سياسية ألمانية فلسطينية : لا تعصبوا أعينكم بشعارات كارهي الإسلام

كتبت السياسية الألمانية الألمانية الفلسطينية المسلمة، سوسن شبلي، رسالة عبر صفحتها في فيسبوك، توجهت من خلالها للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء، وطالبت فيه بألا يعصبوا أعينهم بشعارات كارهي الإسلام، بعد الاعتداء الأخير الذي شهدته لندن.

وجاء في منشور شبلي الذي ترجمه عكس السير:

ضرب الإرهاب مرة أخرى في قلب عاصمة أوروبية وخطف أرواح الأبرياء، كوني مسلمة، أشعر بالغضب والحزن وأقف عاجزة إزاء ما يقوم به هؤلاء الوحوش الذين يسمون أنفسهم “مسلمين”، لقد ترعرعت دائماً على أن دين الإسلام دين يدعو إلى السلام والمغفرة والعطف.

كلما كان والديّ أكثر تديّناً، كلما كسبت مزيداً من الحرية، وأنا أعلم أن هذا يبدو شيئاً خرافياً في أوقات الإرهاب باسم الإسلام والقهر والتخلف في العالم الإسلامي.

عندما أقول اليوم: “لقد جعلني الإسلام حرة”، يعتقد الكثيرون أنني أتحدث عن شيء لطيف، وبالطبع لا ألومهم إن اعتقدوا ذلك، بالنسبة لنا -نحن المسلمون- علينا التشبث بهذا حتى لو سئمنا وتعبنا من النأي بأنفسنا عن الإرهاب.

ولأن الإرهابيين يقتلون باسم ديننا، فإن علينا واجب ومسؤولية يجب أن نؤديها يومياً ومراراً في نشر دين الإسلام الذي يدعوا إلى السلام والتسامح، هذا يشمل أن نقيم اجتماعات ونتعامل بصرامة على العلن مع مظاهر الزيغ في مجتمعاتنا.

صحيح أن هذه المناقشات تجري ولكنها تحدث وراء الأبواب المغلقة، دعونا على الأقل ندافع عن أنفسنا كمسلمين، كلما كنا أكثر انفتاحاً في التحدث عن هذه الأخطاء ، كلما كنا أكثر مصداقية عندما ندافع عن قيمنا.

إن أكبر مهمة للمسلمين يجب أن تكون في نقل الفهم المعاصر للإسلام، في تاريخ الإسلام كان هناك دائماً مجموعة متنوعة من التفسيرات المختلفة للمصادر الدينية والتي كانت في كثير من الأحيان متضاربة.

إن التعددية هي سمة من سمات الإسلام، كما أن الإسلام الحق لا يعني فقط تحمّل اختلاف العلماء بل ينبغي علينا تقديرهم، إلا أن الأصوليين تخلوا عن هذا التقليد بكل بساطة وهم يريدون فرض تفسيرهم المتطرف وغير المتسامح وغير الإنساني.

إن العلماء الذين يجتهدون لذاتهم وبدون الرجوع إلى المؤسسات الدينية يقومون بتفسير الإسلام بمعناه الحرفي ويعاملون القرآن على أنه كتاب طبخ ولكنه في الواقع ليس كتاب طبخ يقوم المرء فيه بتحضير وجبة حسب الرغبة، إن الأمر يتطلب دائماً موقف لاهوتياً، وفهم مجمل للآيات المستشهد بها حسب السياق.

أنا شخصياً لست متخصصة في الدين والتفسير القرآني ولكن ما أعرفه حتى دون الحاجة إلى التخصص هو أن علينا كمسلمين أن نفعل أكثر من ذلك بكثير لمعالجة التطورات السلبية الضخمة في العقود الأخيرة، كما أن غالبية المجتمع غير المسلم يستطيع المساهمة في المساعدة، أرجوكم لا تعصبوا أعينكم بشعارات كارهي الإسلام التي تدعوا إلى الفرقة، إن المسلمين هم جيرانكم وزملاؤكم ورفاقكم في المدارس.

إن الغالبية العظمى من المسلمين ترفض العنف كما أنتم ترفضونه ونسعى إلى التعايش السلمي والانخراط في هذا البلد وتحمل المسؤولية، إن الإقصاء والشعارات المعادية للإسلام على حد سواء يضعفان ويزعزعان مجتمعنا الأمر الذي يجعلنا ألعوبة في أيدي دعاة الكراهية.

إن ما يخيفني هو عندما يقوم سياسيون من حزب معين بانتقاء أشخاص ما من نطاق تقديم الحماية المبني على أساس نظامنا القانوني الديمقراطي ويريدون حرمانهم من حقوقهم، إن القانون الأساسي هو الإطار الذي يستند عليه الجميع، إن أساس كل تضافر يعني الاعتراف بمبادئ دولة القانون العلمانية والاعتراف بالنظام الأساسي الديمقراطي الحر وهذا يشمل الالتزام الواضح برفض العنف والتقيّد بالنظام الديمقراطي في بلادنا ولهذا يجد اليهودي الأرثوذكسي أو المسلم المحافظ موطئاً في بلادنا.

وأخيراً، إن الحدود التي لا ينبغي لأي مرء تجاوزها هي عندما يتم وضع المعتقدات الدينية بدل القانون وفرض قيود على حقوق الآخرين ومحاربة مجتمعنا ونظامه.

لا توجد شعارات رنانة عندما نقول أننا لن ندع الإرهابيين يفرّقوننا ولن ندعهم يفرضون أجندتهم علينا وسوف نستمر في العيش بحرية دون خوف ولن نسمح لهؤلاء الناس الذين يسمّون أنفسهم مسلمين بأن ينقلوا كراهيتهم إلينا، وسوف نستمر في الحب ومواصلة الدعوة نحو التسامح والانفتاح”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

One Comment

  1. ولله ياصديقتي الكاتبة الفلسطينية الالمانية
    لن اقول لكِ سوى الله لايرحمو لمنفذ العملية ببريطانيا
    وذلك لانه اضرّ بألاف العائلات المسلمة التي تعيش في اوروبا.