تصدع جليدي ضخم يجبر العلماء على إخلاء محطة أبحاث القطب الجنوبي
أُجبر العلماء على إخلاء مركز البحوث Halley VI شرقي القارة القطبية الجنوبية وذلك بعد حدوث صدع كبير في الجليد في مكان قريب.
وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع فقط من بدء المحطة بالانتقال إلى موقع جديد ردا على تهديد آخر، حيث تشكل صدع كبير في المنطقة الجنوبية هدد بقاء مركز الأبحاث في ذلك المكان.
وقال تيم ستوكينغ، مدير العمليات البريطانية لأبحاث القطب الجنوبي (BAS): “إن إجبار العلماء على العودة إلى منازلهم خلال فصل الشتاء يعتبر فعلاً وقائياً وحكيماً نظرا للتغيرات التي شهدها الجيولوجيون في الجرف الجليدي خلال الأشهر الأخيرة”.
وتبين هذه التغيرات مدى صعوبة الحياة وخطورتها في هذه المنطقة الأكثر قساوة في العالم وفق ما ذكرت قناة روسيا اليوم ، ولحسن الحظ، فإن محطة Halley VI تتكون من 8 وحدات منفصلة يمكن تفكيكها وسحبها عبر الأرجل الهيدروليكية المجهزة للتزلج.
وأظهرت الهوة “النائمة” في منطقة الجرف الجليدي Brunt وتسمى “Chasm 1” علامات نشاط في عام 2012، حيث كان الصدع يمتد ويتطور ببطء (حوالي 1.7 كم في السنة)، وهذا يعني أن لدى BAS ما يكفي من الوقت لفصل وحدات Halley VI وسحبها باتجاه الشرق.
وقد بدأت عمليات النقل في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، حيث وصلت إلى مراحلها النهائية حاليا مع وجود وحدة واحدة يجري سحبها إلى موقعها الجديد.
ويذكر أن صدعا جديدا ظهر في المنطقة الشمالية من موقع محطة Halley VI ويطلق عليه اسم “Halloween”، حيث اكتُشف في 31 أكتوبر/تشرين الأول عام 2016، وبلغ طوله حين ذاك نحو 22 كم.
وامتد هذا الصدع بعد نحو شهرين ليصل إلى طول 44 كم، كما قام الباحثون بمراقبة تطوره بواسطة أدوات تحديد المواقع وصور الأقمار الصناعية والرادارات والطائرات دون طيار. وتم إعداد نماذج حاسوبية في محاولة للتكهن بكيفية توسع نطاق الصدع.
يوجد حاليا 88 شخصا على المحطة، ولكن سيُخفض العدد إلى نحو 16 عالما كان من المقرر أن يبقوا حتى انتهاء فصل الشتاء عام 2017. وكانت المحطة تعمل خلال الأشهر الماضية في ظروف البرد القارس (من 20 درجة مئوية تحت الصفر إلى نحو 55 درجة مئوية تحت الصفر) في ظل الظلام الدائم على مدار الـ 24 ساعة.
وسيغادر الباحثون المحطة بحلول شهر مارس/آذار حتى نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وقال ستوكينغ موضحا: “لقد اتخذنا القرار المناسب نظرا لعدم قدرتنا على التنبؤ وتطبيق الإجراءات الضرورية في ظل هذا الشتاء القارس، وكان من الحكمة بمكان إغلاق المحطة وعودة العلماء إلى ديارهم في انتظار الصيف المقبل”.
وقال متحدث باسم BAS: “سوف نقوم بدراسة إمكانية إبقاء معدات المراقبة للعمل ذاتيا وبشكل مستقل خلال فصل الشتاء، مع وجود أجهزة الاستشعار لقياس مدى التصدع وطول الصدع”.[ads3]