” أريد إنقاذ من لم يكونوا محظوظين مثلي كمولودة في ألمانيا ” .. طبيبة ألمانية متطوعة تروي تفاصيل تجربتها في إنقاذ اللاجئين من الغرق

تطوعت طبيبة ألمانية مع منظمة إغاثية، تعمل على إنقاذ اللاجئين من الغرق في البحر المتوسط، دون أن تحصل على أي أجر، بل وتدفع علاوة على ذلك من نفقاتها الشخصية كلفة السفر والإقامة.

وأجرت صحيفة “هيسن شاو” الألمانية المحلية، لقاء مع الطبيبة يوهانا روكنباخ، المنحدرة من مدينة غيسن، وسط ألمانيا، أبدت فيه الطبيبة سعادتها الغامرة، وفيما يلي نص الحوار الذي ترجمه عكس السير:

ما هو الدافع وراء عملك التطوعي كمنقذة في البحر؟

يوهانا: أريد أن أنقذ أرواحاً لم يكن لها حظ مثل حظي، كوني مولودة في ألمانيا، وسأكرس كل خدماتي كطبيبة لمساعدتهم، كان حلمي مذ كنت صغيرة بأن أساعد الآخرين، وهذا السبب الذي دفعني أيضاً لدراسة الطب البشري.

لماذا اخترتي منظمة “Sea-Eye” (عين البحر) على وجه التحديد؟

يوهانا: قرأت مقالة في مجلة الأطباء الألمانية (إرتسي-بلات)، في شهر شباط الماضي عن عدة منظمات إغاثية غير حكومية تنشط هناك، هذه كانت شرارة البداية التي جعلتني أبحث وأعرض خدماتي على عدة منظمات كي يسمح لي بالمشاركة، في الحقيقة قمت بمراسلة عدة منظمات وليس “Sea-Eye” فقط، وسبب اختياري لها بأنني تلقيت رداً سريعاً جداً، وكنت متحمسة جداً، وأردت الانضمام على الفور.

هل ستتلقين أجراً مقابل مهمتك؟

يوهانا: بالطبع لا، بل على العكس فمصاريفي الشخصية من تذاكر طيران إلى مالطا .. إلخ، أتكفل بها بنفسي، عدا عن ذلك عملي هو تطوعي.

ما هي طبيعة عمل منظمة Sea- Eye؟

يوهانا: المنظمة ترسل سفناً من مدينة مالطا إلى البحر المتوسط، معظم المهمات تبلغ مدتها أسبوعان، أكثر من ذلك يكون سيئاً نفسياً بالنسبة للمتطوعين، فريق السفينة يتألف من سبعة إلى عشرة أشخاص، بينهم ميكانيكي وطبيب على الأقل، والآخرون يعملون على رصد قوارب المهاجرين، بمساعدة الكاميرات الحرارية.

ما الذي يحدث عندما يتم رصد قارب مهاجرين؟

يوهانا: نقوم بالاتصال فوراً بخفر السواحل الإيطالية، التي تقرر إنقاذ القارب فوراً، أو يقولون إنهم سيتكفلون بالأمر، هنا يكون الحديث عن الأطفال أو النساء الحوامل أو الأشخاص المرضى الذين يتم فحصهم، لمعرفة ما إذا كانوا يستطيعون الصمود لأربع وعشرين ساعة، ريثما يقوم خفر السواحل بإرسال سفينة كبيرة لنقل المهاجرين.

في حالة عدم الإرسال نقوم نحن بتلك المهمة، عدا عن ذلك تكمن مهمتنا في العناية الصحية الإسعافية، فلدينا غرفة تتسع لثلاثة أشخاص فقط، والباقون يتوجب عليهم أن ينتظروا في القارب، نحن لا نستطيع أن ننقل الركاب إلى قاربنا نظراً لصغر حجمه، ولا نستطيع أيضاً نقل اللاجئين إلى وجهتهم، لكن في حالة غرق القارب نقوم فوراً بتنفيذ عملية إخلاء ونقل المهاجرين.

هل أنت الطبيبة الوحيدة على القارب؟

نعم أنا الوحيدة، في بعض الأحيان قد يحالفني الحظ في وجود مسعف أيضاً على متن القارب، الأمر الذي يسهل أو يجعل اتخاذ القرارات الطبية أسهل، و في حالات الطوارئ هناك طبيبان أخصائيان نستطيع الاتصال بهما دائماً عبر الأقمار الصناعية لأخذ الاستشارة.

بماذا تردين على المقولات التي تشير إلى أن المنظمات الإغاثية تزيد من أعداد اللاجئين، وأنها بمثابة “تاكسي” لهم؟

يوهانا: هذا المقولات غير حقيقية، ولا توجد حتى دراسات تؤكد صحتها، اللاجئون يعرفون حق المعرفة بأن البحر المتوسط خطر، لكنهم يسلكونه لأنه لا يوجد أي مهرب آخر من بلدانهم، أنا لا أعتقد أنهم يشعرون بقدر كاف من الأمان جراء عملنا ليكون ذلك حافزاً للهجرة.

هل تتعرضين للرفض أو المواجهة عندما تعرفين بنفسك كمساعدة في منظمة إغاثية تنقذ اللاجئين؟

لا، فالدائرة المحيطة بي ليست ممن يرفض هكذه الأعمال، بل على العكس إنني أتلقى الدعم والتشجيع.

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها