” لا تسألني كيف ننجو .. إنها معجزة ” .. قصة طبيب أسنان غير متخرج و طبيب بيطري يقدمان العون للمنكوبين في مضايا بمساعدة ” واتساب ” ( فيديو )

قدم طبيبان سوريان خدماتهما لـ 40 ألف شخص، في مدينة مضايا المحاصرة من قبل النظام وحزب الله منذ سنوات، وسط ظروف مأساوية وإمكانيات شبه معدومة.

وأجرت هيئة الإذاعة الهولندية لقاء مع الطبيب محمد درويش، وهو طبيب أسنان غير متخرج، يعمل في المشفى الصغير في مضايا، مع طبيب بيطري، ويحصل الاثنان على المساعدة من قبل أطباء في الولايات المتحدة (سوريون وأمريكيون) عن طريق برنامج “واتساب”.

يقول محمد، إن مضايا كان فيها العديد من الأطباء “قاموا بتعليمنا المهارات الأساسية للتعامل مع الأمراض ومعالجتها، ثم رحلوا، وآخر من رحل ممرضة كانت قد تدربت على التخدير، والآن نحن بمفردنا”.

وبدلاً من الأطباء، تم استقدام 12 ألف لغم أرضي و65 نقطة حراسة وحاجز وقناصين إلى مضايا التي يحاصرها النظام وحزب الله، “هل يمكن تخيل ما يستطيع طبيب أسنان فعله لآلاف الأشخاص في ظل هذه الظروف”، تقول الهيئة.

وتضيف، بحسب ما ترجم عكس السير، أن “محمد لم يكن بمفرده تماماً، إذ يرسل عن طريق برنامج واتساب صور الجرحى والمصابين لأطباء في الولايات المتحدة، ليشرحوا له بدورهم كيفية التعامل مع الإصابات والعمليات”.

وقال محمد إنه “بالطبع لم أدرس لمثل هذه العمليات ولكن يجب علي التعلم .. لا خيار آخر لدي”، ولا يعالج محمد إصابات إطلاق النار فقط، بل سوء التغذية أيضاً، حيث أن الكثيرين من المدنيين يعانون جراء الحصار واقتصار التغذية على “الحشائش” أحياناً.

وإن كانت العملية أو العلاج صعب المنال، فلا يجد محمد وزميله سوى الصلاة للمريض لأجل الشفاء، ولأن “لا انترنت” في غرفة العمليات، يضطر محمد للخروج منها لإرسال الصور والتطورات للأطباء في الولايات المتحدة.

ويضيف : “يجب أن أقوم بعمليات قيصرية لأن النسوة الحوامل أضعف من أن يتمكن من الولادة بشكل طبيعي، وكثيرات منهن يفقدن أجنتهن بسبب العملية، أو سوء التغذية، كما أننا نقوم بعمليات بتر دون تخدير أو مواد تعقيم للأدوات”.

تقول الطبيبة “لينا مراد”، وهي طبيبة في واشنطن، تساعد محمد، إن هذا الوضع مستمر على مدار الساعة، “عندما أستيقظ أجد 4 أو 5 صور وصلتني عبر واتساب”.

وتتمحور أسئلة الطبيبين عن الأشياء التي باستطاعتهم استعمالها في العلاج والعمليات، في ظل الحصار، تقول الطبيبة : “أحياناً كنا نفكر كيف كان الأطباء يعملون في الثمانينيات عندما لم يكن هنالك أدوات طبية حديثة”.

العام الماضي، أنشأ طبيب ينحدر من مضايا مجموعة على “واتساب” تحتوي على 24 طبيباً باختصاصات مختلفة ويتكلمون اللغة العربية، لمساعدة الطبيبين في مضايا.

يقول محمد : “لم يرد مدير المجموعة المزيد من الأطباء فيها كي لا تصبح مزدحمة، كما أن الرسائل مشفرة لأن غالبية الأطباء المتواجدين فيها يفضلون البقاء مجهولين”.

وتقول الهيئة، بحسب ما ترجم عكس السير، إن تقديم العون للمدنيين في مناطق الثوار مكلف جداً، إذ أن النظام يعتبر من يفعل ذلك (سواء كان مدنياً أو طبيباً)، إرهابياً.

ويأمل محمد أن يفضي وقف إطلاق النار لحل ينهي مأساة مضايا بأسرع وقت، علماً أن المشفى الصغير الذي يعمل فيه تم تدميره جراء قصف للنظام، قبل أسابيع، ويقوم الآن بتقديم خدماته لمحتاجيها في مبنى آخر.

وختم محمد بالقول : “لا تسألني كيف ننجو .. إنها معجزة في الواقع”.

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها