علماء يتوصلون إلى دواء يقلل خطر الوفاة نتيجة نزف ما بعد الولادة

قال علماء إنهم توصلوا إلى دواء رخيص الثمن أظهر فعالية في وقف خطر الوفاة الناتج عن نزف ما بعد الولادة، ووصفوه بأنه “طفرة” في شتى أرجاء العالم.

وتشير إحصاءات إلى وفاة نحو 100 ألف سيدة سنويا نتيجة حدوث نزف مزمن بعد لحظات من الولادة ، وتقول الدراسة التي نشرتها دورية “ذا لانسيت” العلمية إن “حمض ترانيكزاميك” يمكنه أن يقلل خطر الوفاة بواقع الثُلث.

وقالت سيدة باكستانية تدعى نوشي، كادت أن تموت عقب ولادة ابنتها :”نقلوا إليّ 41 زجاجة دم”.

واستطاع الأطباء إنقاذ حياة نوشين بعد إجراء عملية استئصال رحم ، وقالت لهيئة الإذاعة البريطانية : “أخبرني الأطباء أنهم سيضطرون إلى استئصال رحمي لإنقاذ حياتي”.

وأضافت :”تحطمت حياتي تماما، وأزعجني الأمر للغاية” ، وساعد حمض ترانيكزاميك في حالة أونشين وأوقف التجلطات الدموية كما سهّل وقف النزيف.

وابتكر زوجان يابانيان، شوسوكي وأوتاكو أوكاموتو، الدواء في ستينيات القرن الماضي، لكنهما لم يتمكنا من إقناع الأطباء المحليين بإجراء تجارب سريرية على نزيف ما بعد الولادة ، واختارته شركة لصناعة الأدوية بعد ذلك واستخدمته لعلاج حالات نزف الطمث، وانتهت القصة عند هذه المرحلة.

وتوفيت أوتاكو أوكاموتو عن عمر ناهز 98 عاما بعد أن أدرجت المريض رقم 20 ألف والأخير بالنسبة لها في التجارب التي أثبتت في النهاية أنها كانت على حق.

وتوصلت دراسة أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي بالتعاون مع 193 مستشفى معظمها في أفريقيا وآسيا إلى أن حمض ترانيكزاميك يقلل خطر الوفاة عموما بواقع الخمُس، و بواقع 31 في المئة بالنسبة للسيدات اللاتي يتناولن الدواء خلال ثلاث ساعات بعد الولادة.

وقال إيان روبرتس، أحد الباحثين، لبي بي سي :”توصلنا إلى نتائج مهمة. توصلنا إلى أن جرعة واحدة من هذا الدواء رخيص الثمن، تقلل خطر النزف المفضي إلى الوفاة، وينبغي لهذا الدواء أن ينهض بدور في خفض معدلات الوفاة بعد الولادة في شتى أرجاء العالم”.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها ستجري تحديثا لتوصياتها المعنية بعلاج حالات نزف بعد الولادة ، ولم تكن النتائج مفاجأة لأوتاكو التي ذهب فريق بريطاني لزيارتها قبل البدء في إجراء التجارب.

وقالت أوتاكو في تسجيل مصور أثناء تلك الزيارة: “إنه جيد، إنه فعّال. وبدون إجراء بحوث، أنا أعرف أنه فعّال”.

وكانت أوتاكو وزوجها قد قررا، خلال فترة الفقر التي عاشتها اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، البدء في إجراء بحوث على دم تبرعا به لإجراء الدراسة.

وقالت: “أردنا أن نعمل شيئا يستفيد منه العالم، أردنا أن نكتشف دواء جديدا يظهر حبنا للإنسانية” ، وأضافت :”أعتقد أنه سيكون رائعا”.

وقال روبرتس إن أوتاكو ألهمته، ولم تكن هذه نهاية الرحلة، وإن كان الدواء رخيص الثمن، فإن نشره في مستشفيات على مستوى العالم يمثل تحديا.

وأضاف :”إنه أمر بشع أن تموت أم بعد وضع مولودها. عندما بدأنا إجراء التجارب، وقد بكى فريق العمل من سماعهم قصص ولادة أطفال توفيت أمهاتهم.”

وقال: “إنه أمر مهم للغاية أن نضمن توافر دواء يمكن أن ينقذ حياة شخص ما. ولا يصح أن يكبر أطفال بدون أمهاتهم بسبب عدم توافر دواء تبلغ تكلفته دولارا واحدا”.

وقالت رضوانة تشودري، من كلية طب روالبندي في باكستان: “تموت سيدات بسبب نزف ما بعد الولادة، وتستقبل المستشفيات الكثير منهن. ولا يمكن مشاهدة ذلك في دول متقدمة، لكن هنا، يعد هذا حدثا يوميا، ويتكرر دائما”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها