قطر : فرض الوصاية علينا مرفوض و مطالب الدول المحاصرة متناقضة

أعرب وزير خارجية قطر الشيخ محمد عبدالرحمن آل ثاني عن استغرابه من قيام السعودية والإمارات والبحرين بفرض “إجراءات جائرة” على بلاده، دون أن يكون لهم مطالب واضحة.

وأوضح في حوار مع تليفزيون قطر الرسمي بث مساء السبت أن “التناقضات في التصريحات والاتهامات (من مسؤولي الدول المحاصرة) هي أكبر دليل على هشاشة أساس هذا الخلاف الذي لا نعرف خلفياته حقا”.

وقال وزير خارجية قطر: “هناك جهد حثيث من أشقاءنا في الكويت وعلى رأسهم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للحصول على رؤية واضحة لمطالب هذه الدول التي اتخذت إجراءات جائرة ضد دولة قطر”.

وأردف: “إلى الآن لم يتم تسليم الكويت أية مطالب ولم تسلم حتى لائحة اتهمات وقد حيرتنا تصريحات المسؤولين من هذه الدول”.

وتابع: “مرة يذكرون انهم سيسلمون المطالب إلى الكويت وان الخلاف خليجي خليجي ويجب احتوائه خليجيا، ومرة أخرى يقولون أن المطالب ستسلم إلى الولايات المتحدة، ومرة أخرى يريدون ان تقوم قطر بإجراءات تتجاوب مع المطالب التي هي واضحة ولا نعرفها للأسف”.

واعتبر أن “هذا أكبر دليل أن الخلاف المبني على أخبار مفبركة وعلى جريمة قرصنة في وكالة الأنباء القطرية 24 مايو/ آيار الماضي ومطالب ليست جاهزة لديهم يستطيعون تسليمها حتى الآن على هشاشة الأساس الذي يقيمون عليه هذه الإجراءات الجائرة والمخالفة للقانون الدولي ضد دولة قطر وشعبها”.

وتعليقا على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن السعودية تعمل مع شركاءها على إصدار قائمة شكاوى وتسليمها للدوحة، قال آل ثاني: مطالب تلك الدول “ليست واضحة حتى الآن فقد بدأت بمطالب وحديث عن خلاف خليجي يجب عدم تدويله، ووصلت لمطالب ستسلم للولايات المتحدة والآن تحولت إلي قائمة شكاوى سيتم اعدادها”.

وأردف: “ما هي المطالب. المطالب ليست واضحة، إذن لماذا هذا الخلاف؟ وهذه الإجراءات إذا الشكاوى ليست معدة حتى الآن؟”.

وتابع: “هل عادة تحل الشكاوى والخلافات باتخاذ الاجراءات أم تتخذ الاجراءات بعد استنفاذ آليات الحوار الدبلوماسية والمتعارف عليها دولياً؟”.

وأكد أن التناقضات في التصريحات وإطلاق الاتهامات جزافا هي أكبر دليل على هشاشة أساس هذا الخلاف الذي لا نعرف خلفياته حقا، هل هناك خلفية صلبة وأساس صلب لهذا الخلاف وهذه الاجراءات ام لا.

وأضاف: “هل هذه الإجراءات اتخذت لتغيير سياسة دولة قطر تجاه شئ خاطئ مثل ما يدعون أم لفرض وصاية على دولة قطر وهذا الأمر مرفوض وأوضحناه أكثر من مرة”.

وبين أن “الخيار الاستراتيجي لدولة قطر هو الحوار” لحل الأزمة، مشيرا إلى أنه يجب “أن تحل المشاكل على الطاولة وأنت نتعامل مع المسالة بمسؤولية ونضج”.

**اتهمات مفبركة

وفي رده على اتهامات وسائل إعلام تلك الدول لقطر بدعم جماعات ارهابية بـ 65 مليار دولار، قال آل ثاني: “الحملة على قطر بدأت بناء على اتهامات مفبركة وجريمة قرصنة وكالة الأنباء القطرية 24 مايو/ آيار الماضي، واستمرت على افتراءات ثم تلتها إجراءات جماعية من الدول الخليجية الثلاث بالتنسيق مع مصر لمعاقبة قطر على اتهمات مرسلة”.

وبين أن “هذه الاتهامات المرسلة أكبر دليل على فبركتها التناقضات التي جمعتها تلك الاتهمات، فوفقا لاتهماتهم قطر تدعم القاعدة وداعش والأحواز وإيران وكلها متناقضات”.

وأردف: “أريد أن اعرف اساس مبلغ الـ65 مليار دولار، أين التقارير التي استندوا عليها؟. هذا مبلغ كبير جدا، لا يمر مرور الكرام في النظام المالي العالمي؟”.

** مكالمة مستشار الأمير.. والتدخل في البحرين

وفند وزير خارجية قطر ما بثه التلفزيون الرسمي للبحرين الجمعة لمكالمة هاتفية بين حمد بن خليفة العطية المستشار الخاص لأمير البلاد وأحد قيادات جمعية الوفاق البحرينية المعارضة، وترويجه على أنه تحريض وتدخل قطري في شئون البحرين.

وقال في هذا السياق: “اختيار توقيت البث (خلال الأزمة الحالية) يفقد البث قيمت ومصداقيته”.

وأردف: “عملية الوساطة القطرية في 2011 كانت لحقن الدماء، والتهدئة في البحرين، وتمت بعلم السلطات في البحرين والسعودية، والحكومة البحرينية في ذلك الوقت أشادت بدور قطر في محاولة احتواء الأوضاع وتهدئتها”.

وبين أنه “رغم إخراج المحادثة من سياقها التاريخي وإخراج مقتطفات منها لكي تثبت للمستمع أن هناك تدخل في الشئون البحرينية، لم ينجحوا فيها”.

وقال أن “الكلام الذي طرح رغم أنه مقتطع يوضح أن دولة قطر لم تكن تحرض أحد وإنما كانت تريد تهدئة في البحرين”.

** قرصنة الوكالة الرسمية

وأبدى آل ثاني استغرابه من ردود فعل الدول الخليجية المحاصرة لقطر على جريمة القرصنة التي تعرضت لها وكالة الأنباء القطرية.

وأوضح ” أنه نظرا لأن الجريمة تمت فجر يوم 24 مايو، آيار الماضي تم التواصل مع وزراء الخارجية بمجلس التعاون عبر الرسائل لعدم الأخذ بعين الاعتبار ما تم بثه بسبب القرصنة”.

وأردف: “لكن التواصل لم يستمر صباح اليوم التالي سوى مع وزيري خارجية الكويت وسلطنة عمان اللذين أبديا تضامنهما وطلبا منا عدم التصعيد في مقابل تصعيد إعلام الإمارات والسعودية ونحن من جهتنا استجبنا لمثل هذه المطالب”.

وبين “أن الأمور كانت طبيعية مع الدول الخليجية ( قبل الأزمة) ولم يتطرق أي طرف لأي نوع من الخلافات ولم تكن هناك أي بوادر خلافات وكانت الأجواء ودية”.

وبين انه “كان من المستغرب ردة الفعل المفاجئة التي تلت جريمة القرصنة خاصة أننا لاحظنا أن الأمور كانت معدة سابقا من أشرطة ومحللين خرجوا للإساءة لقطر”.

** رسالة شديدة اللهجة

ووجه وزير خارجية قطر رسالة شديدة اللهجة للدول التي اتخذت إجراءات دبلوماسية ضد قطر “نزولا على الضغوطات” التي مورست عليهم من دول الحصار.

وقال إن “هذه الدول اتخذت إجراءات للاسف لا تعرف عواقبها في الفترة المستقبلية، قطر تعرف أصدقاءها جيدا وتعرف من يقف معها ومن لم يقف معها في هذه المحنة”. (ANADOLU)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها