رجل بريطاني يفارق الحياة 27 مرة خلال 24 ساعة !

أجرى فريق طبي سلسلة من المعجزات لإنقاذ حياة أب لثلاثة أبناء بعد أن مات 27 مرة في 24 ساعة، بعدما أصيب راي وودهول (54 عاماً) بأزمة قلبية أثناء لعب كرة قدم المشي للمسنين، ثم أصيب بنحو 26 أزمة قلبية أخرى في المستشفى.

لكن الرجل المعجزة، من منطقة “ينزبيري” في “ويست ميدلاندز” ببريطانيا ، أكد أنه نجا من محنته وهو في مرحلة التعافي حالياً.

وبحسب صحيفة “ذا صن” البريطانية، تم تحذير عائلته المنكوبة بتوقع الأسوأ عندما أصيب بأزمات قلبية متعددة بعد مباراة لكرة القدم، لكنه نجح في اجتياز المحنة وهو يتعافى منها حالياً؛ ما أثار دهشة منقذيه.

وذكر راي، الذي اجتمع مع أبطاله المُنقذين أنهم “قالوا لي إنهم لم يسمعوا قبلاً بشخص يموت بضع مرات وأنا الآن على قيد الحياة بفضلهم، لقد كان فريق المستشفى رائعاً وأنا مدين لهم بكل شيء والآن أريد أن أعود للعب كرة القدم مرة أخرى”.

وكان راي يلعب في فريق هارتشيل سترولرز لرياضة كرة قدم المشي، للاعبين فوق سن الـ 50 عاماً، يوم الـ 17 من ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، عندما شعر بألم طفيف في الصدر، واعتقد بأنه مصاب بالجفاف واستمر باللعب ولكنه انهار بعد بضع ثوان.

وبالمساعدة تمكن من الخروج من الملعب وبدأ المشي بشكل غير متوازن لسيارته في حوالي الساعة الواحدة مساء وفق ما نقلت شبكة إرم نيوز ، ومع ذلك أصر أحد الجماهير الذي تبين أنه ممرض خارج الخدمة على طلب النجدة.

وقال راي: “استمر ذلك الشخص بالقول إنني احتاج إلى الفحص وطلب النجدة ثم وصلت سيارة الإسعاف وأنا لا أعرف سوى أن الرجل اسمه براد”.

وذكر المسعفون لراي أنه أصيب بأزمة قلبية قبل اعطائه المورفين ووضعه على نقالة ثم نقله إلى مستشفى رويال رسيستيرشاير حيث وجد فريقاً من أطباء القلب في انتظاره.

وأشار راي “عندما وصلنا إلى هناك، كان كل شيء غامضاً بعض الشيء بالنسبة لي، ثم تم نقلي إلى حجرة حيث أصبت بأزمتين قلبيتين، وخضعت لعملية وضع 2 من الدعامات الشريانية من خلال المعصم الأيمن”.

وأضاف “ظللت أستغرق في النوم ثم أستيقظ مرة أخرى وأعتذر عن السقوط، وأتذكر نظرة الطبيب القلقة في كل مرة قلت ذلك وقال لي: لم تكن نائماً بل أصبت بأزمة قلبية أخرى”.

وبحلول الساعة الـ9 مساء طُلب من أسرة راي العودة إلى ديارهم ليرتاحوا ولكن بعد ساعتين اتصل مسعفون بهم لإبلاغهم أن راي أصيب بسلسلة أخرى من الأزمات القلبية وأنه قد لا يتعافى.

بعد ذلك، هرعت شريكته جو ستوكس 50 عاماً وشقيقته جين 49 عاماً وشقيقه روبرت 51 عاماً إلى المستشفى، وكان معهم أولاده: مارتن 33 عامًا، وغراي 30 عاماً، وسامنثا 22 عاماً.

