهيرتي” وهي عالمة فلك بمعهد كارنيغي للعلوم في واشنطن دي سي: “نحن في طريقنا لبدء الحصول على لقطات لأطياف رائعة من هذه الكائنات. هذا يدفعني إلى التفكير ملياً في الأمر”.
ويتطلب الاختبار الدال على إمكان وجود حياة هناك توقع إمضاء طيفي قوي من المنتجات الثانوية لميكروب، مثل غاز الميثان أو الأكسجين، ومن ثم تمييزه من العمليات الأخرى. وتقول فاهيرتي إن هناك قضية أخرى تتطلب شرح كيف يمكن أن تنشأ الحياة في بيئة تفتقر إلى واجهات المياه والصخور، مثل الفتحات الحرارية المائية، كما يعتقد أن الحياة قد بدأت عليه فوق كوكب الأرض. ربما يمكن أن تتطور الحياة من خلال التفاعلات الكيميائية على أسطح حبيبات الغبار في الغلاف الجوي للقزميات البنية، أو ربما لأنها تكون اكتسبت موطئ قدم لها بعد وصولها إلى الكويكب، عبر السفر متطفلة على ظهر كويكب ما.[ads3]