عقار ألماني واعد ضد سرطان الخصية
يتراوح انتشار سرطان الخصيتين في أوربا بين8 و10%، لكن هذه النسبة تزيد قليلاً عن 10% في ألمانيا، هذا يعني انها من أعلى المعدلات في القارة. وعموماً يصاب رجل واحد من كل 100 ألف بهذا السرطان الخبيث، إلا ان علاجه غير معقد، لكن بعض أنواع تعتبر من أشرس الأمراض السرطانية وأكثرها مقاومة للعقاقير الحديثة.
ويقول العلماء الألمان من جامعة بون انهم جربوا بنجاح عقاراً جديداً اسمه JQ1 سيحدث ثورة في معالجة هذا النوع من السرطان. ويفترض ان العقار الجديد ينجح بالذات مع أنواع سرطان الخصية التي لاتستجيب لأنواع العلاج الأخرى ، وكتب العلماء في مجلة “الطب الخلوي والجزيئي” ان عقار JQ1 كان مقدراً له الاستخدام في الطب كعقار لمنع الحمل من قبل الرجال (حبوب منع الحمل للرجال)، لأنه يوقف نضوج المني إلى درجة القدرة على الاخصاب، لكنه اثبت قدرة على مقارعة أشرس أنواع سرطان الخصية.
ونجح العقار في التجارب على الفئران في وقف تقدم سرطان الخصية وقتل الخلايا السرطانية بشكل أدى إلى تقليص حجم الأورام بشكل حاسم ، و شارك في الدراسة، إلى جانب قسم الباثولوجي في جامعة بون، علماء من جامعة سانت غالين السويسرية وعلماء من جامعة هارفارد الأميركية.
دفع الخلايا السرطانية للانتحار
وكتب البروفيسور هوبرت شورله، رئيس قسم الباثولوجي في جامعة بون، ان عقار JQ1 “يقرأ” التغيرات التي تطرأ على الحمض النووي في الخلايا ويقرر أي الخلايا يمكن قتلها وأيها يمكن تركها(السليمة). وشرح ذلك على ان الحمض النووي مثل شريط اشارت مورس يقرر بناء الخلية الجزيئي، وتنتشر على الشريط، بمسافات منتظمة، ما يسمى الـ”هيستون”. وهكذا يشكل الحمض النووي والهستون سلسلة من”اللآليء”، بحسي وصفه، ويحمل كل هستون مجموعات جزيئية تتبادل بانتظام بين مجموعات مثيلية Methyl أو اسيتيلة Acetyle.
ووفق ما اوردت صحيفة إيلاف ، يتقرر على أساس هذه المجموعات، الواقعة على الهستون، ما إذا كان من الممكن قراءة “شريط المورس” المذكور أعلاه أم لا. ويعمل عقار JQ1 على وقف عمل البروتين الذي يجعل شريط المورس مقروءاً في الخلايا السرطانية. وثبت في الخلايا السرطانية ان هذا العقار يميز الخلايا السرطانية بسبب اضطراب الحمض النووي فيها، وانه يدفعها للانتحار.
اضعاف مقاومة الخلايا السرطانية للعقاقير
وذكرت الباحثة سينا جوستيس، التي شاركت في الدراسة، ان عقار JQ1 قلل حجم الأورام السرطانية في الفئران، ولم يسفر استخدامه عن ظهور أعراض او مضافات خطيرة. وما هو أكثر من هذا، هو ان العقار جعل الخلايا السرطانية في الخصية أقل مقاومة للعقاقير الأخرى المستخدمة في العلاج. وكمثل فقد استخدم علماء جامعة بون عقار”روميدبسين” في قتل الخلايا السرطانية، وكان هذا العقار قليل الفعالية ضد السرطان في الفئران قبل معالجتها بـ JQ1. وسبق لقسم الباثولوجي في جامعة بون أن نال إجازة استخدام روميدبسين في معالة بعض أنواع الأمراض السرطانية.
وعلى أية حال، بحسب تصريح جوستيس، فانهم ما زالوا على مسافة من تجربة العقار على البشر، إلا انهم متفائلون بالنتائج.
علاج مزدوج
المشجع في نتائج تجربة JQ1 على الفئران هو انه يتيح العلاج المزدوج في حالة سرطان الخصية. وتوصل العلماء في التجارب المختبرية إلى نتائج أفضل في قتل الخلايا السرطانية، وتقليص حج الورم، من خلال العلاج المزدوج بـ JQ1 وروميدبسين.
وأكد الباحث دانييل نيترسهايم انه ثبت لديهم ان الفئران تحملت العلاج المزدوج بالعقارين أكثر من العلاج بعقار واحد منهما، كما انه جعل تحملهم افضل للعلاج بالكيمياوي وقلل أعراض العلاج الأخير الجانبية.
ومعروف ان مشكلة سرطان الخصية تتعلق باصابته الرجال من سن تتراوح بين20 و40 سنة، بيما نرى ان خطر الاصابة بالأمراض السرطانية الأخرى يرتفع مع تقدم السن. ويعتبر سرطان الخصية من أنواع الأمراض السرطانية النادرة (يشكل2% فقط من مجموع الأمراض السرطانية)، إلا أنه يعتبر من أكثر أمراض السرطان عند الرجال الشباب شيوعاً.
يصاب به في ألمانيا نحو4000 شاب سنوياً ويقود إلى وفاة 150 منهم. وتعتبر الخصية الصاعدة(لم تنزل في كيس الصفن) من أهم المؤشرات عل خطر الاصابة بالمرض، وهناك دراسات تربط بين هذا السرطان وبين طول الرجل، لأن نسبته ترتفع كلما زاد طول الرجل عن 190 سم.[ads3]