ارتفاع معدلات جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا

يمكن النظر إلى حادث الهجوم بشاحنة على المصلين بالقرب من مسجد بشمالي لندن، الاثنين الماضي، على أنه جزء من اتجاه أوسع نطاقاً لجرائم الكراهية ضد المسلمين في العاصمة البريطانية وفي مختلف أنحاء البلاد.

وشهدت العاصمة البريطانية زيادة في معدلات جرائم الكراهية ضد المسلمين بعد أن نفذ ثلاثة رجال من الواضح أنهم كانوا مدفوعين بالتطرف الإسلامي، هجوم جسر لندن الإرهابي في الثالث من حزيران الحالي، وأعلنت الشرطة احتجاز نحو 25 شخصا بتهم تتعلق بجرائم الكراهية خلال الأيام الثلاثة التي أعقبت ذلك الحادث.

وحذر صادق خان عمدة لندن بعد مرور بضعة أيام على وقوع هجوم جسر لندن، بأن الشرطة “لن تتسامح مع جرائم الكراهية”.

وحث خان مزيدا من المواطنين على الإبلاغ عن جرائم الكراهية، حيث قال مكتبه إنه تم رصد “زيادة ملحوظة في حوادث جرائم الكراهية وتلك المرتبطة بالإسلاموفوبيا في أعقاب هجوم جسر لندن”.

وأضاف المكتب أن هذه الزيادة أعلى من المعدلات التي تم تسجيلها بعد وقوع هجمات باريس في تشرين الثاني 2015، ومقتل لي ريجبي وهو جندي تم طعنه وفارق الحياة بلندن في أيار/ مايو 2013.

وقالت المجموعة البرلمانية البريطانية حول الإسلاموفوبيا وتضم مختلف الأحزاب في أعقاب الهجوم بالمركبة على المسلمين بمنطقة فينسبري بارك في لندن إن “الزيادة المثيرة للقلق في التطرف المرتبط بالإسلاموفوبيا والكراهية استمرت لفترة طويلة بدون أن يتم كبح جماحها”.

وأضافت المجموعة “ثمة حاجة لدراسة على مستوى عال حول أسباب نشوء واستمرار الخطاب اليميني المتطرف والكاره للأجانب”.

ويلاحظ أن ارتفاع موجة الكراهية للمسلمين حدثت في مختلف أنحاء بريطانيا وليس في لندن وحدها.

وقالت مصادر الشرطة المحلية إن العدد اليومي الذي تم الإبلاغ عنه لجرائم الكراهية في منطقة مانشستر تضاعف إلى 56 جريمة فور حدوث الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل 22 شخصا في ساحة مانشستر في 22 أيار الماضي.

وفي حادث نشرته وسائل الإعلام المحلية تم إلقاء القبض على رجل بعد أن أشعل النار في باب مسجد ببلدة أولدهام بمدينة مانشستر الكبرى.

وفي مدينة برايتون الجنوبية قال محمد شفيق رئيس منظمة إسلامية مناهضة للتطرف تتعاون مع الحكومة، لصحيفة “ذي إندبندنت” إن رجلا بصق عليه وهو يسير في شارع بمدينة برايتون بعد مرور يوم واحد على هجوم مانشستر، وصاح به “أنت قتلت أطفالا”.

وفي إيرلندا أعرب إمام مسجد بمدينة جالواي الغربية عن اعتقاده بأن الهجوم الذي تعرض له المسجد بالحجارة التي حطمت نوافذه أثناء صلاة العشاء هو “نتيجة مباشرة” لهجوم جسر لندن.

وقالت الشرطة انه يتم الآن الإبلاغ عن وقوع مزيد من الجرائم المماثلة، غير أن الشرطة تعتقد أن كثيرا منها “لا يتم الكشف عنه”، وغالبا ما يرجع ذلك إلى الخوف أو الاستسلام أو لعوامل ثقافية.

بينما قال دافي سترينجر قائد شرطة لندن بعد حادث هجوم جسر لندن “لقد تعرفنا منذ فترة طويلة على تأثير جرائم الكراهية على التجمعات السكانية وعلى الطبيعة الخفية لهذه الجريمة، والتي لاتزال إلى حد كبير لا يتم الإبلاغ عنها”.

وظلت العنصرية في أشكالها المختلفة جزءا من الحياة اليومية للأقليات العرقية في بريطانيا لعقود، غير أن كثيرا من مناطق لندن وغيرها من المدن الكبرى نجحت في التشجيع على التسامح والاندماج.

ويرى المحللون أن الجدل الذي دار على المستوى الوطني حول الهجرة قبل وبعد إجراء الاستفتاء العام الماضي حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، غذى ارتفاع موجة من العنصرية ضد مواطني الاتحاد الأوروبي والمسلمين واليهود وغيرهم من المجموعات السكانية.

وذكر تقرير أعدته مجموعة “أوبينيوم” لاستشارات استطلاعات الرأي العام في نيسان الماضي أن اقتراع بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي في حزيران الماضي أدى إلى تراجع معدلات الاندماج وعرقل الحوار حول العلاقات بين الأعراق.

وقال التقرير بعد لقاءات أجرتها المجموعة مع 2000 مشارك في الاستطلاع “إن ما نراه هو أن الحالة المحيطة بالثقافة والهوية الوطنية والاندماج قد تغيرت بشكل كبير، وهذا ألقى بتأثيره على التقدم الذي اعتقدنا أننا لاحظناه في أوائل عام 2016″.

ومن ناحية أخرى قالت ساره خان وهي ناشطة ومعلقة ومؤسسة لمنظمة “إنسباير” المناهضة للتطرف والمدافعة عن حقوق المرأة وبمشاركة من نساء مسلمات إنه يجب على المواطنين البريطانيين أن “يعترفوا بأننا نعيش في عصر التطرف المتنامي، خاصة من كلال الجانبين غلاة اليمين والإسلاميين”.

وأضافت في أعقاب الهجوم الأخير “إن هؤلاء المتطرفين من كلا الجانبين متشابهون حيث يتشاركون في صفات واحدة، فهما ينزعون الطابع الإنساني من الفرد، وكلاهما يروج لأيديولوجية التفوق العنصري، وكلاهما يسعى لطمس الأرضية الوسطية التي تتشارك فيها الإنسانية جمعاء”. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. الحجاب عادة فرضة سلاطين العثمانيين و لا شيء من الرأن – اخلعوه