المرطبات المحلاة مع الطعام ليست منعشة كما نتخيل !

أصبح تناول المشروبات المحلاة بالسكر أمرًا بديهيًا مع كل وجبة خصوصًا أن الوجبات التي تشمل هذه المرطبات في المطاعم تكون أرخص، إلا أنها تكون مسببة للسمنة وأمراض القلب والسكري وتجعل المرء لا يكف عن الطعام رغم شعوره بالانتفاخ.

وتقول مديرية الزراعة الأميركية إن تناول المرطبات المحلاة أثناء الأكل يقلل استهلاك الدهون في الجسم من جهة، ويزيد الشهية تجاه هذه الدهون من جهة ثانية.

ويمكن أن نعتبر العواقب الجانبية لتناول المرطبات مع الطعام، التي توصلت إليها مديرية الزراعة الأميركية (US Department of Agriculture (USDA، نتائج “ثقيلة”، لأنها تتحدث عن زيادة وزن الجسم مرتين بفعل هذه العادة الشائعة، وفق ما اوردت صحيفة إيلاف، فالعادة في مختلف المطاعم، من ماكدونالد إلى برغر كينغ، أن يكون المرطب مع وجبة الطعام المشحونة بالسعرات الحرارية والدهون، أرخص من وجبات الطعام وحدها. وهذا يدفع المواطن بشكل طبيعي إلى اختيار العرض الأول المغري المليء بقنابل الكوليسترول.

كما تظهر دراسة أجرتها الباحثة شانون كاسبرسون أن شرب الليموناضة والكولا والسبرايت وغيرها، والتي تحتوي على كميات من السكر، تكبح قدرة الجسم على استهلاك الشحوم المخزنة في الجسم، كما إنها تزيد الشهية إلى مزيد من الشحوم. وتقول كاسبرسون إن الإنسان يشعر بالشبع وهو يتناول المرطبات مع الطعام، لكنه لا يكفّ عن الأكل مع ذلك.

وتحذر الدراسة من الإكثار من تناول المرطبات المحلاة مع الطعام في فصل الصيف، لأن المرطب الذي يفترض أن يقلل العطش يزيد من الرغبة في الطعام الدسم. كما تحذر أيضًا من مخاطر زيادة الوزن وأمراض القلب والسكري، بسبب هذه العادة، وخصوصًا بالنسبة إلى من لديهم تاريخ عائلي يجعلهم أكثر عرضة من غيرهم لهذه الأمراض.

يمكن لشرب المرطبات مع الطعام أن يتحوّل إلى عادة ثابتة تقترب من الإدمان عند الأطفال، ويمكن أن تؤثر في سلوكهم اليومي، بحسب دراسة الباحثة كاسبرسون، التي نشرت في مجلة “ب.م. س.التغذية”.

ساهم في الدراسة التي أجرتها كاسبرسون وفريق عملها 24 متطوعًا من الجنسين، واستخدمت كالوريميتر الغرفة RoomCaloremeter لقياس نشاط عملية الاستقلاب في أجسادهم. وتستخدم طريقة الكالوريميتر أجهزة استشعار لقياس مكونات الغازات التي يطلقها المتطوعون مع أنفاسهم، كما تقيس حركتهم، وتطرح الخط البياني لعملية الاستقلاب.

تعاطى نصف المتطوعين في هذه الغرفة (المختبر) وجبتي غذاء في اليوم تحتويان على 15% البروتين، في حين تناول النصف الآخر وجبتي غذاء تحتويان على نسبة %30 غم البروتينات. وحرص الباحثون على أن يكون محتوى وجبات الغذاء من السعرات واحد، رغم الاختلاف في البروتين.

منح الباحثون لبعض أعضاء المجموعتين المرطبات لتناولها مع الطعام، ولم يمنحوا البعض هذه المرطبات. عملوا بعد ذلك على قياس قيم عملية الاستقلاب في أجسامهم، وقياس قدرة أجسامهم على استهلاك الدهون، وسؤالهم عن مشاعر الجوع والشبع عندهم.

