علماء يكتشفون أسباب رغبة القدماء في أكل ” لحوم البشر “

استنتج عالم الأحياء القديمة (أو المستحاثات) البريطاني جيمس كول، بعد حساب عدد #السعرات_الحرارية في النظام الغذائي عند آكلي لحوم البشر، أن أكل الإنسان للحم بني جنسه لم يكن في أي زمن من الأزمنة خيارًا لأسباب غذائية.

وجاء ذلك في تقرير نشره موقع ” Scientific Reports” قال فيه إن العلماء وجدوا في السنوات أدلة كثيرة على أن سكان أوروبا الأوائل ربما كانوا يأكلون لحوم أعدائهم، أو لحم أفراد قبيلتهم ، وعلى سبيل المثال، في العام الماضي، اكتشف علماء الأحياء القديمة أن بدائيي النياندرتال في كهوف ماريلاك، كانوا يكسرون عظام أقاربهم ويفصلون أعضاءهم.

إلا أن الكثير من الباحثين يقدرون أن مثل هذه الإصابات يمكن أن تكون جزءًا من الطقوس الجنائزية. ففي الآونة الأخيرة عثر عالم الأحياء القديمة، يوهانس كراوس، على أدلة دامغة لأكلة لحوم البشر عند إنسان  نياندرتال، باكتشافه كهفا مملوءا بالعظام البشرية مع آثار “التصنيع الغذائي”، في شمال إسبانيا.

واليوم، العديد من القبائل من أكلة لحوم البشر في غينيا الجديدة وأجزاء أخرى من العالم لا يأكلون اللحوم والدماغ وغيرها من الأنسجة البشرية إلا كجزء من الطقوس، وليس بسبب نقص الغذاء وفق ما اوردت شبكة إرم نيوز ، ولذلك فمن المحتمل أن تكون ممارسات مماثلة قد وُجدت بين إنسان نياندرتال وإنسان كرو منيون البدائي.

واقتطع العالم البريطاني جيمس كول عينات أنسجة من أربعة متطوعين لحساب عدد البروتينات والدهون والكربوهيدرات التي تحتوي عليها، بغرض إعداد “جدول قيمة التغذية” في مختلف أجزاء جسم الإنسان. ثم قارن هذا الخبير “القيمة الغذائية للإنسان” بالقيمة الغذائية عند الحيوانات التي تم العثور على بقايا منها في كهوف أكلة لحوم البشر

ووفقًا للتقديرات يظهر الإنسان أقل احتواءً للسعرات الحرارية بكثير من “منافسيه” في دور الطبق الرئيسي على طاولة إنسان نياندرتال ، ففي المتوسط، الشخص العادي “يحتوي على” ما يقرب من 32 ألف سعرة حرارية، وهو مؤشر طبيعي بالنسبة للحيوانات ذات الأحجام “المتوسطة”، مثل القنادس والغزلان أو الغرير.

في حين يمكن أن تجلب الخنازير والحيوانات ذات القرون الطويلة للصياد ما بين 10 و 20 ضعفًا من المنتجات الغذائية – من 200 ألف سعرة حرارية للخيول البرية إلى 980 الأف  كيلو من السعرات الحرارية للجاموس الأصيبة ، لحوم الماموث تحتوي على 100 ألف  ضعف من السعرات الحرارية التي تحتوي عليها عضلات إنسان نياندرتال. وحتى مع وجود الدهون ونخاع العظام وغيرها من الأجزاء الصالحة للأكل في الجسم، فإن قبيلة من 25 رجلاً من النياندرتال تقاوم نصف يوم فقط بلحم ودهون إنسان واحد، في حين أن ماموثا، أو وحيد القرن يمكنهما إطعام قبيلة لمدة 10 أيام على الأقل، أو شهر.

ويرى العلماء أن هذه التحديات تدحض النظرية القائلة بأن إنسان نياندرتال كان من أكلة لحوم البشر فقط لأسباب غذائية. كان الأمر أكثر خطورة وأقل فائدة من حيث الطاقة الغذائية من خطورة وفائدة صيد الحيوانات الضخمة في أوروبا في ذلك الوقت من العصر الجليدي.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها