ألمانيا : حلاق ألماني يتحدث عن تجربة تشغيل متدرب سوري لاجئ .. و يؤكد أنه ” من أفضل الحلاقين “

يجد العديد من الأشخاص صعوبة كبيرة بإيجاد عمل في ألمانيا، وخصوصاً الذين لديهم وضع خاص كاللاجئين، بحسب ما ذكرت صحيفة “زودكورير” الألمانية.

وقالت الصحيفة، في مقال لها، نشرته يوم الجمعة الماضي (14/7)، بحسب ما ترجم عكس السير، إن صاحب صالون الحلاقة “فرانكو كريس” ويدعى دومينيك بلامو، يعرف مدي صعوبة الأمر بالنسبة للاجئين الذين يحاولون التأقلم مع البيروقراطية الألمانية، وتجاوز الأحكام المسبقة عليهم، حيث قام منذ عام بتوظيف شاب سوري.

وأضافت أن الشاب السوري أحمد عبيد (22 عاماً)، أنهى راسة الثانوية العامة في سوريا، وبدأ بتدريب مهني بالحلاقة، واضطر للهرب من سوريا برفقة أخيه بسبب الحرب عام 2014.

واستغرقت رحلة اللجوء شهرين، تنقلوا خلالها بين عدة دول أوروبية قبل أن يصلوا إلى ألمانيا، فيما لا تزال عائلته تعيش في الخيام، في مناطق سيطرة “داعش”، شرقي سوريا.

وقال دومينيك: “إنه يرى حياته في ألمانيا كأنها هدية من الله، لكنه لا يستطيع الاستمتاع بها لخوفه الدائم على أهله في سوريا”، وأضاف أن العمل يساعد أحمد على تخفيف حدة الألم والخوف على أهله لانشغاله لبعض الوقت بإنجاز وظيفته.

وأنهى أحمد دورة اللغة بنجاح بعد 10 أشهر، وأرسل طلبات عمل لعدة صالونات حلاقة بمساعدة مستشارة لدى وكالة العمل، وتم رفضه من قبل العديد من الصالونات رغم قلة العاملين في تلك المهنة، فيما قالت المصادر إن السبب الأكثر شيوعاً كان خوف أصحابها من أن يكون أحمد لا يريد التدريب فعلاً، أو أن لا يحترم القواعد.

وتم قبوله لدى صالون دومينيك مبدئياً، وأوضح صاحب العمل أنه واجه العديد من الصعاب، فبالإضافة للغة، كان الأمر جديداً كلياً فيما يتعلق بالتعامل مع النساء، لأن الأمر في سوريا مختلف تماماً.

وتعمل والدة دومينيك في الصالون أيضاً، وقامت بتعليم أحمد بعض الجمل التي يحتاجها بشكل ضروري في عمله بالحلاقة.

ويقوم أحمد فقط بالوظائف التي يقوم بها المتدربون، لأن قص الشعر ممنوع بالنسبة لهم، لكن الأمر تغير بالنسبة له في أحد الأيام التي اضطر فيها صاحب الصالون للموافقة على أن يقوم أحد بقص شعر أحد زبوناته بعد أن كان أحد الحلاقين المهمين غائباً.

وقال دومينيك: “النتيجة كانت مفاجئة جداً، لقد عمل بإتقان ملفت للنظر”، وأضاف “لم أرى في حياتي شخصاً يقص بهذا الشكل، واصفاً إياه بأفضل حلاق على الإطلاق”.

وسيبدأ أحمد في آب القادم تعليمه المهني بالرغم من أنه متقدم بشكل كبير على أرض الواقع.

ويقوم دومينيك، في الوقت ذاته، بمساعدة أحمد خارج إطار العمل تحديداً في السكن، وتلقى عدة عروض لكنها سرعان ما سحبت بعد أن تبين أن الشقة للاجئ سوري.

وقال دومينيك: “لقد كنت متفاجئاً من أصدقاء لي كنت أتوقع منهم المزيد من حس المساعدة”، إلا أن أحمد تمكن من إيجاد منزل في شمال مدينة سينغن، بولاية بادن فورتنبيرغ، أخيراً.

ولم يستطيع دومينيك تفهم الأشخاص الذين ينعتون اللاجئين بصفات لا تنطبق عليهم كالكسل أو عدم وجود حماس لديهم للعمل، حيث قال: “أحمد لم يسبق له أن تغيب بسبب المرض أو تأخر لبعض الوقت طوال فترة عمله”.

وتعرض دومينيك للحظات مخيفة وسيئة، بسبب ردات فعل بعض الزبائن، حيث قامت زبونة في إحدى المرات برفض التعامل مع أحمد والحديث معه، وطلبت شخصاً آخر لخدمتها، إلا أنه أكد أن غالبية الزبائن يتعاملون بإيجابية مع أحمد.

وأكد دومينيك أنه يريد تشجيع صالونات أخرى لإعطاء أشخاص كأحمد فرصة لإثبات نفسهم.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها