رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا : مسلمو أوروبا تضرروا كثيراً بسبب الهجمات الإرهابية .. النساء المحجبات تعرضن للبصق و الإهانة و المضايقة
أجرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية لقاء مع رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، أيمن مزيك، وقام عكس السير بترجمته.
نص الحوار :
الصحيفة: السيد مزيك، بدأ العام الجديد قبل أيام وبدأ معه أول نقاش كبير .. تعين على الشرطة في مدينة كولونيا تبرير ما فعلته من إجراءات أمنية مع مجموعات من شمال أفريقيا ليلة رأس السنة في كولونيا وتم اتهامها بالتمييز العنصري، هل هذا الاتهام صحيح؟
أيمن مزيك: نقاشات الاستياء هذه هي غير مناسبة الآن، أنا سعيد جداً والحمد لله أننا تمكنا من الاحتفال بليلة رأس السنة في كولونيا وأماكن أخرى في ألمانيا من دون أي مشاكل وهذا لأن قوات الشرطة والإغاثة قاموا بعمل عظيم.
الصحيفة: منظمة العفو الدولية تحدثت عن خرق القانون الأساسي أثناء الإجراءات الأمنية للشرطة في ليلة رأس السنة ودعت إلى إجراء تحقيق مستقل، ما رأيك؟
أيمن مزيك: الشرطة لديها مصلحة لأداء عملها دون أي عنصرية، في الحقيقة إن أحداث ليلة رأس السنة في العام الماضي تبرر ما قامت به الشرطة وإن اتهامهم بالإفراط في الإجراءات الأمنية غير صحيح ولا أرى أي تمييز عنصري مقصود، ولكن ربما كانت هناك حالات فردية مختلفة، لقد تعين على الشرطة أن تتعامل بسرعة إزاء التصرفات الواضحة للعيان من قبل عصابات الشبان الذين ينحدر معظمهم من شمال أفريقيا وهو الأمر ذاته عندما تتصرف الشرطة مع مثيري الشغب في ملعب لكرة القدم، لقد كان إجراء لمنع تكرار ما حدث في العام الماضي وبالتالي كان مناسباً.
الصحيفة: لقد أثار مصطلح “نافريس” (Nafris) الذي استخدمته الشرطة للإشارة لأصحاب السوابق المنحدرين من شمال أفريقيا جدلاً واسعا في ألمانيا، هل يجب منع استخدام هذا المصطلح ؟
أيمن مزيك: هذا المصطلح يربط بين الشبان المنحدرين من شمال أفريقيا والجريمة، هذا السياق المباشر يدخل ضمن نطاق العنصرية، من المهم أن تنأى شرطة كولونيا عن هذا المصطلح، يجب على المرء أن يسمي الأشياء بأسمائها ولا يجب وصف كل الشبان المنحدرين من شمال أفريقيا على أنهم جميعهم مجرمون، إن القانون يمنعنا من التمييز على أساس لون البشرة وعندما نقوم بهذا التمييز، نكون قد انتهكنا حقوق الإنسان الأساسية.
الصحيفة: ما هي الحدود بالنسبة لك بين الواقعية والعنصرية؟
أيمن مزيك: كل مهمة تقوم بها الشرطة يجب أن تأخذ في عين الاعتبار على أنها وسيلة لدرء التهديدات التي يتعرض لها المواطنون في نهاية المطاف، من المهم تجنب مصطلحات مثل “نافريس” (Nafris) لأنها مصطلحات عنصرية وتدل على التعميم.
الصحيفة: هل لديك دليل على وجود عنصرية كامنة لدى الشرطة؟
أيمن مزيك: يوجد في كل سلطة ومؤسسة نسبة معينة من الناس الذين لديهم ميل إلى التحيز والعنصرية، ولكن الحديث عن العنصرية المؤسساتية سيكون خطأ، وفي الوقت ذاته علينا عدم تجاهل مشكلة العنصرية، السؤال هنا كيف يتصرف المجتمع لحل هذه المشكلة، هل عليه التعامل معها عبر التقليل من شأن العنصرية أو عبر مكافحتها بشكل بنائي ومكثف؟ نحن بحاجة إلى هذا النقاش ولكن رجاء من دون التطرق إلى أحداث مدينة كولونيا.
الصحيفة: لقد انتقدت الأجهزة الأمنية بعد الهجوم الإرهابي في برلين ولقد قلت إن الراديكاليين الذين يجندون الغير للعمل مع تنظيم داعش الإرهابي لا يجب مراقبتهم وحسب بل يجب زجهم في السجن أيضاً، هل تشعر بالإحباط؟
أيمن مزيك: لم أستطع أن أخفي عدم فهمي لما حدث في برلين، إن أنيس العامري كان معروفاً لدى الأجهزة الأمنية، إن جمع المعلومات عن المتطرفين يجب أن لا يحتل المرتبة الأولى لدى الأجهزة الأمنية بل عليها أن تجعل الأمن أولويتها الأساسية، هذا يعني يجب أن لا تتم فقط مراقبة الناس الذين يجندون الغير لصالح تنظيم داعش الإرهابي بل يجب القبض عليهم فوراً.
الصحيفة: كيف تستشعر المزاج الشعبي العام بعد الأحداث الإرهابية؟ هل تخشى أن تتم معاقبة المسلمين لأخطاء ارتكبها آخرون من نفس الطائفة؟
أيمن مزيك: نعم كثير من المسلمين تضرروا بعد الهجمات الإرهابية، لقد تعرضت النساء المحجبات للبصق والإهانة والمضايقة، وكانت هذه العداوة واضحة بعد هجمات فرنسا وأصبحت متزايدة، العديد من المتطرفين اليمينيين والشعبويين يحاولون التقدم للأمام على حساب تماسك مجتمعنا، ولكن ليس هناك بديل سوى الوقوف مع بعضنا البعض خصوصاً في هذا الوضع ويجب علينا أن لا نتفرق.
الصحيفة: كيف يستجيب المجتمع إلى العنصرية اليومية المتزايدة و الخوف والغضب وعدم الشعور بالأمان؟
هناك جزء صغير من المجتمع قد يذهب في الواقع نحو الانغلاق، أما الجزء الآخر فيقوم بالعكس ويفتح ذراعيه، رأينا بعد الهجوم في برلين كيف وقفنا مع أصدقائنا المسيحيين وقفات احتجاجية و قمنا بردود أفعال تضامنية تعبر عن مجتمعنا المتماسك.[ads3]