ملك المغرب : مملكتنا تعيش مفارقات صارخة من الصعب فهمها !

انتقد العاهل المغربي الملك #محمد_السادس في خطاب العرش الإدارة العمومية في بلاده، قائلا إن “ضعفها يعد من بين المشاكل التي تعيق تقدم البلاد”، كما انتقد الأحزاب السياسية وقال إنه لم “يتصور أن يصل الصراع الحزبي، وتصفية الحسابات السياسوية، إلى حد الإضرار بمصالح المواطنين”، كما أشاد بالعمل الأمني، وخصص حيزا من الخطاب للحديث عن احتجاجات الحسيمة.

وقال الملك محمد السادس في خطابه الذي تلاه ليلة يوم السبت إن المغرب يعيش “مفارقات صارخة من الصعب فهمها”، فـ”بقدر ما يحظى به المغرب من مصداقية، قاريا ودوليا، ومن تقدير شركائنا، وثقة كبار المستثمرين، بقدر ما تصدمنا الحصيلة والواقع، بتواضع الإنجازات في بعض المجالات الاجتماعية، حتى أصبح من المخجل أن يقال إنها تقع في مغرب اليوم”.

وأشار الملك إلى أن برامج التنمية البشرية والترابية “لا تشرفنا وتبقى دون طموحنا”، مرجعا الأسباب إلى “ضعف العمل المشترك ، وغياب البعد الوطني والإستراتيجي، والتنافر بدل التناسق والالتقائية، والتبخيس والتماطل ، بدل المبادرة والعمل الملموس”، مشيدا بالقطاع الخاص، ومنتقدا القطاع العام، خاصة الإدارة العمومية.

وتحدث الملك عن أن العديد من الموظفين العموميين “لا يتوفرون على ما يكفي من الكفاءة، ولا على الطموح اللازم ، ولا تحركهم دائما روح المسؤولية”، معطيا المثال بغالبية المراكز الجهوية للاستثمار التي “تعدّ عائقا أمام عملية الاستثمار”، ممّا “ينعكس سلبا على المناطق التي تعاني من ضعف الاستثمار الخاص، وأحيانا من انعدامه”، في وقت تعيش فيه الجهات ذات النشاط المكثف للقطاع الخاص حركية اقتصادية قوية حسب قوله.

وانتقد الملك الأحزاب السياسية والمسؤولين السياسييين والإداريين بالقول: “عندما تكون النتائج إيجابية، تتسابق الأحزاب والطبقة السياسية والمسؤولون، إلى الواجهة، للاستفادة سياسيا وإعلاميا، من المكاسب المحققة.. أما عندما لا تسير الأمور كما ينبغي، يتم الاختباء وراء القصر الملكي، وإرجاع كل الأمور إليه”، حاثا المسؤولين على التواصل مع المواطنين والتجاوب مع تساؤلاتهم وشكاياتهم.

وتساءل محمد السادس: “إذ أصبح ملك المغرب، غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة، ولا يثق في عدد من السياسيين، فماذا بقي للشعب؟” مضيفا: “هذا الوضع لا يمكن أن يستمر”، مشددا على ربط المسؤولية بالمحاسبة وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء أو تمييز وبكافة مناطق المغرب، إذ أبرز أنه لا فرق بين المسؤول والمواطن في حقوق المواطنة وواجباتها.

كما اعتبر الملك أن تعطيل مسؤول ما لمشروع تنموي أو اجتماعي، لحسابات سياسية أو شخصية، يعدّ “خيانة”، وإن تصرفات عدد من المسؤولين تزكي الفكرة السائدة لدى عموم المغاربة، بأن “التسابق على المناصب، هو بغرض الاستفادة من الريع، واستغلال السلطة والنفوذ”.

وتحدث الملك عن الحسيمة، وقال إن الأحداث التي شهدتها بعض المناطق أبانت عن “انعدام غير مسبوق لروح المسؤولية”، بأن “انزلق الوضع بين مختلف الفاعلين، إلى تقاذف المسؤولية، وحضرت الحسابات السياسية الضيقة، وغاب الوطن، وضاعت مصالح المواطنين”، منتقدا بشدة الأحزاب السياسية التي “لا دور لبعضها في التواصل مع المواطنين وحل مشاكلهم”.

وقال الملك إن القوات العمومية وجدت نفسها في الحسيمة وجها لوجه مع الساكنة نتيجة عدم قيام الأحزاب بدورها، مشيدا بعمل الأجهزة الأمنية بالقول إن عناصرها “يقدمون تضحيات كبيرة”، منتقدا كذلك أفكارا تروج بوجود مقاربة أمنية، إذ أشار إلى أن المغرب ملتزم بتوجه واحد هو “تطبيق القانون، واحترام المؤسسات، وضمان أمن المواطنين وصيانة ممتلكاتهم”، وأنه “من واجب المغاربة الافتخار بأمنهم”. (CNN)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها