مجري كرس حياته لمقاضاة ” أديداس ” : أنا مخترع حذاء الـ ” بريداتور “
لازلو أوروسزي إسم مغمور في عالم كرة القدم، الا ان هذا المجري يخوض منذ نحو 15 عاما معركة قضائية مضنية مع شركة “#أديداس” الالمانية للتجهيزات الرياضية، على خلفية حقوق ابتكار أحد أشهر الأحذية التي أنتجتها وأكثرها نجاحا.
عرف حذاء “بريداتور” الذي أنتجه العملاق الألماني قبل نحو عشرين عاما، نجاحا منقطع النظير لدى اللاعبين، وبينهم نجوم تلك الحقبة كالفرنسي زين الدين زيدان والانكليزي ديفيد بيكهام. ويعود الاقبال على الحذاء لكونه وفر للاعبين قدرة ركل الكرة بشكل أقوى ودقة أكبر.
وفي ظل هذا النجاح، طورت “أديداس” الحذاء اكثر من مرة ، فعام 2000 ومع انطلاق كأس أوروبا لكرة القدم، استعاضت الشركة عن النموذج الأول بنموذج “بريداتور بريسيجون” (دقة)، وأتبعته بـ “بريداتور مانيا” المزود في جزئه الأمامي بخطوط دقيقة تمنح تحكما أفضل بالكرة.
زاد الحذاء من مكانة “أديداس” في عالم كرة القدم، وأكسبها سمعة ومداخيل إضافية. الا ان الحذاء بالنسبة الى أوروسزي (63 عاما)، هو مرادف لوقت وجهد ومال ذهبوا حتى الآن أدراج الرياح، في نزاع قضائي مستمر منذ العام 2002، يسعى فيه لدفع الصانع الألماني للإقرار بحقوق ملكيته لتقنية “الخطوط الدقيقة” في مقدم الحذاء.
والأربعاء، وبعد نحو 15 عاما على انطلاق المسار القضائي، يدخل الأخير مرحلة جديدة مع بلوغ القضية المحكمة العليا في المجر، والتي من المقرر ان تعقد جلسة استماع في هذا الملف.
في منزله الصغير المعزول على مسافة 30 كلم من العاصمة بودابست، يروي أوروسزي الذي عمل سابقا في المجال الزراعي وانتقل بعدها الى عالم الحلويات، قصته مع الحذاء و”أديداس”، وتفكيره المتواصل بكيفية تحسين حذاء كرة القدم التي يزاولها كهواية.
ويقول لوكالة فرانس برس “لم أكن أفهم السبب الذي يدفع اللاعبين مرارا لعدم إصابة المرمى، ولماذا كان ينتهي الأمر بالكرة مرارا الى جانب المرمى أو فوقه، او انها تصيب الحارس بشكل مباشر”.
يضيف “لاحقا فهمت ان المشكلة هي في الاحتكاك بين الكرة الناعمة جدا (…) والأحذية التي كانت أيضا ناعمة”.
ويشير الى انه بعد أعوام “من العمل والتجارب، وبذل العرق والدم”، توصل الى ما يعتقد انه “الحذاء المثالي”، وسجل براءة اختراع في العام 1996 وبدأ بلقاء شركات التجهيزات الرياضية لهذا الغرض.
يضيف “أرسلت نماذج أولية الى الأندية لاسيما في ألمانيا، وعلى اثر ذلك تواصل معي مدير التطوير في +أديداس+ بهدف التعاون”.
مرت الأعوام من دون أي متابعة، بحسب ما يقول أوروسزي، قبل ان “أرى بيكهام يرتدي حذائي في قدميه في إعلان لأديداس”.
وعلى رغم ان الشركة طورت الحذاء بشكل أكبر من النموذج الذي كان المجري قد اقترحه، الا ان الأخير تعرف بشكل أكيد الى “الخطوط” التي كان قد أضافها الى الجزء الأمامي من الحذاء.
رفع أوروسزي الملف الى القضاء المجري منذ العام 2002، ساعيا للحصول على حكم بأن أديداس “استولت” على اختراعه، وهو ما تنفيه الشركة الالمانية التي آثرت عدم التعليق على القضية المستمرة.
وبعد أكثر من عقد من الزمن، أصدر القضاء المجري في 2014 حكما يؤكد ان “خاصية أحذية بريداتور بريسيجون وبريداتور مانيا تعود الى الخطوط الدقيقة (في الجزء الامامي). هذا الابتكار يعود الى لازلو أوروسزي الذي طوره ما بين العامين 1995 و1996”.
الا ان أوروسزي واجه مصاعب في تطبيق الحكم، وذلك بسبب خطأ في صياغة براءة الاختراع الأوروبية التي كان قد استحصل عليها، وعليه لم يكن في امكانه التقدم بطلب تعويض سوى بحق الفرع المجري لشركة “أديداس” وبشأن الاحذية التي يبيعها الفرع حصرا.
ويقول الخبير في الاعمال الرياضية فيرينك دينس “خلال التسعينات من القرن الماضي، كانت القدرة الشرائية في المجر منخفضة جدا، وربما تم بيع الآلاف من أحذية بريداتور (في البلاد)، الا ان هذه الكمية لا تقارب بعشرات بل مئات الآلاف التي بيعت عالميا”.
وعليه، كان التعويض الذي استحصل أوروسزي على قرار قضائي به ضئيلا، واقتصر على 200 ألف يورو. الا انه يطالب بتعويض أكبر بكثير، وهذا ما دفعه الى رفع القضية للمحكمة العليا.
ويقول “كرست كل حياتي لهذه القضية، اضطررت لبيع متجري للحلويات (…) المبلغ الذي أقرته المحكمة ضئيل الى حد انه لا يكفي حتى لتغطية كلفة تطوير هذه الأحذية”. ( AFP )[ads3]