دراسة توصي بأكل الحشرات و اللحوم المقلدة !
أظهرت دراسة جديدة أن أكل الحشرات واللحوم المقلدة أفضل بديل من اللحم الحقيقي في معالجة التأثير الهائل والمستمر الذي تمارسه الحيوانات على بيئة الكرة الأرضية.
وتزداد شهية العالم إلى اللحوم بوتائر متسارعة، مع ارتفاع المداخيل ومستوى المعيشة، لكن الانبعاثات الغازية من الحيوانات التي تشكل الآن 12 في المئة من إجمالي الانبعاثات في العالم تتزايد أيضًا، وسيكون الحدّ من ارتفاع حرارة الأرض متعذرًا، ما لم يُرد هذا الاتجاه على أعقابه، بحسب الدراسة.
كما يؤدي الطلب المتزايد على الغذاء إلى تحويل المزيد من مناطق العالم الطبيعية إلى مزارع، وهذا أحد العوامل الأساسية لانقراض أنواع من الحيوان والنبات بالجملة حاليًا.
تضاعفت مرتين عالميًا مساحة الأراضي المستخدمة لتربية المواشي والخنازير وحيوانات أخرى، بالمقارنة مع مساحة الأراضي المستخدمة لزراعة المحاصيل الغذائية وفق ما اوردت صحيفة إيلاف ، يضاف إلى ذلك أن ثلث هذه المحاصيل تُزرع أعلافًا للحيوانات.
الدراسة الجديدة هي أول مقارنة منهجية لتأثير مصادر غذائية مختلفة على البيئة، وتوصلت إلى أن الحشرات واللحوم المقلدة للحم الحقيقي أفضل بكثير من تربية الحيوانات لغرض الاستهلاك الغذائي.
ووجدت الدراسة أن الاستعاضة عن نصف المنتجات الحيوانية التقليدية بلحوم مقلدة أو حشرات ستخفض مساحة الأرض المطلوبة لإنتاج غذاء العالم بمقدار الثلث.
لكن الدراسة اكتشفت أن البديل الآخر من اللحوم التقليدية، وهي اللحوم التي تُنتج في المختبر، لا يتمتع بمثل هذه الأفضليات الكبيرة التي تتمتع بها الحشرات واللحوم المقلدة.
أقر بيتر ألكسندر رئيس فريق الباحثين، الذي أجرى الدراسة في #جامعة_أدنبرة الإسكتلندية، بأن أكل الحشرات فكرة صعبة التنفيذ لا سيما في الغرب، ولكن أكثر من 2000 نوع من الحشرات تؤكل الآن في 119 بلدًا، بما في ذلك الصراصير ويرقات الديدان، خاصة في آسيا.
وكانت جاذبية اللحوم المقلدة، مثل التوفو والبروتين النباتي، محدودة في السابق، كبدائل من اللحوم التقليدية، لكن هذا القطاع يشهد تجديدات كبيرة بمنتجات مثل البرغر النباتي، الذي من المتوقع أن يكون مذاقه مماثلًا للحم الحقيقي.
اقترح ألكسندر أن يقلل الغرب من استهلاك اللحوم من دون أن يتحول إلى نباتي بالكامل، مع تمكين البلدان الأخرى التي تستهلك اللحوم بمستويات منخفضة من زيادتها.
المعروف أن المستويات العالية من استهلاك اللحوم تضر بالصحة، من خلال مساهمتها في البدانة وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. وأظهرت دراسة أخيرة أن فرض ضريبة مناخية على اللحم والحليب سينقذ 500 ألف شخص من الموت سنويًا ويخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون.
وأشار روب بيلي مدير أبحاث الطاقة والبيئة والموارد في معهد تشاتهام هاوس للأبحاث إلى الجهود التي تُبذل لخفض الانبعاثات الناجمة من إنتاج اللحوم، محذرًا من أن ارتفاع الطلب على اللحم يعني أن الانبعاثات الغازية من الحيوانات ستتخطى الهدف الذي حدده العالم لارتفاع حرارة الأرض بدرجتين مئويتين فقط. أضاف “إن تغيير النظام الغذائي شرط لازم لتفادي حدوث تغيير مناخي كارثي”.
ويُلاحظ وجود قصور من جانب الحكومات الغربية والمنظمات غير الحكومية في معالجة الاستهلاك المفرط للحوم، ولكن الباحث ألكسندر قال إن الوعي بالقضية يتزايد بسرعة، رغم بطء العمل. أضاف “نحن نتحرك ببطء في الاتجاه الصحيح، وهناك سبب للتفاؤل، لكن هناك بالقدر نفسه سببًا للتشاؤم، حسب زاوية النظر”.[ads3]