دراسة : الناس يتذكرون لغتهم الأم و إن لم ينطقوها أبداً

يتميز الأطفال بتعلمهم اللغة التي يسمعونها. حتى في الأشهر الأولى من حياتهم، يبدأ الرضع بتعلم نطق الكلمات، ويبدو أنها مهارة لا ينسونها أبداً.

وأظهرت دراسة حديثة أن الطفل يحتفظ بمعرفة غير واعية بالكلمات التي سمعها منذ مولده، حتى وإن غادر بلده الأم في سن مبكرة للغاية ولم يتعلم لغتها، بحسب صحيفة Daily Mail البريطانية.

وأجرى د.جيون شوا وزملاؤه من جامعة هانيانج في سيول، اختبارات على بالغين ولدوا في كوريا الجنوبية ثم تبنتهم أسر هولندية ويتحدثون لغتهم. وأعطاهم الباحث مجموعة من الحروف الكورية الساكنة كي ينطقوها، وهي عكس مثيلتها فى الهولندية، وقارنوا بين نطقهم لها وبين مجموعة بالغين لم يتعرضوا للكورية وهم أطفال.

وكان أداء المجموعتين متقارباً قبل تلقيهم أي تدريب، لكن بعد تدريب قصير؛ أولئك الكوريون المُتبنون فاقوا التوقعات مقارنةً بالآخرين.

وأظهرت الدراسة المنشورة، في مجلة Royal Society Open Science للمرة الأولى، قدرة الأفراد الذين تم تبنيهم في سن مبكرة ولم يتعلموا لغتهم الأم على الاحتفاظ، دوماً، بمعرفة أولية بتلك اللغة ، وفقاً لمؤلف الدراسة، فإن الأطفال المُتبنين في أول حياتهم، في مجتمع ذي لغة مختلفة، ينسون لغتهم الأم تماماً لكن يحتفظون، في اللاوعي، بأساسيات لغوية تيسر فيما بعد إعادة تعلمهم للأنماط الصوتية للغتهم الأم.

وقال د.شوا لهيئة الإذاعة البريطانية : “أشار هذا الاكتشاف إلى أن تعلم اللغة النافع يبدأ في الشهور الأولى من عمر الطفل. ويمكن الاحتفاظ به دون تعلم المزيد من اللغة، ويظهر عند محاولة إعادة تعلمها”.

نصف المجموعة المُتبناة كانت في الشهر السابع عشر أو أكبر، في بداية سن تعلم الكلام،عندما تم تبنيهم، بينما كان النصف الآخر تحت ستة أشهر.

لماذا لغة الطفولة مهمة لدماغ الطفل؟

لغة وهمهمات فترة الرضاعة تساعد الأطفال على التعلم، وذلك بضبط إيقاع موجات مخهم مع موجات أمهاتهم، كما أظهرت دراسة صادرة نهاية العام الماضي. من المعروف أن الحديث بصوت هادئ وتنغيم الكلام يساعد الطفل على تعلم اللغة، ولم يتأكد العلماء بعد كيف يؤثر هذا على دماغ الطفل. كما أظهرت الأشعة على مخ الأم والطفل، أن موجات دماغيهما تبدأ بالتوافق مع بعضها حين تبدأ الأم بغناء المقاطع الكلامية للرضيع.

قالت د.فيكتوريا ليونج، الباحثة بجامعة كامبريدج، إن تحدث البالغين للطفل بصوت هادئ ومُنغم -يُعرف بلغة الأطفال- يساعد الطفل على دخول المرحلة التي يكون فيها أكثر استعداداً للتعلم. وأضافت د.ليونج أنه بالتصوير المقطعي لدماغ الأم والطفل في نفس الوقت، تبين أن موجاتهما تتطابق معاً.

لم يكن هناك ما يشير إلى أن الخبرة في التحدث باللغة تصنع فارقاً في قدرتهم على التعلم، يضيف المؤلف “أوضح هذا أن البالغين، المُتبنين في طفولتهم، احتفظوا بمعرفة بالكورية تطورت من قدرتهم على الإدراك إلى التحدث باللغة، وذلك بشكل فطري أكثر من الاعتماد على قدر التجارب”.

يتابع د.شوا “عملية تعلم اللغة تبدأ منذ نعومة الأظفار، واكتساب المعرفة الأساسية بها تنشأ في الشهور الأولى لعمر الطفل. كما أشارت دراستنا. وبناء عليه، حاولوا التحدث إلى أطفالكم الرضع قدر الإمكان، لأنهم سوف يمتصون ويحاكون كل ما تقولونه”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها