وكالة أنباء الأناضول : سوري يحاصر الحصار بيد مبتورة في حمص
بيد مبتورة وأخرى مصابة، يسطر سوري في مدينة تلبيسة بريف محافظة حمص الشمالي وسط البلاد، قصة فردية عن الكفاح من أجل الحياة، ومقاومة الحصار المفروض من قبل قوات النظام منذ نحو 5 سنوات.
كمال الخطيب البالغ من العمر 31 عاما، والأب لثلاثة أبناء، من تلبيسة الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة، والقابعة تحت وطأة حصار النظام، يسعى إلى التشبث بالحياة بيد مبتورة وأخرى مصابة.
في حديثه للأناضول، عرض الخطيب المعاناة التي يتعرض لها يوميا في ورشة الحدادة التي يعمل بها في تلبيسة، وقال إنه لم يتمكن من إيجاد وظيفة تناسبه لعدم وجود من يتوسط له لدى داوئر الدولة سابقا.
وأضاف أنه اختار مهنة أبيه (الحدادة) ليمارسها بعد تقطع السبل فيه في إيجاد وظيفة بالقطاع الحكومي.
وأردف: “عملت فترة عند والدي في مشغله، ثم سرعان ما أسست ورشة خاصة بي”.
وأكد الخطيب أنه التحق بصفوف قوات المعارضة عندما بدأت انتفاضة الشعب السوري ضد نظام الأسد في مارس / آذار 2011.
وقال إنه أصيب بذراعه اليسرى عام 2012 في هجوم لقوات النظام، وإنه نقل إلى المستشفى الميداني الذي وضع الكادر الطبي لذراعه شرائح بلاتين جراء إصابتها الكبيرة.
وتابع: “لقد وضعوا البلاتين في ذراعي، بعدها عدت إلى تلبيسة مرة أخرى وفتحت ورشة الحدادة من جديد”.
وشدد الحداد السوري على أن عام 2015 كانت له خصوصية كبيرة من ناحية مجرى حياته.
ومضى قائلا: “في ذلك العام وفي مايو / أيار تحديدا كانت تلبيسة تتعرض لهجمات عنيفة من قوات النظام، وفي إحدى الهجمات فقدت ذراعي اليمنى جراء برميل متفجر ألقته مروحية تابعة للنظام”.
وأضاف: “دُمرت ورشتي، ونقلت إلى المستشفى الميداني، وبعد علاجي واصلت العمل، حتى وإن بقيت بيد واحدة، بعد أن أعاد أصدقائي إصلاح الورشة”.
ولفت أن “الحدادة مهنة مليئة بالمشقات والصعوبات، لا سيما على شخص بيد واحدة ويده الأخرى مصابة “.
وأكد الخطيب أن ورشته استهدفت أكثر من مرة من قبل قوات النظام، وقال “تلبيسة هي أول منطقة استهدفتها الطائرات الحربية الروسية، في أول غارة لها قتل 40 شخصا، وأحد الصواريخ سقط بجانب مكان عملي، أصبت بهذا القصف مرة أخرى، لكنني لم أستسلم بالرغم من الهجمات المكثفة، وتشبثت بالحياة، وبدأت العمل لدى والدي وشقيقي”.
الخطيب لفت إلى بعض المواقف الطريفة التي يواجهها بين حين وآخر في ورشته، وقال إن “بعض الناس يرونني بيد واحدة ويشككون بأن ما سأنجزه لن يكون ذا جودة عالية”، مستدركا “لكنني أنجز أعمالي بفضل خبرتي المهنية وتصميمي الكبير”.
وأوضح أن جل ما يتمناه هو تركيب طرف صناعي ليده المبتورة، “لا شك أن ذلك سيوفر لي الراحة في عملي”.
وأضاف الخطيب: “أعمل في هذه المهنة الشاقة من أجل عدم الحاجة لأحد، المعيشة صعبة للغاية، فمنطقتنا تحت الحصار منذ سنوات، إن لم تعمل لا تستطيع الحياة”.
ومدينة تلبيسة من أوائل المدن السورية التي انتفضت ضد النظام، ومنذ 5 سنوات وهي محاصرة من قبل النظام والمليشيات الأجنبية الإرهابية الموالية له. (ANADOLU)[ads3]