مجلة أمريكية : نصف الجيش الأميركي تديره شركات خاصة

أشار مقال في مجلة نيوزويك إلى ظاهرة مثيرة للقلق بدأت تنمو تحت السطح وهي تزايد عدد الأثرياء الأميركيين الذين يمتلكون شركات عسكرية خاصة ويتطلعون لـ”صفقات تجارية” في الشرق الأوسط وأفريقيا وفي أنحاء العالم.

وذكرت المجلة بحسب الترجمة التي أوردتها قناة الجزيرة، أنه منذ نهاية الحرب الباردة غذى هذا التوسعَ اتجاهان: الأول تزايد الأسهم الخاصة، والثاني اعتماد الولايات المتحدة المتزايد على الشركات العسكرية الخاصة أو ما يعرف بالمقاولين.

ومنذ سقوط جدار برلين عام 1989 زاد عدد شركات الأسهم الخاصة العالمية من بضع مئات فقط إلى أكثر من 6500 شركة، وارتفعت الأصول التي تديرها من أقل من 500 مليون دولار إلى أكثر من 4.6 تريليونات دولار.

وعلقت المجلة بأنه ليس فقط عدد شركات الأسهم الخاصة أو حجم الأصول التي تحت إدارتها هو المهم، بل طبيعة الأسهم الخاصة هي الجديرة بالنظر.

فأصحاب هذه الشركات هم في الأساس من المواطنين الخاصين، الذين غالبا ما يشترون جميع أسهم الشركة المتداولة في البورصة (وبالتالي تأخذ الشركة صفة “خاصة”)، وهدفهم الوحيد هو تحقيق عوائد عالية جدا من الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر من خلال خفض التكاليف بشكل كبير وزيادة الإيرادات لأنهم يريدون الانتقال إلى الاستثمار التالي في أسرع وقت ممكن، وكل ذلك يتم بعيدا عن الأعين.

بلاك ووتر

وأردفت المجلة بأن هذا الأمر عادي عندما ينطبق على شركات الأغذية والسيارات، لكنه يكون مثيرا للقلق عندما ينطبق على المقاولين العسكريين الخاصين، والقلق الثاني هو اعتماد الولايات المتحدة على المقاولين في القيام بالوظائف العسكرية والدبلوماسية والاستخبارية.

وأشارت إلى أن أميركا استخدمت المقاولين العسكريين في كل صراع كبير منذ الثورة الأميركية، ووفقا لدائرة أبحاث الكونغرس نما اعتماد الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية لدرجة أن ما يقرب من نصف القوات المسلحة الأميركية في العراق وأفغانستان يعمل فيها مقاولون عسكريون خاصون.

وبعبارة أخرى، فإن نحو نصف القوات المسلحة الأميركية تعتمد في مصادرها الخارجية على مقاولين عسكريين خاصين، وشركات المقاولات هذه، كالشركة التي كانت تعرف سابقا باسم بلاك ووتر، أصبحت الآن مملوكة بشكل متزايد لشركات الأسهم الخاصة. وهكذا فإن الأمن الأميركي والدولي إلى حد كبير في أيدي شركاء الأسهم الخاصة.

وأشارت المجلة إلى بعض الأمثلة على هذا التداخل أبرزها في العام 1997 عندما أسس إيريك برينس -وهو عسكري سابق في البحرية الأميركية- شركة بلاك ووتر، وبعد مجزرة ساحة النسور عام 2007 في العراق، والتي قتلت فيها قوات بلاك ووتر 17 عراقيا والتي أدين فيها أربعة من موظفيه، غيّر اسم الشركة إلى “زي للخدمات”. وفي العام 2010 باع الشركة لشركتي أسهم خاصة بمبلغ 200 مليون دولار.

وحذرت المجلة من عواقب اعتماد الأهداف الإستراتيجية الأميركية على مجموعة صغيرة من المستثمرين الأثرياء الذين يركزون فقط على تعظيم الأرباح على المدى القصير، وأثر ذلك على الأمن القومي الأميركي.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها