متزوجة من سوري و عاشت في دمشق 7 سنوات .. لقاء مع صحافية ألمانية و حديث عن الفروقات بين السوريين و الألمان

“نحن نضخم تأثير الإسلام”، هكذا قالت الخبيرة بالشأن السوري والصحافية الألمانية “كريستين هيلبرغ”.

عاشت كريستين خريجة العلوم السياسية من برشلونة، 7 سنوات في دمشق (2001-8)، وهي متزوجة من سوري، وأصدرت كتاباً عام 2016 بعنوان “وجهات نظر ناشئة للسوريين عندنا من المخاوف وسوء الفهم واختلاف البلدان”.

أجرت صحيفة “دير نويه تاغ” لقاء مع الصحافية، وترجم عكس السير ما جاء فيه.

سيدة هيلبرغ، ما هي التصورات الموجودة لدى السوريين حول ألمانيا والتي قابلتيها أثناء إقامتك في سوريا

هيلبرغ : ألمانيا لديها سمعة جيدة في الشرق الأوسط. لم نكن هناك كقوة مستعمرة، بل معروفون بالغسالات القوية وكرة القدم، الألمان يعتبروا منظمين ونشيطين وفعالين ومخلصين ومتواضعين، الناس الذين يهربون من سوريا، الذين أجبروا على ترك وطنهم، يكونون سعداء بالتأكيد عندما يصلون إلى ألمانيا، عدا عن ذلك، هل هم مستعدون للذي ينتظرهم في ألمانيا من الإقامة في ملاجئ الطوارئ وتحمل البيروقراطية إلى الحياة اليومية هنا ؟
بالطبع الجواب سيكون لا، نحن كألمان نتعجب في بعض الأحيان، بعض المتطوعين يتوجب أن يقرؤوا الرسائل من الجوب سنتر أو قرارات المديريات مرتين أو أكثر لفهمها أو لترجمتها للغة ألمانية مفهومة أكثر، إضافة إلى أنه بعد سنوات من الحرب واللجوء والهرب يصعب على السوريين تنظيم أو بناء حياة مستقرة لهم، هم يحسون بأنهم وحيدون وقلقون حيال أقاربهم في سوريا، متأذين ومتضررين من الحرب، بالرغم من كل ذلك يجب عليهم الوصول إلى كورس اللغة بالوقت المحدد وترجمة الأوراق وتلقيح الأطفال مثلاً.

أنتي تصفين في كتابك الحياة في سوريا كالرحمة والعطف بين الشعب السوري و “المجتمع الترحيبي” المنفتح أمام الأجانب، الإنسانية المفعمة، إلى أي بعد يفكر السوري بذلك هنا في ألمانيا ؟

هيلبرغ : الحياة هنا تشعر السوريين بالوحدة، كل شخص يهمتم بنفسه فقط، في الشارع لا يكاد الأشخاص يتكلمون، في سوريا الحياة كشبكة كبيرة، العائلة والمجتمع يتحكمون في تصرفات الأشخاص بشكل كبير، في كل شيء يفعله أي سوري فإنه يفكر قبل ذلك بردة فعل الأهل أو الأصدقاء، من خلال ذلك ينشأ ضغط كبير يصل مداه إلى ألمانيا، نمط حياتنا الليبرالي قد يؤدي إلى سوء تفاهم، هنا كل شي يظهر و كأنه حر، لكن هنا أيضاً توجد قواعد وضوابط.

هل يقف “الخوف من الغرباء” كعائق في طريق اندماج السوريين ؟ كيف يمكن التخلص من ذلك الخوف ؟

هيلبرغ : أن يتولد شعور بالخوف هو أمر طبيعي ويمكن أن ينقذ الحياة هنا، لكن أن يتحكم الخوف مجرداً بتصرفاتنا وتفكيرنا فهذا شيء غير مقبول، بعض السياسين يستغلون ويأججون المخاوف لمصالح شخصية، إزالة المخاوف تكون باستخراج الأمور التي تسبب القلق في الشارع و حلها بطرق سياسية واقتصادية.

مشاعر الخوف المتبقية يتم حلها بأفضل شكل عن طريق التواصل المباشر مع الغرباء كالسوريين أو النساء اللواتي يرتدين الحجاب، هكذا يتبين للمرء بأن ما يعرف بالغرباء ليسو بغربين على الإطلاق بل إنهم يتشاركون معنا بكثير من الأشياء بشكل أكثر مما نتصور.

أنت بحسب النظر إلى الشرق الأوسط والمسلمين تؤيدين “إزالة النظارة الدينية” أو بالأحرى بعدم تضخيم دور الدين.

هيلبرغ : في تعاملنا مع المسلمين نكون عجيبين و لا نميز بتاتاً ما يفعل المسلمون .. الإسلام مسؤول عن كل شيء، عندما يقوم شخص مخمور من شمال أفريقيا بالتحرش بالنساء أو تقوم بعض العائلات في أحياء برلين بنشر الرعب فيها أو يقوم الحكام المستبدون العرب بالضغط على شعوبهم.

في مناطق أخرى في العالم لا نحرك ساكناً، بالنسبة لنا ليست الكاثوليكية مسؤولة عن العنف ضد المرأة وحروب المخدرات في أمريكا اللاتينية وليست البوذية مسؤولة عن الاضطهاد والنهب والاستعباد الجنسي في آسيا.

نحن نضخم تأثير الإسلام، كالكاثوليك أو البروتستاتيين أو الملحدين يفعل المسلمون أشياء لأنهم فقراء أو أغنياء، مثقفون أو غير مثقفين، عاقلون أو مجانين، لكن بأي من الأحوال ليس لأنهم مسلمون، وإلا فسيتوجب علينا أن نعتبر كل غلماني أنه إنجيلي و كل لص بنك بافاري على أنه مجرم كاثوليكي، لذلك يتوجب علينا أن نتعامل مع المسلمين بصفاتهم الشخصية و عدم تقليصهم فقط بالدين.

أنت وصفتي رأس هرم السلطة في سوريا بأنه مجرم حرب قصف شعبه بالقنابل .. أي مستقبل ترينه لسوريا ؟

هيلبرغ : هذا ليس مجرد رأي .. بشار الأسد ارتكب بالفعل جرائم حرب وذلك مدعم بكل الأدلة المطلوبة، الذي يحصل في سوريا هو من أفظع المجازر وأكثرها توثيقاً على مر التاريخ، وذلك بفضل الإعلام الذي يشعرنا بأننا في قلب الحرب تقريباً، الصراع سينتهي يوماً ما على طاولة المفاوضات لكن إلى الآن تنقص المقومات الأساسية لذلك، النظام يفعل ما يريد، لديه كل شيء يحتاجه لصنع نصر عسكري، بدءاً بدعم الحلفاء وليس انتهاء بمجازر الإبادة الجماعية.

لماذا يتوجب على الأسد التفاوض وتقديم تنازلات سياسية ؟ في المناطق المحتلة سيحكم هدوء أشبه باللذي في المقابر، لكن الموت سيستمر في سجون وأقبية التعذيب، هناك لا نرى أو نسمع كثيراً لذلك نجد الأمر قابلاً للتحمل بالمقارنة مع إلقاء البراميل المتفجرة على الأبنية السكنية، الأسد يخلي الساحة السورية سياسياً، من يتجرأ على التشكيك في جبروته سيلاحق ويعذب ويقتل، في النهاية لن يتبقى سوى الذين يركعون له، النواة في سوريا كانت وما زالت منذ عقد من الزمن وفية له، عملياً، تولد في سوريا الفكر الاستبدادي لأنه لا يوجد أي مكان لأي فكر آخر.

متى ستقومين بزيارة سوريا و زيارة أقاربك هناك ؟

هيلبرغ : لا أعلم، لكن عندما تنتصر الحرية يوماً ما، سأكون هناك بالتأكيد.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

4 Comments

  1. في تقرير لصحيفة شبيغل، عندما كان يريد الجنود الألمان الاستسلام فهم يحولوا الوصول الى مواقع قوات التحالف الغربي بسبب انعدام الرحمة عند الجيش الروسي، من عانى من نجاسة النظام السوري يتفهم لماذا يلجئ السوري لأي كان على ان يسقط في يد هؤلاء الانجاس، عندما كان يقتل النظام السوري و الأردني الفلسطينيين كانوا هم أيضا يهربون الى المواقع الإسرائيلية لان هالكلاب لا يتجرؤا على اللي داعس عراسهون.