أوباما أخطر رئيس في تاريخ أمريكا

أصبحت أيام الرئيس الأمريكي باراك أوباما معدودة، وخلال أسابيع قليلة سيغادر البيت الأبيض بعد أن تعرض على مدى ثمان سنوات للكثير من النقد والتجريح بسبب ما يصفه منتقدوه ضعفه وعجزه وتردده في اتخاذ القرارات الحاسمة، خاصة فيما يتعلق بالوضع العربي عموماً والسوري خصوصاً. ولطالما سمعنا الكثيرين يصفون أوباما بأنه أضعف رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، لأنه رسم الكثير من الخطوط الحمراء، وعندما تجاوزها البعض اكتفى بالتهديدات والتصريحات الإعلامية. لا بل إنه لم يكن حازماً أو جازماً في أي قضية مرت عليه أثناء فترتيه الرئاسيتين. ولو سألت الكثيرين الآن كيف ينظرون إلى إدارة أوباما وقد أوشك الرئيس على الخروج من البيت الأبيض، لأجابوك فوراً بأنه رئيس فاشل وبلا حول ولا قوة، وأعطى صورة سيئة للغاية عن أمريكا وجعلها أضحوكة في أعين العالم.

هل كان أوباما فاشلاً وضعيفاً فعلاً، أم انه واحد من أخطر وأنجح الرؤساء الذين حكموا أمريكا؟ من السخف أن يقوم البعض بتقييم الرئيس أوباما بناء على موقفه أو قراراته إزاء بعض القضايا العربية، والسورية خاصة، فهو ليس رئيساً عربياً، وبالتالي لا بد أن نحاكمه على ما قدمه لأمريكا على مدى حوالي عقد من الزمان. هل كان الرئيس جورج بوش الابن الذي حل محله أوباما أفضل؟ أم كانت إدارته متهورة على اعتبار أن الرئيس في أمريكا ليس حاكماً بأمره، بل هو جزء من مؤسسة كبرى؟ ماذا أنجز جورج بوش وماذا أنجز أوباما للأمريكيين؟ لا شك أن التاريخ الأمريكي، كما يرى منتقدو بوش، سيكتب تاريخ فترة بوش بأحرف من الدم والدمار والخسران الذي جلبه لأمريكا على مدى رئاسته. هل تعلمون أن الغزو الأمريكي للعراق مثلاً كلف الخزينة الأمريكية أكثر من ترليون دولار بالإضافة طبعاً للخسائر البشرية في صفوف الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان.

صحيح أن الرئيس بوش أنجز الكثير، ومهد الطريق لأوباما كي ينفذ مشاريع الفترة الجمهورية براحته، وصحيح أنه أسقط واحدة من أهم الدول العربية ألا وهو العراق لصالح أمريكا وإسرائيل، وأحكم قبضة أمريكا على منطقة الخليج المهمة نفطياً واستراتيجياً على مستوى العالم، ووضع الأسس لتحقيق مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي الذي بشرتنا به وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في عهده، إلا أن بوش ألحق خسائر كبرى بأمريكا اقتصادياً وعسكرياً، بينما نجح أوباما في تفجير الدول العربية من الداخل، وجعلها تحرق نفسها بنفسها دون أن يخسر عليها رصاصة أو سنتاً واحداً. بعبارة أخرى، فإن الفوضى الهلاكة المنشودة أمريكياً في منطقتنا تحققت في عهد أوباما «ببلاش». صحيح أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ترسم خططاً بعيدة المدى، بحيث يذهب رئيس، ثم يأتي آخر ليكمل المشروع الذي بدأه سلفه، ولا ينقلب عليه. وصحيح أن الأمريكيين لا يفكرون على مدى سنوات، بل على مدى عقود وربما أطول، وبالتالي فإن ما زرعه بوش حصده أوباما بهدوء، إلا أن ذلك يُحسب تاريخياً لفترة أوباما الذي لم يكلف الأمريكيين دولاراً ولا حتى جندياً واحداً خارج حدود أمريكا؟

يكفي أن الرئيس المنصرف حقق مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي الذي بدأه بوش بأقل التكاليف، فبينما خسرت أمريكا المليارات على غزواتها الخارجية في عهد بوش، ودفعت أثماناً كبرى لقاء تحقيق مشاريعها الخارجية، اتبع أوباما سياسة هادئة جداً، ولم يندفع خارج حدود بلاده على الطريقة البوشية، لكنه حقق انجازات تفوق انجازات بوش بالمفهوم الأمريكي بمرات ومرات. فبينما تولت أمريكا قيادة التخريب والتغيير في العالم العربي بنفسها في عهد بوش، أوكل أوباما المهمة لجهات خارجية لتحقيق المشروع الأمريكي في سوريا وليبيا وبلدان أخرى. لقد اتبعت أمريكا في فترة أوباما سياسة القيادة من الخلف دون أن تتكلف شيئاً مادياً أو عسكرياً.

