بلجيكا : بدء محاكمة أفراد خلية جهادية كانت مهمتهم تأمين أموال و نساء للزواج و إرسالهن لسوريا و العراق

بدأت في مدينة شارلوروا البلجيكية (جنوب البلاد) الأربعاء، محاكمة خلية جهادية مكونة من عشرة أشخاص، يواجهون تهم مختلفة تتعلق بتقديم مساعدات لوجستية لجهاديين في سورية والعراق.

وكانت الشرطة البلجيكية قد تعقبت أعضاء هذه الخلية وألقت القبض على أفرادها قبل عام تقريباً في إطار التحقيقات بهجمات باريس، تشرين الثاني/نوفمبر 2015.

وقالت جهة الادعاء إن هؤلاء قد قدموا بالفعل مساعدات مختلفة لجهاديين في الخارج انطلاقاً من الأراضي البلجيكية، حيث “لعبت شبكات التواصل الاجتماعي دوراً أساسياً في نزوعهم نحو التطرف العنيف وكذلك في العمل الذي يحاكمون بشأنه”، حسب قولها.

وحول طبيعة العلاقات التي أقامها أفراد الخلية مع المقاتلين في سورية، نقلت وسائل اعلام محلية عن مصادر أمنية قولها إن الأمر يتعلق أساساً بتقديم “خدمات” مثل البحث عن نساء لإرسالهن للزواج من الجهاديين في مناطق القتال، وتأمين أموال وتسهيل اتصالات وما إلى ذلك.

وأضافت المصادر أن إحدى أفراد الخلية، والتي كانت مرشحة للذهاب لسورية للزواج من أحد المقاتلين هناك، كانت قاصراً عندما تم القبض عليها، وهي محتجزة حالياً في مركز خاص بالمجرمين الأحداث.

لكن المصادر نفت أن يكون أفراد هذه الخلية قد قاموا بالتحضير الفعلي لعمل إرهابي محدد داخل الأراضي البلجيكية، مبينة أن “ذلك على الرغم من أن أحدهم قد تحدث، خلال مكالمة هاتفية تم اعتراضها، عن إمكانية القيام بعمل ما داخل بلجيكا”.

ويبلغ عمر “قائد” الخلية حوالي 23 عاماً ويدعى آلبان م.، وقد وُجهت إليه تهمة قيادة مجموعة متطرفة، ما يعني أنه يواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 15 عاماً.

ويأتي المدعو يوسف ب. في المرتبة الثانية، وقد تمت محاكمته سابقاً في إطار خلية إرهابية أخرى، ويواجه هنا عقوبة بالسجن تصل إلى 10 سنوات.

ويشير المحققون إلى وجود دلائل دامغة على العلاقة الوثيقة بين هذه الخلية ومتطرفين آخرين يعملون في العاصمة الفرنسية باريس، ومنهم إيناس م. إحدى اللاتي تورطن بالتحضير لهجمات إرهابية على كاتدرائية نوتردام في باريس، ما سيضعف موقف الدفاع خلال المحاكمة.

وكانت السلطات البلجيكية قد وسعت من ترسانتها القانونية والتشريعية بعد هجمات باريس 2015 وبروكسل 2016، حيث تتم محاكمة كل من له صلة من قريب أو بعيد بعناصر جهادية وكل من يقدم لهم أي شكل من أشكال المساعدة أو حتى يتبنى وجهة نظرهم.

ويركز المحققون البلجيكيون حالياً على الصلات الموجودة بين الخلايا المتطرفة سواء كانت نشطة أو نائمة والمتواجدة على أراضي البلاد وفي الخارج.

كما عمدت السلطات هنا إلى تعزيز تعاونها مع العديد من إدارات الأمن والشرطة في الدول الأوروبية وبعض دول الشرق الأوسط لتفكيك وتعطيل عمل هذه الخلايا. (AKI)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها