ألمانيا تؤجل صفقة غواصات لإسرائيل بسبب فضيحة فساد

قررت ألمانيا تأجيل التوقيع على مذكرة تفاهم كان يجب أن تضفي الصفة النهائية على صفقة لبيع 3 غواصات لإسرائيل، فيما تواصل السلطات في تل أبيب تحقيقاتها في فضيحة فساد ترتبط بالصفقة.

وكان من المقرر أن توقع ألمانيا وإسرائيل على المذكرة الأسبوع المقبل، لكن الجانب الألماني قرر الامتناع عن هذه الخطوة في الوقت الراهن وتأجيلها إلى موعد آخر لم يحدد بعد.

وعبّرت مصادر إسرائيلية عن مخاوفها من أن تؤدي التطورات الأخيرة إلى إلغاء الصفقة نهائيا. وجاءت هذه المخاوف بعد زيارة قام بها مؤخر أودي آدم، مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية، إلى ألمانيا، إذ اعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه يحاول إنقاذ المشروع.

وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في هذا السياق، أن الاتفاقية الإسرائيلية الألمانية بشأن بيع الغواصات، تسمح لبرلين بالانسحاب من الصفقة بشكل أحادي في حال التأكد من وجود رشوة أو فساد في سياق مراحل صياغة الاتفاق.

وتبلغ القيمة الإجمالية للصفقة مع شركة “ThyssenKrupp “، التي تعد من الرواد العالميين في تكنولوجيا بناء الغواصات، 1.5 مليار دولار. وحسب شروط الاتفاق، يجب أن يمول الجانب الألماني بناء الغواصات بنسبة الثلث.

ويجب أن تدخل الغواصات الثلاث الخدمة في غضون 12 عاما، محل غواصات قديمة ألمانية الصنع يستخدمها حاليا الأسطول الإسرائيلي.

وكانت وسائل إعلام ألمانية قد ذكرت الشهر الماضي أن مجلس الأمن القومي الألماني وافق على الصفقة، التي ستحصل إسرائيل بموجبها على 3 غواصات جديدة من طراز “Dolphin “، إضافة إلى إلى غواصة رابعة يجري بناؤها حاليا.

لكن السلطات القضائية الإسرائيلية بدأت في الوقت نفسه بملاحقة عدد من المسؤولين الكبار لشبهة فساد مرتبطة بالصفقة. ومن بين المشتبه بهم – دافيد شيمرون، المحامي الشخصي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي سبق لوسائل إعلام أن كشفت أنه كان في عام 2014، عندما توصل الطرفان إلى الصفقة، يعمل لصالح ممثل شركة “ThyssenKrupp” في إسرائيل. وحسب وسائل الإعلام، كان شيمرون يعمل على عقد صفقات أسلحة ضخمة، رغم اعتراضات وزارة الدفاع الإسرائيلية، ولاسيما وزير الدفاع السابق موشيه يعلون، الذي لم يعرف عن صفقة الغواصات إلى بعد تسريبها إلى وسائل الإعلام.

وقيل إن يعلون نجح في البداية في إيقاف تنفيذ الصفقة، لكن نتنياهو، بعد تنحي يعلون عن منصبه وتعيين أفيغدور ليبرمان مكانه، استأنف المفاوضات مع برلين. (RT)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها