المفوض السامي يحذر من ارتفاع متوقع لمعدلات النزوح داخل سوريا

قال المفوض السامي اليوم بأنه، ومع عدم وجود نهاية قريبة للقتال في سوريا، من المرجح أن ترتفع معدلات النزوح في البلاد بشكل أكبر نظراً لأن المزيد من الأشخاص سيجدون أنفسهم عالقين داخل حدود البلاد التي مزقتها الحرب.

وصرّح المفوض السامي في مؤتمر صحفي عقد في العاصمة الأردنية عمان قائلاً بأنه منذ بداية الصراع في عام 2011، نزح أكثر من 6.5 مليون شخص داخل سوريا بينما لجأ حوالي خمسة ملايين شخص إلى الخارج، لا سيما إلى البلدان المجاورة.

وقال غراندي: “إن حدود سوريا مغلقة تقريباً أو يصعب جداً عبورها، وتشعر البلدان المجاورة بأن قدراتها استُنفدت مع استقبال حوالي خمسة ملايين لاجئ سوري. وهذا يعني أن السوريين عالقون داخل سوريا في هذا الوضع المستحيل”.

وأضاف: “هذا يعني أن النزوح داخل سوريا سيزداد أكثر فأكثر. ونحن نقدر بأن يكون 6.57 مليون شخص خارج منازلهم اليوم، وأنا متأكد من هذا العدد سيرتفع إذا لم يتوقف القتال”.

وكان غراندي يتحدث في نهاية زيارته إلى الأردن التي امتدت لثلاثة أيام، حيث بحث مع الملك عبد الله الثاني ووزراء الحكومة مسألة توفير المساعدات الإنسانية لحوالي 80,000 نازح سوري يقيمون في خيم بالقرب من الحدود الشمالية للأردن مع سوريا.

وقال غراندي بأنه يتفهم كلياً المخاوف الأمنية التي حالت دون قيام الأردن باستقبال السكان المتجمعين في المنطقة القريبة من الحدود: المعروفة بـ”الساتر الترابي”، بعد التفجير الذي وقع في المنطقة في يونيو والذي أسفر عن مقتل ستة أفراد أمن أردنيين.

وقال غراندي: “نحن نتفهم بالكامل أنه قد يكون مع بعض هؤلاء الأشخاص ما قد يهدد الأمن، وبالتالي فإن الحكومة مترددة جداً حول ما يجب القيام به. ولكن من الناحية الأخرى، شعرت بالتشجيع لأن جلالته ووزراءه أبدوا قلقهم الشديد إزاء الوضع. ومع ذلك، فنحن نناقش خيارات متعددة لإمكانية الوصول إليهم. وعلينا التحلي بالصبر لأن الوضع معقد جداً، لكنني على ثقه أنه مع تعاون الحكومة والكثير من البلدان الداعمة التابعة للأمم المتحدة، سنتوصل قريباً إلى اتخاذ ترتيب يسمح بتسليم المساعدة للسكان المحتاجين”.

ويوم الإثنين، التقى غراندي بعائلات سورية تعيش في مخيم الأزرق في الصحراء الشمالية الشرقية الأردنية، الذي يستقبل حالياً حوالي 35,000 لاجئ. وكان بينهم أحمد* وهو معماري من ريف حمص فر من منزله مع عائلته في نوفمبر 2015 بعد أن اجتاح مسلحون قريته.

كانوا من بين حوالي 20,000 سوري دخلوا إلى الأردن في وقت سابق من هذا العام بعد قضاء أشهر في خيم عند الساتر الترابي، قبل إغلاق الحدود في أعقاب هجوم يونيو. ووصف أحمد الظروف القاسية التي واجهوها على الحدود، وقال بأنها أدت إلى إصابة زوجته الحامل فاطمة* بمرض خطير فكادت أن تجهض طفلهما.

وقال أحمد: “عندما وصلنا إلى المخيم شعرنا بالأمان والراحة على الفور. أصبح بإمكاننا النوم حالياً دون سماع أصوت الطائرات ودون الخوف من القصف”.

تعيش العائلة حالياً في منطقة آمنة في المخيم يقيم فيها الأشخاص الواصلون من الحدود بينما ينتظرون التصريح الأمني من السلطات الأردنية قبل أن يصبحوا من سكان المخيم العامين.

ومن بين 20,000 شخص وصلوا قبل يونيو، قدمت السلطات التصاريح حتى الآن لحوالي 7,000 شخص ليغادروا إلى منطقة آمنة. وقال غراندي أنه خلال مناقشاته مع الحكومة الأردنية، جرى الاتفاق على تسريع عملية الفحص للسماح للاجئين بالانضمام إلى سكان المخيم بشكل أسرع.

وفي الشهر الماضي، زارت المبعوثة الخاصة للمفوضية أنجلينا جولي بيت مخيم الأزرق للقاء اللاجئين الذين وصلوا مؤخراً من سوريا، ودعت المجتمع الدولي إلى القيام بالمزيد لمساعدة العالقين على الحدود.

وختم غراندي مشدداً على أن مسؤولية إدارة أزمة اللاجئين لا يمكن أن تتحملها الأردن والبلدان المضيفة الأخرى وحدها، وهي رسالة تم التأكيد عليها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال قمة خاصة في نيويورك.

“لا يمكن أن تتحمل بضعة بلدان مسؤولية اللاجئين، لا سيما البلدان التي تقع بجوار الصراعات، كالأردن، بل يجب تقاسم المسؤولية على الصعيد الدولي. يتم بذل الجهود […] ولكن يجب القيام بالمزيد”.(unhcr)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها