بحث جديد للتوصل إلى لقاح عالمي للإنفلونزا قد يحمينا من جميع سلالات الفيروس

لا يجب التسرع في اعتبار الانفلونزا أمراً يمكن إيقافه بمجرد النوم، بل هو في الواقع أحد أكثر الأمراض الفيروسية المُعدية التي يمكن أن تؤدي إلى دخول المستشفى، بل حتى الموت.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعتبر مرض الانفلونزا مسؤولاً عمّا يقدر بنحو 250 ألفاً إلى 500 ألف حالة وفاة حول العالم سنوياً ، وعندما يأتي موسم الانفلونزا، فهذا يعني أن الفيروس (بمختلف سلالاته) ينتقل حولنا بمستويات أعلى بكثير.

ويعدّ الحصول على حقنة الانفلونزا بشكل سنوي هو الطريقة الأفضل للحماية من الفيروس، وتقليل احتمال الإصابة به ونقله إلى الآخرين ، ولكن الأمر المعقد هو اختلاف مواسم الانفلونزا، لأن الفيروس يمكن أن يتغير من سنة لأخرى. كما يمكن للفيروس أن يؤثر في الأشخاص بشكل مختلف، وتعتمد فعالية اللقاح إلى حد كبير على عمر الشخص وصحته العامة وعلى مدى تشابه فيروسات اللقاح الموسمي مع الفيروسات المنتشرة.

وبالتالي فإن ما نحتاجه هو ليس مجرد طريقة لضمان حصول عدد أكبر من الأشخاص على لقاح الانفلونزا لمنعه من الانتشار، بل لقاح أكثر فعالية ويُعطى لمرة واحدة بحيث يستطيع إبطال مفعول المزيد من أنواع الفيروس، وهذا هو بالضبط ما يعمل عليه باحثون من جامعة ماكماستر بالإضافة إلى اثنتين من الجامعات الأمريكية الأخرى.

ووفقاً لأحدث النتائج، فقد اكتشف فريق البحث فئة من الأجسام المضادة التي من شأنها “تدريب” الجهاز المناعي على التعرّف على أحد أجزاء الفيروس الذي لا يخضع للتغيرات الموسمية. وتقربنا هذه النتائج من التوصل إلى لقاح عالمي يمكن إعطاؤه لمرة واحدة فقط، ويمكنه أن يوفر الحماية تجاه جميع السلالات المحتملة للانفلونزا.

وبحسب ما ذكرت شبكة مرصد المستقبل ، يقول ماثيو ميلر، وهو أبرز مشرفي الدراسة: “أظهرت النتائج التي توصلنا إليها بأن مجرد وجود الأجسام المضادة ليس كافياً. بل يجب امتلاك أجسام مضادة ترتبط بأماكن محددة على الفيروس. وبما أننا نعرف حالياً تلك الأماكن التي يجب على الأجسام المضادة الارتباط بها، فيمكننا تعديل اللقاحات بحيث نتمكّن من توليد هذه الأجسام المضادة بأعداد أكبر.”

ويرى ميلر أن اللقاح العالمي للانفلونزا يمكن أن يصبح حقيقة خلال السنوات الخمسة المقبلة. وفي حال ثبت نجاح الدراسة، فيمكن عندها إضافة الانفلونزا إلى قائمة الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات والتي تم القضاء عليها بنجاح في المنطقة. ويذكر أنه تم في الآونة الأخيرة القضاء على الحصبة رسمياً في الولايات المتحدة، بينما تم القضاء على الحصبة الألمانية في العام الماضي.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها