هولندا : اللاجئون أكثر عرضة للغرق من المواطنين .. و صعوبات في تعليمهم السباحة لأنها ليست ” أولوية ” بالنسبة لهم

عرض طفل سوري لاجئ نفسه للخطر بعدما قفز في بركة سباحة غير مسموح بالقفز فيها، لأنها قليلة العمق، في مسبح مدينة ديفينتر، وسط هولندا.

وقالت صحيفة “NRC” الهولندية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن مدربة السباحة “ليوني سميت” تدخلت وطالبت الطفل بالخروج من البركة، مشيرة إلى لوحة كتب عليها عبارة “لا تغطس”، التي لم ينتبه إليها.

ويتعلم في مسبح المدينة 30 طفلاً لاجئاً (من مركز لجوء سخالكهار)، المهارات الأساسية في السباحة، ويقول المنقذ المشرف إنه لم يسبق لهم أن مارسوا السباحة من قبل.

ونقلت الصحيفة عن مكتب الإحصاء قوله إن حوالي 1700 شخص غرقوا في هولندا، خلال عشرين سنة مضت، 25% منهم من الأجانب، و 221 طفل من بين الغرقى ليسوا من أصل غربي.

وعن سبب غرق الأطفال اللاجئين بنسبة أعلى من نظرائهم الهولنديين، أجرى كون بريدفلد، البروفيسور بعلم الرياضة الاجتماعي بجامعة نايميخن، بحثاً عام 2009 يتعلق بمهارات السباحة للاجئين بهولندا، موضحاً أن لدى اللاجئين نقص كبير في ثقافة السباحة بوطنهم الأم، حيث يواجهون المياه بشكل أقل ويعتبرونها شيئاً جميلاً، ويقللون من خطرها، كما يعربون عن اعتقادهم بعدم ضرورة تعلمهم للسباحة.

وأضاف أن تعليم السباحة في هولندا أمر ضروري، حيث توجد المياه في كل مكان، فيما لا تعتبر السباحة أولوية لدى اللاجئين، حيث يفضلون أن ينفقوا أموالهم القليلة على شيء آخر، مثل إجراءات اللجوء وتنظيم أمور حياتهم أو وضعهم المالي غير المستقر.

من جانبه، قال أندري تيمرمان وهو خبير بمجال المسابح ومهارات السباحة، إن نقص المال لا يجب أن يكون عائقاً لتعلم السباحة، حيث يوجد أنظمة تساعد اللاجئين لاتباع الدروس، مطالباً الحكومة بتفعيل تلك الأنظمة بشكل أفضل لتحسينها وجعلها أبسط، مضيفاً أن “اللاجئين غالباً لا يكون لديهم فكرة عما هو المسبح”.

وبحسب الصحيفة، فإن دروس السباحة في مدينة ديفينتر تمول من قبل الهيئة المركزية لاستقبال اللاجئين، وأوضح المنقذ بيري يانس، أن 15 طفلاً حصلوا العام الماضي على شهادة (A) في السباحة، وهم ضمن مركز لجوء.

وقال المنقذ، إن الهيئة مسؤولة عن الأطفال حتى وصولهم لغرف تبديل الملابس، لتقليل الحوادث، مضيفاً: “لايوجد أمان 100%، إينما يوجد الماء يوجد الخطر”.

وكانت الطفلة السورية سلام البالغة من العمر 9 سنوات غرقت في مسبح بهولندا، في أيلول عام 2015، وتجري (حتى الآن) محاكمة ثلاثة منقذين ومدرسين، جراء الحادث.

وعلى إثر ذلك، ألغت ثلاث مدارس للتعليم الأساسي في مدينة أوترخت، دروس السباحة للسنة الدراسية القادمة، خوفاً من حصول حوادث مشابهة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد