الموسيقار النمساوي موزارت يبيع و هو بقبره أسطوانات أكثر من أشهر المطربين العرب !
من قبره غير المعروف مكانه تماماً في مقبرة St Marx بضواحي فيينا، يبيع الموسيقار النمساوي الشهير موزارت، أسطوانات تزيد بقيمتها وعددها عما باعه مشاهير معاصرون، ممن يجهد الواحد منهم بالسفر في جولات فنية، إضافة إلى تسويق متخصص، ليحقق مبيعات يحلم بها، ومنهم حتى المغنيتان، البريطانية Adele ونظيرتها Beyoncé الأميركية، ومعهما أهم المطربين العرب، ممن فاقهم موزارت هذا العام بعدد وقيمة ما يتوقعون أن يبيعه من أسطوانات في وقت قصير، مع أنه غائب عن الدنيا منذ 225 سنة.
كان شاباً عمره 35 سنة و4 أشهر، حين قضى في 5 ديسمبر 1791 قتيلاً بمرض مجهول فتك به سريعاً، ويميل أطباء إلى أنه كان التهاباً في البلعوم انتشر وباؤه في فيينا ذلك العام ونال من الآلاف، كموزارت الذي قرأت “العربية.نت” بسيرته، أنه ترك كنزاً من 626 تأليفاً موسيقياً، أهمها 22 أوبرا و41 سيمفونية وسوناتات وقوالب موسيقية بالمئات، إضافة إلى 18 “كونشيرتو” ساحر بها الملايين للآن، أشهرها المعروف باسم Concerto 21 ونجد في “يوتيوب” أن 41 مليوناً وأكثر من 600 ألف استمعوا إليه ، و من يبحث في “يوتيوب” عن تقسيمة عنوانها act IV – Contessa perdono ليستمع إلى رجل يطلب المعذرة من زوجته في أوبرا “زواج الفيغارو” الشهيرة.
القيّمون على تراث Wolfgang Amadeus Mozart الجاذب إنتاجه الموسيقي سياحاً بمئات الآلاف كل عام إلى متحفه ومنزله بفيينا، أصدروا في أغسطس الماضي مجموعة من 200 أسطوانة CD مدمجة، لمناسبة مرور 225 سنة على وفاته، موضوعة في علب كرتونية بعنوان Mozart 225: The New Complete Edition وفق ما قرأت “العربية.نت” مفصلاً في موقع Council of Europe وهو “مجلس أوروبا” المكون من 47 دولة أوروبية، والناشط بحقوق الإنسان وترويج الأعمال الفكرية والثقافية.
شرح الموقع أن شركة Decca الممتهنة ببريطانيا تسجيل الموسيقى، تعاونت مع نظيرة لها في حقل التسجيل الموسيقي، هي Deutsche Grammophon الألمانية، بإنتاج وطرح مليون و250 ألف علبة بالأسواق، في 28 أكتوبر الماضي، أي 250 مليون CD مدمجة، ومعهما تعاونت مؤسسة Salzburg Mozarteum النمساوية المتحفية الخاصة بالموسيقار وتراثه، في الإنتاج والطرح بالأسواق والترويج.
مع الجميع، تعاون بروفسور بريطاني من جامعة King’s College London العامة، هو Cliff Eisen بإعداد كتيّب عن موزارت عزز أكثر من قيمة المجموعة التي تم طرحها للبيع في أسواق كل القارات باللغات الحية، وبدأت تنفد خصوصاً مع اقتراب أعياد الميلاد ورأس السنة، حيث يهديها شاريها لشخص آخر، مع أن سعر الواحدة 375 دولاراً، وقيمتها الإجمالية أكثر من 468 مليوناً من الدولارات، وهي أرقام لم يبلغها أي فنان عالمي، ولا أهم المطربين العرب دفعة واحدة في مدة قصيرة.
هذه المجموعة “الموزارتية” هي ثمرة جهد مشترك استمر 18 شهراً، بين من تكاتفوا وتعاونوا لإنتاجها وإخراجها إلى الضوء، وهي من 600 عمل موسيقي منفرد لعازفين مختصين بموزارت، مع عزف قامت به 60 أوركسترا لسيمفونيات وسوناتات أنتجها.
ومن أشهر المنافسين لموزارت ببيع الأسطوانات، هي البريطانية Adele الحاصلة على جائزة Grammy الشهيرة مرتين، في 2016 تفوقت بالمبيعات على الجميع، وفقاً لما اوردت قناة العربية ، بعد بيعها 20 مليون نسخة من ألبومها المعروف باسم “25” حتى أكتوبر الماضي، فيما باعت “بيونسيه” الحاصلة 20 مرة على الجائزة نفسها، مليونا و500 ألف نسخة فقط من ألبومها Lemonade حتى يونيو الماضي، ومقارنتهما بما يبيعه موزارت من نسخ آثاره الكاملة حالياً، وهي 250 مليون أسطوانة CD مدمجة في مليون و250 ألف علبة كرتونية تضمها، فنجده يزيد بعشرات المرات عن عدد ما باعته المطربتان معاً.
وفي الجانب العربي، نجد بموسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، أن المغني الجزائري “الشاب حسني” الراحل قتيلاً في 1994 برصاص “الجماعة الإسلامية المسلحة” وفق إحصاءات، باع منذ 1989 حتى الآن، أكثر من 120 مليون CD من ألبومه “البيضا مون أمور” وتلاه مواطنه “الشاب خالد” ببيعه منذ 1991 حتى فبراير الماضي ما يزيد عن 90 مليون CD من أغنية “ديدي” الشهيرة.
أما الجزائري “الشاب مامي” فباع 60 مليوناً من ألبومه Let Me Rai الذي صدر ببداية تسعينات القرن الماضي حتى فبراير هذا العام، وجاء بعده الليبي “علي حميدة” ببيعه 6 ملايين من أغنية “لولاكي” منذ صدورها في 1988 حتى فبراير الماضي أيضاً، ثم بيع عمرو دياب 3 ملايين من “نور العين” الصادر في 1996 حتى الآن، أي كما باعت المغنية اللبنانية “أليسا” من ألبوم أغنيتها “بستناك” منذ صدرت في 2005 حتى فبراير الماضي، ومجموع هذه المبيعات يساوي 282 مليوناً من الأسطوانات، مقابل 250 مليون أسطوانة “موزارتية” يتوقعون بيعها بكاملها في الأشهر الستة المقبلة.
[ads3]