انظر إلى كمية الصراعات والنزاعات التي ظهرت في فترة أوباما، وخاصة الصراع السني الشيعي على مستوى العالم الإسلامي والعالم أجمع. ألا يُحسب هذا لإدارة أوباما إذا ما علمنا أن أمريكا واقتصادها يعيش على الحروب والنزعات وبيع السلاح؟ لم يكن أوباما ضعيفاً أو فاشلاً عندما ترك بؤر الصراع تنفجر هنا وهناك، بل كان مطلوباً منه فقط أن يصمت، وينظر إليها وهي تحرق الأخضر واليابس خدمة للمصالح الأمريكية. ألم يتفاخر الأمريكيون بالفوضى الخلاقة بربكم؟ أليس إنجاز الفوضى أهم منجزات إدارة أوباما وبأقل التكاليف؟ إدارة اوباما لم تكن عاجزة ولا ضعيفة، ومن السخف أن يصب البعض جام غضبه على شخصية الرئيس أوباما وأن يحملها تبعات السياسة الأمريكية، فكلنا يعلم أن الإدارة الأمريكية أكبر بكثير من شخص الرئيس، ومهما كان قوياً أو ضعيفاً على المستوى الشخصي، يبقى مجرد منفذ للسياسات الكبرى الأمريكية وليس صانعاً لها. بعبارة أخرى، فإن سياسة اللامبالاة التي أبداها أوباما على مدى ثمان سنوان كانت سياسة مدروسة، ولم تكن سياسة ضعف وعجز كما يجادل بعض الساذجين العرب.

هل تعلمون أن الرئيس الأمريكي أوباما الذي يعتبره البعض ضعيفاً ومتردداً باع أسلحة للشرق الأوسط أكثر من كل رؤساء أمريكا «الحازمين»؟ لقد حصدت أمريكا خلال فترة حكم ‏أوباما‬ فواتير قيمتها 48,7 مليار دولار للسعودية‬ فقط، أي أن أمريكا باعت للسعودية أسلحة خلال فترة حكم أوباما أكثر من أي رئيس أمريكي سابق؟ هل تستطيعون بعد كل ذلك أن تتهموا أوباما بالفشل والعجز والضعف إذا ما علمنا أن أمريكا تقيس نجاحاتها دائماً بالدولار والمكاسب المادية أولاً وأخيراً؟

فيصل القاسم – القدس العربي[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫18 تعليقات

  1. الانظمة العربية كلها ظالمة و عميلة و الثورة عليها حق ، و لكن اعدائنا اختاروا لنا توقيت تلك الثورات و اختاروا لنا ايضا من يقودها لذلك حققت لهم اهدافهم في تدمير بلادنا و قتل شعوبنا دون أن تحقق للشعوب الحرية و الكرامة و الاستقلال الحقيقي عن الدول الاستعمارية و كانت اهداف الربيع العربي المزيف هي :
    ١_ تغيير نظام مبارك العجوز في مصر الى نظام اكثر فسادا و ديكتاتورية و عمالة
    ٢_ تفتيت ليبيا و الاستيلاء على ثرواتها النفطية الهائلة
    ٣_ تسليم اليمن للحوثي عميل ايران
    ٤_ قتل و تشريد اهل السنة في سوريا و العراق من اجل تحقيق مشروع اسرائيل الكبرى فاهل السنة في سوريا و العراق هم للمقاومة الحقيقية ضد اسرائيل و الخطر الحقيقي على مشاريعها و ليس اي احد اخر

    1. يسلم تمك… المشكلة انو المؤيد مفكر انو الثورة.كانت على نظام سويسري.. كان مغرقنا مصاري ومعيشنا احلى عيشة.. علما انو سوريا عام 2011 كانت سفينة عم تغرق تدريجيا بس ركاب الدرجة الاولى مو حاسين.. بينما ركاب الدرجة التالتة بالقاع شبعوا غرق وماتوا.. والثورجي اسم الله عليه مفكر انو امريكا رح تنصرو.. من اول كم اسبوع طلع يتظاهر بيوم جمعة مسميه جمعة الناتو.. ولما اجا يقاتل النظام اخد سلاحو من امريكا يلي بارجع وبقولها للمرة المليون….. لو كان بدها تسقط النظام كانت سمحت بمهاجمة ضيع العلويين الخزان البشري للشبيحة.. ويلي بحب يتاكد يقرا عن عملية الانفال يلي امريكا وعدت باعدام مين بفكر يعيدها من الثوار.. وتعال فهم هالحكي للثورجي بقلك انت عميل وخاين .. مابيفرق عن النظام غير انو مربي دقن.. كيف بدك تنتصر بثورة سلاحها مو من عندك وعير نوعي وبكميات محدودة عداك عن افتقارها للاخلاق قبل السلاح؟! انت كل يلي عم تساويه عم تتحامى بالمدنيين وتعتصم بكم منطقة.. شو ساووا ثوار داريا والمعضمية غير انهن دفعوا النظام الغبي والخاين لسوريا ليدمر المتطقة.تماما!! من اول سنة ثورة.مسلحة كان واضح انو امربكا ما بدها تسقط النظام واعتمدت على غباء الثوار ووحشية وغباء النظام يلي اقل كلمة باقدر اوصفو فيها انو حمار وحطولو جزرة وقالولو الحقها يالله..من اول يوم مظاهرات كانت منقولة.مباشر في مين عم يصور ويرفع عاليوتيوب.. يعني ولد صغير بيفهم انو الحل الامني حيودي البلد للخراب لانو يلي رح تقتلو بمظاهرة حيطالع اخوه وابن عمو و3 من رفقاتو بدالو.. بس لما بكون عندك نظام مستوى تفكيرو بمقام ولد عمرو 10 سنين على اكتر تقدير عداك عن انو طائفي بامتياز ومعرف البلد كمزرعة شخصية الو بتكون النتيجة متل ما شفنا… كل فترة بحطولو شوية ثوار بمنطقة.مشان يقصفها ويدمرها لدمر وهجر سوريا عالاخر.. وكلو كان مخطط متل ما اتفضلت لافراغ سوريا من اهلها تمهيدا لاسرائيل الكبرى يلي مو مطولة كتير لتجتاح دمشق.. شخصيا بتوقع فترة.نهاية ولاية الحمار تبعنا عام 2021 حتكون نقطة تاريخية.جديدة بالمنطقة..والايام بينا!!

  2. طيب يا فيصل القاسم الم يكن الاخوان للمسلمين و قناة الجزيره القطريه شريكان رئيسيان في الخطوط الأمريكية ( الفوضى الخلاقة )

  3. ان هذا التوصيف لا ينطبق ابدا على الحقيقة وانت بهذا المقال تصب في خانة بشار الاسد ومعمر القذافي على ان ما جرى ويجري على الارض العربية كان من صناعة الادارة الامريكية وان ما قاله الاسد عن المؤامرة الامريكية الاسرائيلية الامريكية هو السبب الوحيد للربيع العربي
    وتتجاهل حضرتك الانظمة الظالمة السارقة القاتلة وتتجاهل الشعب المظلوم والمسروق والمقتول ونحن وقفنا معك واعجبنا بك فترة طويلة من الزمن وشعرنا انك كنت صوت المظلومين ولكنك الان عن قصد او غير ذلك اصبحت تردد مقولات الظالم القاتل
    واسمح لي هنا ان اسألك هل بدأت تمهد للانسحاب التدريجي من الجهة التي اعتقد انها صاحبة الحق في الثورة على المجرمين الظالمين وارى ان اعادة الربيع العربي الى اوباما وادارته هو اجرام بحق الدماء المراقة على الارض العربية
    امر اخر تحاول ان تتجاهله ان الامريكان لم يخلقوا الخلاف السني الشيعي بل هي اطماع الفرس وشعارات الطائفيين التي تنادي بالثأر لدم الحسين من اناس يحبون الحسين اكثر منهم ام نسيت ما قاله (بائع الكلاسين وهذا وصفك بالضبط لنوري المالكي) ان المعركة هي بين احفاد الحسين واحفاد يزيد
    اسمح لي ان اقول ان مقالاتك تحولت الى كلام لم يعد مقبولا ولا معقولا وانك اصبحت تجتر ما قلته وتناقض كثيرا مما قلته سابقا وبدأ الناس يضيعون في متاهات ما تقول واذا وحدت انسحابا من صفحتك فاعتبرني واحدا منهم لاني اعتقد انك اصبحت تكتب لمجرد الكتابة او لثمن مدفوع لهذه الكتابات

