جنود مجهولون يحمون المدنيين من مخلفات بشار الأسد و داعش ( فيديو )
في ظل استمرار القصف الهمجي من قبل قوات النظام وحلفائه، إلى جانب استمرار إجرام تنظيم داعش في المناطق التي كان يحتلها، حتى بعد خروجه منها، يعمل جنود مجهولون تطوعياً وبإمكانيات بسيطة على التخفيف من معاناة المدنيين عبر إزالة الألغام ومخلفات الحرب.
وعبر فريق مؤلف من عشرات المتطوعين، يعمل “المركز السوري للأعمال المتعلقة بألغام ومخلفات الحرب”، على تفكيك الألغام والقنابل وغيرها من المواد المتفجرة، في الشمال السوري.
ونجح متطوعو المركز الناشطون في عموم مدن وبلدات الشمال السوري، في زع عدد كبير من الألغام والمخلفات، وإعلان الكثير من المناطق كمناطق آمنة.
وقال “أحمد ناصيف” المسؤول الإداري في المركز، لراديو “حارة إف إم”، إن المركز تم تأسيسه بمبادرة شبابية، وبدأ العمل من خلاله العام الماضي، بمشاركة 50 شاباً في حلب وإدلب.
وجاءت فكرة إنشاء هذا المركز، بحسب ناصيف، من عدم وجود جهة تعمل على إزالة مخلفات البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والألغام وغيرها.
ولفت المسؤول إلى أن شبان المركز لم يكن لديهم خبرة في إزالة الألغام وتفكيكها، في البداية، وقد قاموا بالخضوع لدورات تدريبية لاحقاً، فعمل من هذا النوع يشكل خطراً مباشراً على الحياة، ولا مجال للخطأ فيه.
وتحدث ناصيف عن وجود أساليب مختلفة في التعامل مع الألغام وغيرها من المخلفات، فحتى الصواريخ التي تقصف بها المناطق دون أن تنفجر، تشكل خطورة إن لم يتم التعامل معها بالطريقة المناسبة.
وتنوعت الخبرة التي حصل عليها متطوعو المركز بين الدورات التي التحقوا بها والمعلومات التي تبادلوها بين بعضهم البعض، إذ أن عدداً منهم عمل بقطاع الهندسة، وكانت خدمته في الجيش مرتبطة بهذا النوع من العمل، وآخرون درسوا وعملوا في مجالات الكهرباء والإلكترون.
وخلال عملهم، تعرض عدد من المتطوعين لإصابات أثناء إزالة الألغام، وخصوصاً في المناطق التي سيطرت عليها قوات “درع الفرات”، وقد كانوا يواجهون أنواعاً حديثة من الألغام، وكان تعرضعهم لبعض الإصابات سببه عدم وجود معدات واقية.
ويمتلك المركز في الوقت الحالي معدات تقليدية (أدوات سبر وأجهزة فاحصة للمعادن)، ويعمل القائمون عليه من أجل الحصول على بدلات واقية وخوذ مخصصة.
وعلى عكس غيرها من القذائف والمتفجرات، فإن المخلفات الكيميائية تحتاج لأدوات حساسة، ولا مجال للخطأ فيها، ما يدفع متطوعي المركز للابتعاد عنها، بحسب ناصيف، الذي أكد أن أحد الألغام التي خلفها تنظيم “داعش”، في قباسين بريف الباب، كانت تحتوي على غاز الكلور.
واكتفى المتطوعون بتحديد المنطقة التي تتواجد فيها هذه الألغام وتحذير الأهالي منها، ولم تتم إزالتها بسبب خطورتها الكبيرة.
ولا يقتصر عمل المركز على الإزالة فقط، بل إنه يقوم بدورات وبرامج توعية، وتوزيع منشورات، ولقاءات مع الأهالي والأطفال في المدارس لتحذيرهم من خطر الألغام وكيفية التعامل معها.
وعبر برنامج مساعدة المتضررين، يعمل المركز على إحصاء عدد الأشخاص الذين تعرضوا لإعاقة ما بسبب الألغام والمخلفات، ومن ثم التواصل مع جهات راعية (منظمات إغاثية – طبية – …)، بهدف مساعدتهم.
وقال ناصيف إن برنامج تدمير المخزون، يتم من خلاله تسليم المخلفات والألغام المفككة إلى لجة المستودعات، لتقوم بدورها لفرزها واختيار آلية التدمير المناسبة، وتتم عملية التدمير بحسب المنطقة التي يتم تنظيفها.
ومن أبرز العقبات التي تعترض طريق المركز، عدم وجود معدات متطورة تناسب طبيعة العمل الخطرة، إذ تغيب التغطية الإعلامية، والدعم الدولي، رغم فداحة مشكلة الألغام وتأثيرها.
وأشار ناصيف إلى أن دعم المركز كان مصدره سابقاً “أهل الخير” والداعمون المحليون، وفي الوقت الحالي هنالك مشروع يتم العمل عليه في مدينة الباب بمساهمة من جهات داعمة.
وختم المسؤول بالقول إنه يأمل أن يصبح المركز مستقبلاً في أيد أمينة، وأن تكون له نقاط في كل سوريا، لتعم الفائدة ويصار إلى تحقيق الاستقرار.
[ads3]