باحثة : ليس كل ما يتذكره الإنسان حقيقياً
تتناول عالمة النفس الكندية جوليا شو ذات الأصل الألماني في الفصل الأول من كتابها الذكريات المستحيلة للإنسان، وبالتحديد ذكريات تتعلق بسن طفولة الإنسان بل وعند مولده، ثم تنتقل شو إلى تفاصيل أخرى من بينها السبب وراء تحدث الإنسان غالباً فقط عن “الأوقات الطيبة” من حياته.
يبدو أن الذاكرة تحتوي الذكريات الإيجابية بشكل خاص، ولكن هناك ظاهرة أخرى تلعب دوراً في ذلك، حيث أظهرت دراسات سابقة أن الإنسان يحتفظ في ذاكرته بشكل جيد بالأحداث التي تقع في سن 10 إلى 30 عاماً.
وثبُتت هذه الحقيقة بالنسبة للبشر في كثير من الثقافات، كما فسرت المؤلفة أيضاً السبب وراء عدم نجاة عباقرة التذكُر أيضاً من الذاكرة الخداعة ولماذا يجب علينا أن نكون يقظين عند تكوين الذكريات، وتمثل الذكريات المستوى الذي نقيّم به قدرات ذاكرتنا نفسها.
فبينما يحسن أغلب الناس تقييم مستوى الذكاء في اختبار ما فإنهم يميلون في الكثير من المواقف للتهويل من ذاكرتهم، وتعتبر الأبحاث الخاصة بهذا الجانب مهمة لعلم الجريمة، وتصب في دراسات المؤلفة شو بشكل مباشر.
وتعتمد الحيلة التي تستخدمها شو في إنتاج ذكريات خاطئة على الثقة بشكل خاص، إذ لجأت الباحثة وزملاؤها إلى سماع شهادات من أقارب المتطوعين في الدراسة عن فترة شباب المتطوعين حيث يختار الباحثون أحد الأحداث التي وقعت في هذه الفترة ويطلبون من أقارب المتطوعين التحدث عن هذا الحدث ثم يواجهون المتطوعين على سبيل المثال بحادث سرقة مختلق أو غير ذلك من الجُنح البسيطة الذي يفترض أن أحد المتطوعين ارتكبه في الصغر.
من الطبيعي ألا يتذكر المتطوعون ارتكاب هذه الجنحة، ولكنه يشجَع من قبل الباحثين على التعمق في الموقف والانغماس الذهني فيه.
ولأن المتطوعين يصدقون أن قصة الجنحة حقيقية تماماً مثل غيرها من القصص التي رواها عنهم أقاربهم، فإن معظمهم يبدؤون في تطوير ذكريات خاصة بهذا الموقف ويزينون هذه الذكريات شيئاً فشيئاً بمزيد من التفاصيل.
ورغم أن شرح هذه التجارب أمر رائع، إلا أن الدراسات التي تحدثت عنها شو فيما بعد في كتابها تؤدي إلى نتائج بعضها مذهل.
وذكر باحثون أن هذا الكتاب مدهش فيما يتعلق بمنهجيته ونضجه، خاصة أنه صيغ بأسلوب بسيط ومفهوم بشكل يجعله مناسباً للقراءة قبل النوم، وهو مناسب لمن يريد أن يطلع على آخر ما وصلت إليه أبحاث الذاكرة. ( DPA )[ads3]