  4. كلام منطقي .
    لا تتحقق العداله الا بصلاح المجتمع وحب الوطن والاخلاص بالعمل

  5. ماذا عن قرار سحب الكيماوي فقط بناءا على اقتراح روسي وهذا القرار مهدفيما بعد لتمترس روسيا ودخولها الدائم الى شرق المتوسط الم يكن خطأ استراتيجيا للرئيس الامريكي افقد امريكا القيادة في منطقة مهمة في العالم

  6. الكاتب لم يتكلم عن فشل أوباما ” الداخلي ” .. تسلم أوباما السلطة وديون أميركا 16 تريليون
    والان يغادر السلطة وديون أميركا وصلت 20 تريليون !! أي نجاح يتحدث عنه الكاتب ؟! هل سياسة التخريب والتدمير للدول العربية أستفاد منها الشعب الاميركي ؟! أيضآ الكاتب لم يتحدث عن تسليم دولة أوروبية متل أوكرانيا لروسيا ؟!
    الحقيقة ، أن أنتخاب الشعب الاميركي للجمهوري ” ترامب ” أكبر دليل على غضب الشعب الاميركي من حكم الحزب الديمقراطي ، ورغم مساندة الاعلام الاميركي للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي وعدت بالسير حسب سياسة أوباما ، ألا أن الشعب الاميركي رفض ” توجيهات الصحافة ” وأصر على أختيار الجمهوريين ( ترامب في الرئاسة – الأغلبية للجمهوريين في الكونغرس ) . وتخلص الشعب الاميركي من حكم الديمقراطيين الفاشلين .

  7. مبروك النصر الان الاخبار من درعا الجيش السوري و حزب الله يحررون المحافظة من الإرهابيين المرتزقة

    1. ليش الى ألان يا ابن الحرام الم تحرقوا البلد احترقت وخلصت ٠ بس يا رب تحرق هذا السفّاح المعتوه قاتل الأطفال وقاتل الحياة بنار جهنم هو ومن يواليه من كلاب النار والشيعة والروافض ٠ من خلق الإرهابيين وأخرجهم من السجون ودعمهم بالمال والسلاح ٠ هو هذه العصابة النصيرية الحقيرة ٠ الحياة سوف تستمر وإذا دامت لك ما صارت لغيرك وإنما الأيام نداولها بين الناس ٠

    2. سؤال بالله.. ازا الاسد تبعك هلا مات موتة ربو.. شو بتساووا؟ بتحرقوا حالكن؟! لانو البلد ماصفي فيها شي ينحرق غيركن!! جاوبني بالله لانو هالسؤال محيرني هاليومين!!

    3. هلا هادا طلع الحل معك… اتروحوا لتركيا.. فكرتكن حتعملوا متل جماعة هتلر وتنتحروا معو!!

    4. أخبارك كاذبة .. وهي تغطية على هزيمتكم اليوم من تنظيم داعش الذي أقتحم ” تدمر ” وطردكم منها !!

  8. شعب طائفي متعطش للدماء لاينشد الحريه ولا الديموقراطيه بل هو يريد زعيم من طائفته حتى ولو كان سارق مجرم كما شاهدنا الزعامات الذين تسمونهم ثوار

  9. طيب المشكله انتو نَوََر و بتحبو الدكتاتوريه….لو راح بشار رح تحطولنا واحد جديد اخرا منو.
    هاي كل فصائل الثوار الضراطين…هدفهن الوحيد السلطه.
    لو شفنا انو المعارضه هدفها مجتمع مدني بسوريا كنا ضلينا نكره بشار و نتمنا انو يندفس…بس هيك…

  10. اوباما لك يكن ضعيفا بالعكس هو نفذ ماتملي عليه الاجندة الصهيونيه فمسئلة تجاوز الخطوط الحمراء مسموح بها ويفتخر فيها عندما يكون الضحيه هم المسلمين(السنة)..عشرات الرؤساء والوزراء في الستينات والسبعينات وضعوا خطوط حمراء على فلسطين واسرائيل تجاوزتها العالم كله يتامر على المسلمين..والمسلمين يتفرجون ويذهبون لمجلس الامن ومكل قرارت مجلس الامن لقتل المسلمين المشكله فينا احنا احنا وبس مو في اوباما ولا في العالم…مابدنا نعمل ولانشتغل ولاننصر اخوانننا ولاننتج ولانخترع