وكان عاد فريق المستشفى الطبي بقيادة الدكتور ديباك غويال والدكتور ديفيد سميث وقاموا بعمل قسطرة للشريان التاجي قبل منتصف الليل، ولكن هذه المرة تم إدخال بالون عن طريق الفخذ الأيمن إذ حاول الأطباء تحسين تدفق الدم إلى قلبه.

وتم تحذير أقاربه بأنه قد يصاب بتلف في الدماغ إذا نجا نتيجة نقص الأكسجين بسبب توقف قلبه بضع مرات.

وبحلول الليل، كان راي أصيب بمزيد من الأزمات القلبية حيث أصيب بالأزمة القلبية رقم 27 في اليوم التالي بعد ما يقرب من 24 ساعة بالضبط من إصابته بالأزمة الأولى.

وتابع راي: “كنت جالساً على السرير ممسكاً بيد جو عندما بدأت الآلات الطبية في إصدار الإنذار، وجاء فريق الإنعاش وأمروا جو بالخروج وبعد ذلك قالت لي جو إنها شاهدتني وأنا أموت أثناء مغادرة الغرفة”.

وأضاف: “لقد كان الأمر أسوأ عليها، وعلى أطفالي وعائلتي بكثير، مقارنة بمعاناتي الشخصية، فلقد كنت فاقداً الوعي معظم الوقت”.

وذكر راي أنه لا يتذكر سوى القليل عن العودة للحياة للمرة الـ27، ولكنه قال: “ما أتذكره هو اعتذار الممرضة لي وقولي لها: لماذا تعتذرين؟ وكان ردها: لأنني ألكم صدرك بقوة منذ بضع دقائق ومن ثم قلت لها: لا تعتذري فقد أنقذتِ حياتي مرة أخرى”.

وقضى راي الأيام القليلة التالية في التعافي تحت رقابة الممرضات على مدار الساعة.

وذكر أنه عندما بدأت حالته في التحسن قالت له ممرضة تدعى جانيت: “لا أستطيع أن أصدق! فأسوأ حالة رأيتها في حياتي عانت من 7 أزمات قلبية وأنت عانيت من 27”.

وأعترف راي الذي يعمل في شركة للمشروبات الغازية أنه كان يخشى النوم في الفترة التالية لمحنته. حيث قال: “هذا لأني كلما كنت أنام كنت أصاب بأزمة قلبية، ولم يكن هناك أضواء بيضاء مشرقة أو رؤى”.

لكنه غادر قبل عيد الميلاد، وهو الآن قادر على السير لمدة ساعة يومياً على طول القناة بالقرب من منزله. ولا يوجد آثار جسدية لمحنته سوى ندوب بحجم رأس الدبوس على رسغه والفخذ.

وقال راي: “يطلب مني الناس رؤية الندوب، وهم يظنون أنني خضعت لعملية جراحية كبيرة في القلب، وكثيراً ما يشعرون بخيبة الأمل عندما يرونها”.

والآن يأخذ راي الذي لم يكن لديه مشاكل قلبية سابقة، 9 أقراص يومياً بعد أن فقد 20 % من قدرة قلبه.

ولكنه مصمم على العودة إلى أرض الملعب مرة أخرى، إذ قال: “لقد كنت ألعب كرة القدم منذ أن كان عمري 7 سنوات، وقد اتضح أن هناك رجلاً آخر ذا مشاكل قلبية أكبر ويلعب لصالح نادي هارت شيل ولذلك لا يزال هناك أمل”.

والتقى راي مرة أخرى بالدكتور “غويال”، الذي قال: “كنا قادرين على مساعدة السيد وودهول لأنه جاء بسرعة ودون وجود مستشفى محلي، ربما كان قد مات”.

والآن يحاول راي العثور على الممرض براد وقال: “أحد أسباب نجاتي هو تمكُن الأطباء من علاجي سريعاً، ولو لم يقم براد بطلب النجدة، لما حدث ذلك، أتمنى أن أجده فقط حتى أستطيع أن أقول له إنه بفضله أنا لا أزال على قيد الحياة”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها