صحيفة ألمانية تهاجم إيديولوجيا الأحزاب الألمانية المؤيدة للاجئين
هاجمت صحيفة “دي فيلت” الألمانية حزب الخضر وحزب اليسار وانتقدت “عباراتهم الطنانة” التي لا تساعد في إيجاد حل لأزمة اللاجئين.
وفي المقال الذي ترجمه عكس السير، قال الكاتب “جاك شوستر” :
من يطلع على الحلول المقترحة من حزب الخضر وحزب اليسار للتغلب على أزمة اللاجئين ، سيجد أنهم انتهجوا نهجين اثنين لا ثالث لهما، الأول: جفاف روحي يجعلك ترتعد من مواجهة أزمة اللاجئين، والثاني: إصرار على الأخلاق النقية التي إن دلّت على شيء، فإنها تدل على اللاأخلاقية لأن عواقبها تدمر الديمقراطية في نهاية المطاف.
منذ اندلاع أزمة اللاجئين لم تعط أحزاب المعارضة أية فكرة عن كيفية إنقاذ حق اللجوء للبشر من دون فتح أبواب أوروبا أمام المتألمين في كل أنحاء العالم.
وبدلاً من ذلك سمعتهم يتذمرون حول عبء الاستعمار وبيع أوروبا الأسلحة لدول العالم الثالث، وحكايات عن السيئين وعن الأمريكيين الأشرار.
وقد يكون كل هذا صحيحاً أو غير صحيح، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي يمكن عمله في هذه اللحظة لوقف حشود اللاجئين المنتظرين في شمال أفريقيا وآسيا، الراغبين بالقدوم إلى أوروبا؟
بصرف النظر عن بعض السياسين مثل وينفريد كريتشمان (رئيس حكومة ولاية بادن فورتمبيرغ من حزب الخضر ودعا إلى محاربة أسباب اللجوء وتحسين أوضاع اللاجئين في البلدان المجاورة للدول التي تعمّها الحروب)، يحاول كل من حزب الخضر واليسار التهرب من الإجابات والتكلم بعبارات أخلاقية طنانة مؤكدين كالعادة أن أوروبا للجميع وأنهم بانتظار كل البشر على الحدود.
إن الأحزاب المعارضة بتصرفها هذا تعطي الأحزاب الشعبوية واليمينية القومية مداً، وهو ما يعرض الديمقراطية للخطر.
الغريب أيضا أنهم لا يرون تناقضاتهم، فكيف لهؤلاء الذين يهاجمون الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، هم نفسهم الذين يؤيدون عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي؟
في المقابل الآخر ،حاولت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحفاظ على حق اللجوء وفي ذات الوقت ضمان عدم تكرار كارثة عام 2015، حتى لو كانت المستشارة لا ترغب في الحديث عن الحدود الأقصى للاجئين، إلا أنها لا تزال تحاول الحفاظ على إبقاء عددهم منخفضاً.
لهذا السبب، فإن المنطق يقول إنه لا بد من إبرام اتفاقات مع جميع دول شمال أفريقيا، من تونس إلى مصر، لمنع الناس من القدوم إلى أوروبا سواء من خلال التدابير الدفاعية أو عن طريق الاعتقال أو عبر إبرام اتفاقيات إعادة على غرار اتفاق إعادة اللاجئين لتركيا الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي العام الماضي.[ads3]