ظهر من النتاج أن المرطبات لم تثبت حضورها بسبب مخزونها السكري الكبير، وإنما أثبتت حضورها في عملية الهضم أيضًا.وثبت بالأرقام أن المرطبات قللت قدرة الجسم على استهلاك الدهون بنسبة 8%. فاستهلكت أجساد الذين تناولوا المرطبات مع وجبة الطعام من وزن 15 غم بروتين نحو7 غرامات من الدهون أقل من غيرهم.

وقلت أجساد قدرات الفئة نفسها من المتطوعين، التي تناولت المرطبات مع الطعام ذي نسبة 30% بروتين، بنحو 12 غرامًا أقل من مجموعة المتطوعين، الذين لم يشربوا المرطبات مع الطعام.

وكتبت كاسبرسون في مجلة “التغذية” إنهم تفاجأوا بمقدار تأثير المرطبات المحتوية على السكر على استقلاب وجبات الطعام المحتوية على البروتينات. وأضافت إن التجربة أظهرت أن الجسم عجز عن استهلاك ثلث السعرات الحرارية التي وفرتها هذه المرطبات للجسم. كما احتاج الجسم طاقة أقل من أجل استقلاب الدهون وهذه الوجبات عمومًا.

كانت النتيجة المفاجئة الثانية، بحسب كاسبرسون، هي أن المتطوعين الذي تناولوا المرطبات مع الطعام أحسوا بنهم أكبر إلى المزيد من الطعام الدهين. وعمل مزيج الطعام الغني بالبروتين والمرطبات السكرية على رفع شهيتهم إلى مزيد من الدهون والملح، أي إلى المزيد من المواد التي تسبب البدانة وأمراض القلب والدورة الدموية.

المهم أيضًا أن هذا الشعور بالنهم إلى الدهن والملح استمر مع المتطوعين لفترة 4 ساعات، بعد تناول الوجبة مع المرطبات. وكتبت كاسبرسون إنهم صاروا يبحثون عن وجبات أخرى كثيرة الدهن والملح، رغم شعورهم بالشبع من الوجبة التي تناولوها.

واعتبر فريق العماء نتائج الدراسة دليلًا جديدًا على أن تناول المرطبات المحلاة مع وجبات الغذاء الغنية بالبروتين تزيد مخاطر التعرّض للبدانة وتخزين الشحوم في الجسم والأمراض الخطيرة الأخرى التي تمتد بين السكري وأمراض القلب.

يمكن للسكر والملح والأحماض الدهنية المشبعة أن تكون المسؤولة عن ثلاثة أرباع حالات الموت عند الإنسان في مختلف بقاع العالم عام 2020. وهذه حالة سيئة يمكن أن تتفاقم أكثر ما لم يلتزم الإنسان بقواعد التغذية الصحية، بحسب تقدير منظمة الصحة العالمية التي نشرت هذه الدراسة في العاصمة السويسرية جنيف.

ترى الدراسة الدولية أن عوامل المجازفة الناجمة من التغذية ستلعب الدور الرئيس في بناء حياة وصحة إنسان المستقبل. ويدعو خبراء التغذية على هذا الأساس، وبهدف تجنب الإصابة بالأمراض المزمنة، إلى تغيير عادات الحياة والتغذية عن طريق تناول أقل ما يمكن من الملح والسكريات والأحماض الدهنية المشبعة، وتعاطي أكثر ما يمكن من الفواكه والخضر الطازجة إضافة إلى ساعة من الحركات الرياضية البسيطة يوميًا.

فضلًا عن ذلك، نصح خبراء الأمم المتحدة بضرورة تقليص حصة السكر والأحماض الدهنية المشبعة في الطعام بشكل حاسم. هذا مع ضرورة تقليص السكر المأخوذ عن طريق المرطبات والأغذية الجاهزة إلى أقل من 10% من الطعام اليومي.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها