الأمن المغربي يستدعي طفلاً بالريف حث على الاحتجاج السلمي عبر مقطع فيديو

استدعت الشرطة المغربية بإحدى مدن الريف شمالي البلاد، طفلا يبلغ 10 سنوات، عن طريق والده، للتحقيق معه حول مقطع فيديو ظهر فيه الطفل يحث على الاحتجاجات مع الالتزام بالسلمية، وفق ما ذكر الوالد.

وتداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي، السبت، نسخة للاستدعاء الذي وجهته مفوضية الشرطة بمدينة إمزورن التابعة لمحافظة الحسيمة، إلى أحمد بوكريش والد الطفل سيف الدين من أجل الحضور “عاجلا” إلى مقر المفوضية.

وذكر أحمد بوكريش، السبت، أنه استجاب لدعوة الشرطة وحل مساء الجمعة بمقر مفوضية الأمن، لكن ضابط الشرطة بادره بالسؤال عن ابنه سيف الدين ومكان وجوده، وبضرورة إحضاره معه.

وأضاف أنه لما أحضر ابنه سيف الدين إلى مقر مفوضية الشرطة “بدأ ضباط الشرطة في سؤال الابن عن من شجعه أو لقنه ما قاله في الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي يحث فيه باللغة الأمازيغية المحلية، على مواصلة الاحتجاجات والالتزام بسلميتها حتى إطلاق سراح المعتقلين وتحقيق المطالب”.

وقال الوالد إنه ابنه تعرض لتهديد شفهي حتى “كشف عن أسماء 3 أشخاص قال إنهم شجعوه وأثنوا على ما قاله”، كما تعرض لتهديد آخر بـ”إيداعه سجن الأحداث في حال عودته إلى القيام بما قام به”.

بينما ظهر الطفل سيف الدين بوكريش في مقطع فيديو آخر معلقا على استدعائه من طرف الشرطة متحدثا بتهكم بقوله باللغة الأمازيغية “عندي 6 سنوات إخوتي، 6 سنوات ليس أكثر ويستدعونني. اذهبوا إلى حال سبيلكم”، لكن أحمد بوكريش والد سيف الدين، قال إن ابنه يبلغ من العمر 10 سنوات.

وقال الوالد إن ضباط الشرطة “دفعوه” إلى التوقيع على شكاية ضد الأشخاص الذين قال ابنه إنهم “شجعوه ولقونه” ما قاله في مقطع الفيديو، موضحا أنه شخصيا لا يعرفهم.

وكان الطفل سيف الدين ظهر في مقطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي، يدعو فيه شباب الريف إلى الاحتجاج. وافتتح سيف الدين كلامه باللغة العربية الفصحى بقوله “السلام عليكم، تحية نضالية عالية للأحرار والحرائر”، قبل أن ينتقل إلى الحديث باللغة الأمازيغية محييا المعتقلين ومطالبا بمواصلة الاحتجاجات والحضور بكثافة في ساحات الاحتجاج حتى “إطلاق سراح المعتقلين وتلبية المطالب”، مشددا على “الالتزام بالسلمية”.

وتجددت مساء الجمعة الاحتجاجات في مدينة الحسيمة شمالي المغرب، وفضتها قوات الأمن بالقوة، وأوقفت عددا من نشطاء “حراك الريف”، قبل أن تخلي سبيلهم.

وارتفع عدد النشطاء الموقوفين على خلفية حراك الريف بالمغرب، المتواصل منذ 8 أشهر بإقليم الحسيمة وعدد من المدن شمالي البلاد، إلى 176موقوفا، حتى أمس الأول الخميس، حسب المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، في مؤتمر صحفي ذلك اليوم، مشيرا إلى إحالة وزارة العدل تقريرا رسميا عن ادعاءات بـ”تعذيب نشطاء حراك الريف”، إلى القضاء، الثلاثاء الماضي.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد الحسيمة وعدد من مدن وقرى منطقة الريف، احتجاجات متواصلة، للمطالبة بـ”التنمية ورفع التهميش ومحاربة الفساد”.

وبدأت الاحتجاجات عقب مصرع تاجر السمك محسن فكري، الذي قتل طحنا داخل شاحنة لجمع النفايات، خلال محاولته الاعتصام بها، لمنع السلطات من مصادرة أسماكه. (ANADOLU)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

One Comment

  1. يحمد الله انه تم استداعة بهذه الطريقة لو كان عند نظام الممانعة كان مصيرة مثل حمزة الخطيب رحمة الله