عائلة سورية تروي قصة مساعدة عائلة ألمانية لها و تحولهما لـ ” عائلة واحدة “
بهدوء وتركيز يجلس اللاجئ السوري أسامة بيطار (49 عاماً) بالقرب من آلته الخياطة، بعد عام ونصف العام من وصوله مع عائلته إلى ألمانيا.
أسامة الذي خرج من دمشق، وسلك طريق الموت عبر البحر وصولاً إلى ألمانيا، ثم لحقت به عائلته، مكث كغيره من اللاجئين في مأوى بمدينة “مارلن”، وحصل على غرفة صغيرة له ولزوجته هناو وابنته ولاء.
ويعتبر أسامة نفسه محظوظاً، حيث أنه التقى بديتر زامنفينك (59 عاماً) الذي قام بتأجيره الطابق العلوي من منزله الذي كانت تسكنه ابنته.
ديتر وزوجته أولريكه زامنفينك ما زالا يذكران اللحظة الأولى التي التقوا فيها أسامة وعائلته، وقالت أولريكه لصحيفة “ناخريشتن دير أورتناو”، بحسب ما ترجم عكس السير : ” أعرف أنا ما فعلناه هو الصحيح”.
قبل الانتقال كان يجب تغيير بعض الأشياء في السكن حيث يجب بناء حمام ومدخل خاصين، وكان أسامة حاضراً دائماً منذ الساعة الثامنة صباحاً كل يوم للمساعدة في البناء، بحسب أولريكه.
تقول العائلتان إنهما انسجمتا معاً وأصبحتا عائلة كبيرة.
وعلى الطريق الأمثل للاندماج، تذهب ابنة أسامة إلى المدرسة المهنية في كييل بولاية بادن فورتنبيرغ، فيما تشارك زوجته في دورة اللغة، ويعمل هو لمدة 24 ساعة شهرياً في إحدى ورش الحياكة بـ “أوفنبورغ”.
وبالرغم من كون ما يتقاضاه أسامة لا يكاد يكفي سوى لأجرة المواصلات، إلا أنه عبر عن ساعدته لكونه قادراً على العمل، مشيراً إلى أنه سيفتتح عمله الخاص بعد أن يتقن اللغة.
ومن خلال مساعدة بعض المتطوعين حصل أسامة على “ماكينة خياطة” خاصة، علماً أن أسامة لم يذهب إلى المدرسة في حياته سوى لمدة 3 سنوات، حيث كانت مجبراً على العمل لتأمين احتياجات عائلته الكبيرة (10 أشقاء وشقيقات)، إذ بدأ بالعمل كمستخدم في المعامل الكبيرة، ثم افتتح “ورشة خياطة” خاصة.
يقول ديتر (صاحب المنزل)، إن أي مكان في العالم يوجد فيه أناس جيدون وآخرون سيئون.[ads3]