لا تعودوا بهم إلى العصر الحجري .. ألمانيا : أطباء يحذرون من ازدياد أعداد الأهالي الذين يحولون أطفالهم إلى ” نباتيين “

طفل في الثانية من عمره يعاني من النحف الشديد وفقر الدم والتقلص في حجم الدماغ، طفلة أخرى (12 عاماً)، تعاني من نقص عناصر غذائية مهمة حيوية، وآخر يعاني من سوء التغذية.

الأطفال الثلاثة لا تربطهم أية علاقة، لكن ما يجمعهم هو أن ما حصل لهم كان نتيجة ” تداعيات التغذية النباتية “.

وفي تقرير مطول لها، قالت صحيفة بيلد الألمانية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الأطباء في ألمانيا يدقون ناقوس الخطر بسبب المشاكل التي يسببها اعتماد الأهالي على التغذية النباتية لأطفالهم في سن مبكرة.

تقول الصحيفة، إن هذه السيناريوهات لا تحصل في الدول الفقيرة، بل في عيادات وسط ألمانيا، الأهالي يطعمون أبناءهم طعاماً نباتياً فقط، لأنهم يعتقدون أنها الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأطفال، علماً أنهم يقومون بذلك دون وجود أي سبب طبي.

لم يتم التطرق لهذه الظاهرة عبر الدراسات الطبية سابقاً، لكن أطباء الأطفال في كامل ألمانيا باتوا يتحدثون عنها بكثرة، لافتين إلى العديد من الحالات المشابهة للمذكورة أعلاه، التي تصل إلى عياداتهم.

يقول الطبيب مارتن كلاسن، رئيس قسم الأطفال في مشفى كلينيكوم أم فيسر، في مدينة بريمن: “الأهالي الذين يطعمون أطفالهم طعاماً نباتياً ما زالوا فئة صغيرة، لكنهم يزدادون مع الوقت”.

ويضيف الطبيب جوزيف كال، المتحدث العام الرسمي باسم أطفال الأطفال: “البعض يحتفلون بمعتقداتهم النباتية و كأنها ديانة و يظهرون و كأنهم مبشرون”.

ويروي الطبيب قصة إحدى الحالات التي وصلته قائلاً: “جاءت أم تطعم أطفالها طعاماً نباتياً، وشرحت لها عن المخاطر، فأكدت لي أن عيسى (ابنها) لم يأكل أي نوع لحوم من قبل”.

يعيش في ألمانيا حوالي 850 ألف شخص نباتي (عمرهم فوق الـ 14)، ولكن الأعداد الحقيقية -بحسب الصحيفة-، قد تكون أعلى بوضوح.

وتعتبر الجمعية الألمانية للتغذية “التغذية النباتية للأطفال “غير ملائمة”، فسوء التغذية الإرادي لا يمكن له بأي شكل أن يحسن جودة الحياة، بل إن هذا التوجه هو “إدراك ضعيف وسقيم يضع حياة الإنسان في خطر”.

وعن ذلك يقول، مايكل ميلتر، مدير مشفى الأطفال الجامعي في ريغينسبورغ : “أسوأ تبعات التغذية النباتية على الأطفال قد يكون الموت .. من خلال نقص عناصر غذائية كالحديد واليود وفيتامين بي 12، قد ينتج تأخر نمو و أضرار بالمخ وفقر بالدم”.

بعض الأطفال يقررون من تلقاء أنفسهم التحول إلى نباتيين، وفق الطبيبة باربرا ميهولفلد التي تضيف: “غالباً ما يكونون أطفالاً من الطبقة الوسطى المتأثرين بتربية المواشي التجارية، ويريدون المساهمة في تحسين أوضاعهم”.

في التغذية النباتية يحتاج الأشخاص إلى إرادة جسمانية قوية، الأمر الذي يشكل خطورة بالنسبة للأطفال والمراهقين، تضيف الطبيبة : “لقد كان لدي مريضة صغيرة في السن، قررت في الثامنة من عمرها أن تقوم بتغذية نفسها نباتياً وفي سن الـ 12 لم تتغذى سوى نباتياً، لقد كانت ذكية جداً ولديها إرادة قوية، بعد وقت قصير تبين أنها مصابة بمرض فقدان الشهية العصبي وللأسف هذه الحالة ليست فردية .. يوجد ترابط واضح بين النباتية عند الأطفال و مرض فقدان الشهية العصبي”، ومرض فقدان الشهية العصبي هو مرض نفسي يتصف بالاضطراب في الأكل والانخفاض الشديد في وزن الجسم، مع الخوف من زيادة الوزن.

يستخدم النباتيون دائماً حجة لتبرير ما يقومون به، وهي أنهم يحصلون على القيم الغذائية المهمة عبر المكملات الغذائية، لكن الطبيب أكسل إنينغر، مدير مركز طب الأطفال والنساء في مشفى شتوتغارت، يقول إنها حجة سخيفة.

يضيف الطبيب مايكل ميلتر : “هم يختارون بشكل إرادي نمطاً معيناً من التغذية ويقومون باستخدام مواد كيميائية مكملة غذائياً، هذا ليس بالأمر الجيد على الإطلاق .. حتى وإن كان ذلك يتم تحت مراقبة طبية منتظمة .. لا يوجد قواعد ثابتة لهذا النظام الغذائي المنحرف .. يجب أن يكون لكل طفل نظام حمية يحدد من قبل طبيب أطفال وخبير تغذية، وهم يقومون دورياً بالتعديل عليه.

ويختم بالقول: “لماذا يدفع الأهالي بأبنائهم إلى العصر الحجري (عبر تحويلهم إلى نباتيين) .. هذا الأمر ما زال أحجية بالنسبة لنا”، فيما يقول الطبيب مارتن كلاسن : “لا يجب علينا شيطنة الأمر، بل يجب التحدث مع الأهالي وتوعيتهم لأنهم في النهاية يرغبون بالأفضل لأبنائهم”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

2 Comments

  1. ممكن تزودوني برابط المقال أو رقم العدد؟ دورت وما لقيت المقال. ياريت لما تحكوا عن مقال بصحيفة أو بمجلة أجنبية تحطوا الرابط الأصلي أو رقم العدد وشكراً