ألمانيا : بدء محاكمة لاجئ سوري حاول قتل سوري آخر على علاقة مع شقيقته في ” آلبيرسباخ “

بدأت، أول أمس الجمعة، إجراءات محاكمة لاجئ سوري، بتهمة الشروع بالقتل، أمام محكمة مدينة روتفايل، جنوبي ألمانيا.

صحيفة “شفارتسفيلدر بوته” الألماني قالت، بحسب ما ترجم عكس السير، إن المدعي العام اتهم الشاب السوري، بتوجيه طعنتين لصديق أخته بسكين، في الجزء العلوي من جسده، بقصد قتله.

وفي التفاصيل، فقد وقعت الحادثة الساعة العاشرة وعشرين دقيقة، صباح السبت، في الرابع من شهر شباط الماضي، في مركز إيواء اللاجئين، في شارع فرويدين شتاتير، بمدينة آلبيرسباخ، جنوبي ألمانيا.

ووفقاً للادعاء العام فإن المتهم لم يكن موافقاً على علاقة أخته بالضحية (سوري)، خاصة وأنها ما تزال متزوجة، لكنها لا تعيش مع زوجها، بالمجني عليه، سوري الجنسية أيضاً.

ووفقا لقول المتهم، فإنه كان يرى بأنه المسؤول الوحيد عن أخته، في ظل عدم وجود عائلتهما معهما في ألمانيا.

وبحسب الرواية التي أوردتها الصحيفة، فقد اقتحم المتهم في يوم الحادث مأوى اللجوء، واتجه غاضباً إلى غرفة شقيقته، وحين طرق باب الغرفة، فتح الضحية الباب، وكان حينها يرتدي سروالاً قصيراً فقط، وعلى حد قول هذا الأخير، فإنه حين رأى المتهم رافعاً يده التي تحمل السكين، قام بالاستدارة بشكل غريزي، بحيث تلقى الطعنة في الكتف، فيما أراد المتهم أن يصيبه في الصدر.

وسقط الرجل المصاب على الأرض، وتمكنت الفتاة من الحصول على السكين، وعلى حد قولها تسبب ذلك بجرح يدها، ثم هجم الجاني على الرجل المستلقي على الأرض، وأثناء العراك عضه من شفته وسبب له خدوشا في الفخذ.

وتمكن المصاب وشريكته من مغادرة الغرفة وأغلقا الباب على المتهم، وكانت أسرة مقيمة في الغرفة المجاورة قد اتصلت بالشرطة.

وورد في لائحة اتهام الادعاء العام بأن فعل المتهم يعد شروعاً بالقتل، متزامنا مع الاعتداء العنيف.

وحين سمح دانيال شولزه، القاضي الذي يرأس الجلسة، أقوال المتهم، ذكر محاميه بأنه سوف يتحدث فقط عن شخص المتهم وظروفه الشخصية، ولم يكن هناك أي رد على الاتهامات.

وسرد قصة حياة المتهم، منذ أن كان في المدرسة في دمشق، وذكر بأنه أمضى سنتين في الخدمة العسكرية، وبأنه انتقل مع والديه، وأخيه الأكبر واثنين من الأخوات الأصغر سناً عام 2013، للعيش في أحد المخيمات الفلسطينية بسبب ظروف الحرب.

وفي عام 2015 كان قد فر عبر تركيا واليونان إلى ألمانيا، وخلال رحلة اللجوء كان قد أنفق الشاب كل مدخراته التي تقدر بنحو 5000 يورو.

وبعد وصوله، وصلت شقيقته مع ابنها، وكانت حاملاً في ذلك الوقت، وقد اجتمعا في هيرزاوغس فايلو، في أحد مراكز اللاجئين، وهناك أيضا تعرفا على الضحية.

وبعد أن وضعت شقيقته مولولدها، انتقلت مع طفليها إلى آلبيرسباخ، في الوقت الذي استطاع فيه أن يجد لنفسه غرفة في بلدة بفالسغرافين فايلر.

وكان قبل اعتقاله قد أكمل فترة تدريب لمدة شهرين كمشغل مخرطة، وشارك في دورات اللغة، وكان قد تم الاعتراف بطلب لجوئه.

واستمعت المحكمة أيضاً لأقوال المجني عليه، البالغ من العمر 39 عاماً، والذي تحدث عن علاقة حب وعن “ردة الفعل المتهورة” التي قام بها المتهم، لكنه أكد في الوقت نفسه على أن ردة الفعل هذه كانت مفهومة بالنسبة له.

وحسب قوله، فقد ارتكب خطأ حين لم يقم بالتحدث مع المتهم حول علاقته بشقيقته، لكنه، على حد تعبيره، لم يجرأ على الإقدام على هذه الخطوة، وأضاف: “في الواقع لقد غفرت له فعلته بعد وقوعها مباشرة”.

وقضى المجني عليه يوماً واحداً فقط في المستشفى، وكان قد حصل بعد ذلك على إجازة مرضية لمدة أسبوعين.

وحين سأل القاضي المجني عليه: “هل لديك الانطباع بأن المتهم كان يريد قتلك؟”، أجاب “نعم، كان من الممكن أن أكون الآن مقتولاً”.

وأضاف الضحية بأنه في البلدان العربية، تعتبر ردات الفعل المماثلة لما قام به أمراً طبيعياً، علاوة على أنه “قد يكون حقاً مكفولاً .. إن هذا يعتبر مجرد لحظة غضب”.

جدير بالذكر بأن إجراءات المحاكمة سوف تستكمل يوم الثلاثاء المقبل، الموافق للأول من آب.

* الصورة : مكان وقوع الحادثة في آلبيرسباخ.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد