ألمانيا : مترجم ” سوري – ألماني ” يعتبر مثالاً ناجحاً للاندماج يساعد السوريين مجاناً و يتحدث عن صعوبات الاندماج التي يعانون منها

أجرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية، لقاء مع مترجم سوري، يعمل في الترجمة بين اللغتين الألمانية والعربية، معتبرة إياه خير مثال للاندماج الناجح في ألمانيا.

وقالت الصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير، إن السوري “سمير محفوض” أعرب عن غضبه من لاجئ سوري، ينحدر من محافظة إدلب، أراد مؤخراً التقدم بطلب للحصول على وظيفة مدرس في اللغة العربية، في ميونيخ.

وطلب اللاجئ السوري من محفوظ ترجمة شهادته، وعلى الرغم من أنه يعيش منذ سنة ونصف في ألمانيا، إلا أنه بالكاد يتحدث الألمانية.

وأضاف محفوض مشيراً إلى اللاجئ السوري: “بعد فترة طويلة من مكوثه في البلد، سيكون قادراً على تحدث اللغة بشكل أفضل”.

وقال محفوظ إن اللاجئ السوري، عُرضت عليه دورة مكثفة في اللغة الألمانية، لكنه رفضن، مبرراً أنه سيضطر إلى الاستيقاظ في الساعة 5 فجراً في برلين، حتى يصل في الوقت المحدد إلى مدينة بوتسدام.

وأضاف محفوظ: “أنا متأكد من أنه لا يمتلك أية فرصة في الحصول على وظيفة، وعلى الرغم من ذلك قمت بترجمة شهاداته الجامعية مجاناً”.

وقالت الصحيفة إن محفوض ولد عام 1954 في بلدة بمرتفعات الجولان، ثم انتقل في وقت لاحق مع عائلته إلى دمشق، ووصل عام 1973 إلى ألمانيا، ودرس فيها هندسة الطاقة، وحاز على شهادة الدكتوراه، ووجد وظيفة في شركة الطاقة.

والتقى محفوض زوجته الألمانية أثناء دراسته في ألمانيا، ومنذ عام 1990 يحمل الجنسية الألمانية.

وأشارت الصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير، إلى أن ابنة محفوض متزوجة من بريطاني يعمل في لندن، في حين يعمل ابنه في بيع العقارات في برلين، الأمر الذي قالت الصحيفة إنه يشكل “قصة للاندماج الناجح”.

وعبر محفوض عن ألمه بسبب فشل عدد من السوريين في ألمانيا في الاندماج، وقال: “إنه لأمر مؤلم أن نرى مثل هذا الشيء”، في إشارة إلى اللاجئ أعلاه، وأضاف محفوض البالغ من العمر 63 عاماً: “في مثل هذه الحالات، أكاد أشعر بالذنب لأنني أساعد”.

وقالت الصحيفة إن محفوض يعيش مع زوجته في منزل في الريف، وقد تقاعد من الشركة، ولكن عوضاً عن التمتع بأيام التقاعد، يقوم بمساعدة أولاد بلده، وقال محفوظ: “أنا لا أنسى جذوري”.

وأضاف أنه يتمنى أن يندمج باقي السوريين بنجاح في هذه البلاد، ولأنه يعلم أن الظروف مختلفة، لا يزال محفوض، الذي قام بالتدريب في نهاية التسعينيات ليصبح مترجماً، يساعد اللاجئين بأقصى ما يستطيع.

وأضافت الصحيفة أنه من خلال قيامه بأعمال الترجمة، ومن خلال قيامه بالعديد من رحلات العمل إلى ليبيا وتونس ودبي، ودول عربية أخرى، بنى محفوض شبكة علاقات ضخمة، ولمع اسمه بين اللاجئين، باعتباره يساعد في الترجمة مجاناً.

ولهذا يتلقى محفوظ رسائل عدة من اللاجئين، الذين يرغبون بالسفر إلى أوروبا، وقال محفوض: “بالأمس أرسل لي سوري رسالة واتس أب، يسألني عن رأيي في الحياة في الوقت الحاضر كلاجئ في ألمانيا”.

وقال محفوض إن كثيراً من السوريين لديهم رأي أن “اللجوء” هو نوع من المهن في ألمانيا، حيث يحصل المرء بعد الاعتراف به كلاجئ على 400 يورو في الشهر، وفي سوريا يسمي السوريون هذا المبلغ بـ “راتب”.

وقال إن المرء يمكن أن يتفهم ذلك، حيث يكسب الأستاذ الجامعي حالياً حوالي 200 دولار في سوريا، ومع انخفاض قيمة الليرة السورية ونظراً للصراع الدائر في سوريا، أصبحت ألمانيا بالنسبة لكثير من السوريين، أكثر جاذبية من أي وقت مضى.

وأضاف: “من يمكنه إلقاء اللوم على الناس الذين يريدون المجيء إلى هنا؟ إنه لأمر لطيف أن نقوم بالمساعدة، ولكن لا يملك الجميع القدرة على الاندماج”، مشيراً إلى أنه لا يجب نسيان أصحاب الشهادات العالية.

وقال إنه يعرف أطباء أسنان سوريين، يرغبون في العمل في ألمانيا، وما يزالون بانتظار الاعتراف بالشهادات الخاصة بهم.

وتناول محفوض، الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية، مشكلة التدين بين العديد من اللاجئين، وهو ما يقلقه أكثر من أي وقت مضى، وقال إن المسلمين في ألمانيا يصبحون متدينين.

وأضاف محفوظ أنه لا يرى نفسه على أنه مسلم، بل ملحد، منوهاً إلى أن الدين لم يلعب أبداً أي دور في حياته أو حياة عائلته.

وذكر أنه أراد أن يساعد لاجئاً سوريا في العثور على وظيفة، ودعاه لتناول العشاء، ولكن الشاب قطع الاتصال معه، لأنه “لم يرض أننا شربنا النبيذ أثناء تناول الطعام”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫5 تعليقات

  1. اذا المساعدات سموها راتب مو مبسوطين عليه
    و اذا بدك اسمها بالمنهج الاسلامي تسمى “صدقة عاطل عن العمل”

    1. قول الحمد لله أن الله لم يجعلك من المتصدقين ,, حاسس أنك أنت ممول الحكومة الألمانية ببرامج الإندماج.

  2. موضوع التدين والرجوع للخلف قصة غريبة،وانااعيش بامريكا وواكد انالمسلمين يصبحون اكثر تدين هنا ويعيشون بصراع بين ما يامرهم دينهم تجاه اليهود والنصارى والملحدين وبين الاحترام والمساعده ولانسانيه التي يروها من هولاء