إيران و مشروع ” المنصة السورية “

يخطئ من يعتقد أن إيران تسعى إلى تسوية سياسية في سورية تقوم على تقاسم السلطة بين بشار الأسد والمعارضة، وأنها لا تملك سوى خيار التماهي مع المسعى الروسي لإعلان وقف إطلاق نار شامل والبدء في مفاوضات الحل في كازاخستان. فإيران التي قد تقبل بانحناء تكتيكي في انتظار مرور العاصفة الروسية، لديها أهداف أخرى، بينها استعادة سورية كلها إلى حضن نظام الأسد وإخضاع سائر مكونات الشعب السوري لسلطته، تمهيداً للمرحلة المقبلة من «تصدير الثورة» التي ستهدد دولاً أخرى في المنطقة.

تتقاطع الأهداف الإيرانية والروسية في الوقت الحالي عند تعزيز نظام الأسد وتقوية نفوذه وإعادة الاعتراف الدولي به، أو على الأقل إجبار العالم على التعامل معه بحكم الأمر الواقع. وتتنابذ هذه الأهداف حول سبل ووسائل تكريس «انتصار» النظام، ولاحقاً حول مستقبل سورية وطبيعة نظامها ودوره الإقليمي.

وترى روسيا من موقعها كدولة كبرى تربط بين ملفاتها الإقليمية استراتيجية واحدة، أنه لا بد من تكريس نتائج معركة حلب في اتفاق سياسي يثبّت أقدام النظام عبر إحداث انشقاق دائم في صفوف المعارضة، بما يحول دون أي إجماع مستقبلي على المطالبة برحيله. ولذلك دعت إلى مؤتمر في آستانة لإعلان وقف شامل لإطلاق النار والبدء في مفاوضات بين أطراف في المعارضة وممثلي النظام برعايتها.

وفي الوقت ذاته، تحرص موسكو على إبقاء خياراتها مفتوحة في حال فشل المؤتمر، فتؤكد أن وقف إطلاق النار يستثني التنظيمات الإرهابية، وهذا تعبير فضفاض يمكن توسيعه بسرعة ليشمل الفصائل التي ترفض الانضواء في الخطة الروسية ولا ترى لنظام الأسد أي دور في مستقبل سورية.

اأما إيران، وبحكم كونها دولة في حال توسع دائم، فتتعامل مع الملف السوري وفق مبدأ «القضم المتدرج»، وهو اسلوب طبقته بنجاح في دول اخرى، ويقوم على مفهوم نقل «خطوط الدفاع» عن «ثورتها» إلى منطقة أبعد في كل مرة. وهي لا تنظر إلى سورية ضمن حدودها، بل تفترض أن الحدود لم تعد قائمة بين العراق وسورية ولبنان، وتعتبر أن في هذه الدول الثلاث مجتمعة «غالبية شيعية» يحق لها أن تحكمها تحت رعايتها.

وتؤكد طهران أن المسعى السياسي الروسي يفترض أن لا يحول دون استمرار المعركة ضد «المتطرفين»، وهم في نظرها المعارضة السورية بكل تنويعاتها، وتحتفظ لنفسها، في إطار مشاركتها في اجتماع آستانة، بهامش من المناورة حول التفاصيل والمراحل. وسبق أن أجرت اختباراً لمدى قدرتها على تعطيل القرار الروسي عندما أوقفت تطبيق اتفاق أبرمته موسكو مع أنقرة لإجلاء المقاتلين والمدنيين من شرق حلب وربطته بإجلاء مدنيين من بلدتين شيعيتين في منطقة إدلب.

أما تركيا، فدروها استلحاقي، بعدما أدرك أردوغان انه لم يعد للأميركيين أي دور مقرر في الأزمة السورية، ولهذا قدم «عربوناً» إيجابياً في معركة حلب، وتبنى وجهة نظر موسكو وطهران في نزع الأولوية عن هدف إزاحة النظام.

ومشاركة إيران مرحلياً في الخطة الروسية، لا ينفي احتمال الانقلاب عليها إذا هددت خطتها البعيدة الأمد بتحويل سورية «منصة» للوصول إلى مناطق أخرى، أو عندما يصبح في إمكانها الاستغناء عن الدعم الروسي.

ولأن طهران تدير ميليشيات شتى على الأرض السورية وترتبط بنظام الأسد بعلاقات تمويل وتسليح، فهي تتحكم إلى حد كبير بالقرار العسكري، بينما يقتصر الوجود الروسي على قاعدتين بحرية وجوية وعدد محدود من أفراد القوات الخاصة. وهي ليست قلقة من أن يؤدي التقارب المحتمل بين موسكو والإدارة الأميركية الجديدة إلى تقليص نفوذها في سورية، فباستطاعتها أن تلجأ إذا دعت الحاجة إلى استهداف أمن القوات الروسية في سورية وأمن القوات الأميركية في العراق، مثلما فعلت سابقاً بالتعاون مع الأسد نفسه.

حسان حيدر – الحياة[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫9 تعليقات

  1. قبل الحرب العالمية الثانية تمدد النازيون على طريقة القضم التي تحدثت عنها وحاول الطليان التمادي على نفس الطريقة وكذلك العسكريرتاريا اليابانية ونجحوا الى حين الا ان اصبح من المستحيل السكوت عنهم واضطر الحلفاء الى اعلان الحرب
    واعتقد انك تعرف نتائج الحرب العالمية الثانية حيث استسلمت هذه الدول دون قيد او شرط ولكن للاسف بعد تدمير معظم البلدان المشاركة في الحرب وخسارة اكثر من سبعين مليونا من الارواح البشرية حسب احصاءات جديدة ولن تكون نهاية ايران افضل حالا (رغم السكوت المطبق عنها حاليا) مالم تقف عند حدها وعدوانيتها

  2. تصدير الثورة… مابقي تصدير .. صار فتح فرع.. نص سوريا فاضي واستبدال السكان بعرافية وايرانية.وحتى افغان حيصير كابشع تغيير ديموغرافي بالتاريخ… 9 مليون سوري برا سوريا وبيوتهن غبرة عالارض وبشار انعملو اعادة تدوير..حسرة عليكي يا بلد!!

    1. اقسم بالله العلي العظيم سوف نبدأ بنشر دوله الولي الفقيه في سوريا وًنعملها دوله مواليه لإيران الخميني.

    2. اقسم بالخميني ولاه.. اترك الله.. نجس متلك حرام يلفظ لفظ الجلالة.. هادا اولا.. تانيا قيم واعمل شو ما بدك.. الدولة الفاطمية حكمت 200 سنة بمصر.. والقرامطة متلهن.. وينهن هلا!؟ بمزبلة التاريخ.. مر عالتاريخ كتير فترات انحطاط للمنطقة خلت زبالة متلك ومتل معلمك يحكموها.. بس كلو راح ورجعت الامة نهصت.. هلا وقت انحطاط.. بس بعدو رجعة.. وحياتك احفادنا ليعطوا احفادك اجار الرجعة على ايران من جيبتهن.. وبجوز ولادنا مو احفادنا.. مين بيعرف… اساسا الخميني تبعك انجس بكتير من الفاطميين .. على الاقل الفاطميين عملوا الازهر وكان فيهن مناح.. انتو الخرامئي وش السحارة.عنكن… اخيرا بدي ياك تجهز حالك انك تصير بغل.. اتدرب من هلا عالحمل التقيل والضرب واكل التبن.. لانو بس تجيب ايران يا حيوان رح يبدا التمييز العنصري على اساس عربي وفارسي ورح تصير مواطن درجة رابعة او خامسة بعد الفارسي والمسيحي والتركماني والشركسي بما انك عربي… انا باعرف انك بتاكل تبن هلا.. بس بدياك تزود الجرعة لانو الشغل حيتقل عليك.. ولازم تكون قوي..

    3. انتظر عاشوراء القادمه في حلب

  3. دوله ولي الفقيه انتصرت في البحرين و العراق و اليمن و سوريا و قريبا سوف نراكم في شرق السعوديه و الكويت

  4. اقولها قوله حق السنه ليس لديهم قياده موحده فهم مجموعات مثل الوهابيين و الاخوان ووووووو الخ.لا يعرفون معنى القياده لهذا السبب أمريكيا و اسرائيل و الغرب يلعبون بهم شمال و يمين.اما الشيعه (نحن)فلنا قياده موحده ماذا تريد نفعل

  5. من المعلوم أن مدينة حلب لم يدخلها الصليبيون و استعصت عليهم 200 عام ، لكن حلب اجتاحها التتار في 25 كانون ثاني يناير عام 1260 بعد أن حاصروها 4 شهور و كان في مساعدتهم شيعة السلمية “منطقة حماة” و النصيريون و من تخاذل من القادة في حلب و المناطق القريبة منها.
    لقد تكرر المشهد في كانون أول عام 2016 “و لاحظ أن السنة القديمة بها نفس أرقام السنة الحالية مع إعادة ترتيب” لكن احتاج تتار هذا العصر 4 سنوات لحصار حلب و لم يكن بمقدورهم فعل شيء ملموس لولا قوة الروس الجوية.
    مكث التتار القدامى في حلب 8 شهور فقط حيث حلت بهم و “بالقوات الرديفة لهم” الهزيمة المريرة في أيلول سبتمبر عام 1260 و عادت حلب لأهلها مرة أخرى و عمروها و صارت أجمل مما كانت.
    كم سيمكث المحتلون الروس و المجوس في حلب الآن؟ لا أعلم الغيب و لكن أتوقع أن لا يطول بإذن الله العزيز الحكيم.