دراسة : المبدعون أشد ميلاً إلى الانتحار
أسطورة العبقري المعذّب قديمة متداولة منذ قرون. وقد إشتهر مبدعون، مثل الرسام #فان_غوغ والشاعرة سيلفيا وغيرهما بموهبتهم الفذة وبمشكلاتهم العقلية ، ربط بعضهم الإبداع بالأمراض العقلية، إلا أن هذا الرابط لم يتأكد يومًا.
الآن، آظهرت بياناتٌ للمرة الأولى أن معدلات الانتحار بين المبدعين أعلى بدرجة لافتة من المعدل الوطني العام، علمًا أن 18998 وفاة سجلت على أنها حالات انتحار بين 2011 و2015، 80 في المئة منهم رجال.
وتبيّن أول دراسة لرابط الانتحار بمهنة المنتحر، أجراها مكتب الإحصاءات الوطنية في انكلترا بين عامي 2011 و2015، أن احتمالات الانتحار تزيد أربع مرات بين الأشخاص الذين يمارسون مهنًا ذات علاقة بالفنون.
ويزيد خطر الانتحار بين العاملين في الثقافة والإعلام والرياضة بنسبة 20 في المئة مقارنة بالآخرين وفق ما اوردت صحيفة إيلاف ، بينما يرتفع بين النساء بنسبة 69 في المئة مقارنة بالعاملات في مجالات أخرى.
وبحسب الدراسة نفسها، ترتفع معدلات الانتحار أيضًا بين الممثلين والعاملين في صناعة الترفيه ومقدمي البرامج. وبلغ عدد حوادث الانتحار بين العاملين في مجالات الثقافة والإعلام والرياضة 311 حالة خلال الفترة التي تغطيها الدراسة.
وقال البروفيسور لويس أبلباي، أستاذ التحليل النفسي في جامعة مانشستر، إن هذا الرقم كبير إحصائيًا، “وهناك عوامل في هذه الشريحة تعرّض أفرادها لدرجة أكبر من خطر الانتحار، وتوافر الكحول والمخدرات عوامل معروفة، وانقطاع العلاقات الشخصية عامل آخر؛ إذ يتعيّن على هؤلاء الأشخاص أن يمضوا أوقاتًا طويلة بعيدين عن البيت، وأن يعملوا ساعات طويلة تحرمهم التخالط الاجتماعي”.
كما أظهرت دراسة أجريت في عام 2015 أن احتمالات الإصابة بأمراض عقلية، مثل انفصام الشخصية، تزيد بين المبدعين بنسبة 17 في المئة مقارنة بالآخرين. لكن البروفيسور أبلباي شكك في وجود أي علاقة بين الإبداع وتردي الصحة العقلية، قائلًا إن الربط بينهما “من باب التكهن المحض”.
وأكد البرفيسور ديفيد غانيل، من جامعة بريستول، الذي شارك في دراسة مكتب الإحصاءات الوطنية، أن المطلوب إجراء المزيد من البحوث لتحديد وجود علاقة كهذه. ولاحظ أن العلاقة بين الفقر وتردي الصحة العقلية مؤكدة بصورة أفضل من العلاقة بين الإبداع ومشكلات الصحة العقلية.
وشدد غانيل على ضرورة إعطاء الأولوية “لمعالجة معدل الانتحار بين الأشخاص في الأعمال متدنية المهارة، حيث يشكل قضية خطيرة على مستوى الصحة العامة”. ويزيد خطر الانتحار بين الرجال ذوي المهن متدنية المهارة بنسبة 44 في المئة مقارنة مع المتوسط العام بين الرجال.
دعت مؤسسة الصحة العامة في انكلترا أرباب العمل إلى معالجة ظاهرة الانتحار في موقع العمل، وناشد دنكان سيلبي، رئيس المؤسسة، أرباب العمل، كبارًا وصغارًا، في القطاعين العام والخاص، بأن يتعاملوا مع الصحة العقلية بجدية تعاملهم مع الصحة البدنية”.[ads3]