” زين ” والطفل عمران !

ضخامة إعلانات شركة #زين_للاتصالات في شهور رمضان لا تتوافق مع ضعفها من أوضاعها المالية المعلنة إلى الخدمية المعروفة، خصوصاً فرعها في السعودية، فالأصل أنها شركة اتصالات، وفي السعودية حصلت على رخصة، وتعثرت لتسد أفق المنافسة عن الآخرين، فلا هي التي قامت على أرجلها لتنافس السعودية للاتصالات وموبايلي “سابقاً”، ولا هي تواضعت وابتعدت عن المشهد الإعلامي، احتلت مساحة من قطاع الاتصالات، وحجبت أفق المنافسة، لكنها في كل رمضان تخبرنا أنها شركة إعلان أكثر منها شركة اتصالات!

الإعلان المتعوب عليه والذي يحشد له سنوياً، يرتب من الشركة الأم في الكويت، وموضوع الإرهاب الذي اختير لإعلان هذا العام موضوع شائك يحتاج إلى تدبر وتفكر قبل الغوص فيه، وتعنينا هنا النتائج والأثر من إعلان ضخم وراءه ماكينة بث هائلة، لأن استخدام “مكافحة” الإرهاب يتم على قدم وساق، ولكل شيخ طريقته وأهدافه.

لا يمكن فهم أو القبول باستخدام كلمة “لنفجر” لفضح الإرهاب أو التحذير منه، التفجير كلمة لا تقبل القسمة على اثنين حتى ولو نطقت بشفاه مبتسمة أو متألمة، واللغة أداة والكلمة طاقة، فماذا سيصل للنشء من استخدام هذه الكلمة المفخخة والإصرار عليها والترويج لها بصوت مغنٍ مشهور وبث في مختلف القنوات أوقات الذروة؟ لا يحتاج الأمر إلى تحليل أو استقصاء لمعرفة الأثر السلبي.

في جانب فرعي، أخذ بعض المشاهدين على هذا العمل الإعلاني أنه زيف جريمة قتل الطفل السوري عمران، إذ إنه قتل بغارات وقصف طائرات لنظام إرهابي تدعمه إيران وروسيا، ولم يقتل بفعل فرد إرهابي يتبع تنظيماً إرهابياً، والتوجس هنا مشروع لأن القصة حاضرة ومعروفة وتغيير القتلة فيها ببساطة هكذا، لا يمكن صدوره من فراغ، والخلط الأول باستخدام التفجير ضد التفجير قاد للخلط الثاني، والحرص على الإبهار أدى إلى نتيجة الفشل المزدوج هذه، فعلى رغم أن الاسم للشركة “زين”، إلا أن العمل أقل ما يقال عنه إنه “شين”.

عبد العزيز السويد – الحياة[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها